أعاني من آلام في المعدة وقيء وغثيان شديد

2020-09-06 04:33:04 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أتمنى أن تفيدوني، لأني أعاني لمدة سنوات، المشكلة بدأت معي بعد امتحانات الثانوية كنت في ضغط نفسي شديد جداً جداً، فشعرت بأعراض شديدة، آلام في المعدة وقيء وغثيان شديد، وفقدان شهية وآلام قولون شديدة.

ذهبت لأكثر من طبيب ووصفوا أدوية معدة وقولون، ولم تتحسن الحالة إلا قليلا فذهبت لأحد الأطباء ووجد جرثومة المعدة، وبعد العلاج اختفت الجرثومة، ولكن لم تخف الأعراض.

ذهبت لطبيب آخر، وعمل منظاراً للمعدة، بعد فحص الخزعة وجد التهاباً مزمناً بالمعدة، وليست الجرثومة موجودة، ولكنه لاحظ أن معدتي عصبية بشكل كبير جداً، وقال إني أعاني من أمراض نفسية جسدية، ومعدة عصبية، ولكنني لم أقتنع بكلامه، وما زلت أبحث عن سبب لآلام المعدة.

قمت بتحليل الجرثومة أكثر من مرة، ولا توجد جرثومة، وما زلت في هذه المعاناة إلى الآن لمدة أكثر من 4 سنوات، ولم تتحسن الحالة، وفقدت 20 كيلو من وزني، وأشعر بإعياء شديد، ولا أستطيع أن أمارس حياتي بشكل طبيعي.

أرجو الإفادة، هل هي فعلاً بسبب الاكتئاب أم ماذا؟ علماً أنني عندي اكتئاب شديد، وضغط عصبي شديد جدا، والأعراض المرضية تزداد في فترة الامتحانات.

ذهبت لدكاترة نفسيين كثير، وخف أسبوع ورجع إلي تعب مرة ثانية، وحاليا القيء والغثيان توقف، والآلام ذهبت، ولكن الشهية لا توجد أبداً.

أخذت (ترايكتين) لم ينفع معي، وأخذت (اولانزابين) ليفتح شهيتي بشكل كبير جداً لمدة أسبوع فقط، وأرجع مثل الأول فاقد شهية، وما زلت أفقد وزني بشكل كبير، وأصبحت نحيفاً جداً.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ اسر كريم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالفعل كما ذكر لك الطبيب أعراضك نفسوجسدية، بعض الأشخاص لديهم القابلية للقلق الداخلي، وأنت ربما تكون أحدهم، ربما تكون شخصيتك أصلاً قلقة حسّاسة، وهذا ينعكس على أعضائك الداخلية، وأكثر الأعضاء تأثُّرًا هي الجهاز الهضمي، يليه القفص الصدري، وعضلة فروة الرأس وأسفل الظهر.

لذا تجد الكثير من الناس يشتكون من الصداع العُصابي والقولون العُصابي، وآلام الصدر العصبية، واتضح أن ستين بالمائة من الذين يترددون على عيادات العظام يشتكون من آلام الظهر، هم في حقيقة الأمر يُعانون من قلق وتوتر نفسي، والانشدادات العضلية الناتجة من التوتر النفسي هي التي تؤدي إلى كل هذه الأعراض.

موضوع الجرثومة: طبعًا هذا قد يزيد من الأعراض، بجانب القلق، لكن الحمد لله تعالى الآن لا توجد جرثومة، فأعراضك أعراض نفسوجسدية، ربما ينتابك من وقت لآخر أيضًا قلق اكتئابي بسيط، وهذا يؤدي إلى مزيد من الأعراض الجسدية.

أفضل علاج لهذه الحالة هو الرياضة، هذا شيء الآن مؤكد، كل الأبحاث العلمية وكل التجارب العملية تُشير أن الرياضة هي علاج ممتاز جدًّا لهذه الأعراض النفسوجسدية الناشئة من الجهاز الهضمي.

خذ هذا الأمر بجدية، أي أمر الرياضة، وضع لنفسك برامج حسب ما يُناسبك، ويجب أن تكون الرياضة متصلة، وسوف تستفيد منها كثيرًا مع الوقت.

الأمر الآخر: أن تنظم وقتك، وأن تعتمد على النوم الليلي المبكّر، وتتجنب السحر، وتتجنب النوم النهاري.

حاول أن تصرف نفسك أيضًا من خلال التواصل الاجتماعي الإيجابي، أن ترفّه عن نفسك بما هو جميل، تحرص على صلواتك في المسجد مع الجماعة، تكون بارًّا بوالديك، تكون لك آمال وطموحات في الحياة، اجعل فكرك دائمًا فكرًا إيجابيًا، ولا تجعل الفكر السلبي يُسيطر عليك أبدًا، أنت في بدايات سنِّ الشباب، وإن شاء الله تعالى أمامك أيام طيبة وجميلة جدًّا.

بالنسبة للعلاج الدوائي: عقار (دوجماتيل) والذي يُعرف علميًا باسم (سولبرايد) يُعرف عنه أنه مفيد جدًّا في مثل هذه الأعراض، يُضاف له جرعة صغيرة من عقار (سيرترالين).

جرعة السيرترالين – والذي يُسمَّى تجاريًا (زولفت) أو (لوسترال) – تبدأ في تناوله بجرعة نصف حبة ليلاً لمدة عشرة أيام، ثم تجعلها حبة كاملة – أي خمسين مليجرامًا – ليلاً لمدة ستة أشهر، وهذه ليست مدة طويلة أبدًا، بعد ذلك اجعلها نصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجرامًا – يوميًا لمدة أسبوعين، ثم خمسة وعشرين مليجرامًا يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم تتوقف عن تناول السيرترالين.

أمَّا الدوجماتيل فتبدأ بكبسولة واحدة في الصباح، قوة الكبسولة خمسين مليجرامًا، تستمر عليها لمدة أسبوع، ثم اجعل الجرعة خمسين مليجرامًا صباحًا ومساءً لمدة شهرٍ، ثم خمسين مليجرامًا مساءً لمدة شهرين، ثم تتوقف عن تناول الدوجماتيل.

كلا الدواءين – السيرترالين والسولبرايد – من الأدوية الطيبة والبسيطة، وغير الإدمانية، وإن شاء الله تعالى تستفيد منها كثيرًا. الالتزام بالجرعة العلاجية هو مفتاح النجاح بالنسبة للعلاج الدوائي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net