أخاف على أمي من التدخين والموت.

2020-09-15 02:50:45 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

أنا شاب عمري 15 سنة، كنت سأترك البيت وأمي منذ أسبوع والذهاب للعيش مع أبي بسبب بعض الظروف، فحدثت الكثير من المشاكل، واستطعت العودة إلى المنزل مع أمي.

بالأمس شعرت ببعض القلق والخوف والهلع على أمي، أخاف أن تموت، وأنا متعلق بها جدا، ولا أستطيع تركها يوما كاملا، لا أريد أن تموت وأنا على قيد الحياة، فأمي -وللأسف- تدخن كثيرا، وهذا يقلقني، أريدها أن تترك السجائر، ولا أعرف كيف أقنعها بذلك، فما نصيحتكم؟ وبالنسبة للخوف والهلع، هل يزول لوحده أم أحتاج لدواء؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك - أيها الابن الكريم - في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يرزقك بر الوالدة، وأن يكتب لها السلامة، وأن يُعينها على ترك شرب الدُّخان والعودة إلى طاعة الكريم المنّان، وأن يُعينكم على الخير، وأن يوفقكم جميعًا لما يُحبُّه ربُّنا ويرضاه.

أرجو أن تحرص على أن تكون مع الأم، لأن وجودك معها فيه ربحٌ كبير، اجتهد في برِّها والإحسان إليها، وتلطَّف في نُصحها، وموضوع شُرب الدُّخان - وهو بلا شك فيه أضرار بالنسبة لها، وهو مرفوض ومحرَّمٌ من الناحية الشرعية - فإن من الحكمة أن تنصح للوالدة، والنصح للوالدة ينبغي أن يكون بمنتهى اللطف، كما فعل الخليل (إبراهيم) مع أبيه: {يا أبتِ .. . يا أبتِ ... يا أبتِ ... يا أبتِ} بهذا اللطف، هذا كان للأب، والأم بحاجة لمزيد من اللطف.

واحرص على كل أمرٍ يُرضيها، وكن عونًا لها على طاعة الله تعالى، ولا تُقصّر في بِرِّ والدك، ولا تُشعرها فقط حتى مجرد إخبار لها أو إشعار لها بأنك تفكّر في ترك البيت، فإن مثل هذه الأشياء تُؤلمها.

وثق أيضًا بأن هذه الدنيا تمضي بقضاءٍ وقدر، ولكل أجل كتاب، ونسأل الله أن يُمتعك ويمتعنا جميعًا بحياة الآباء والأمهات، وأن يُعيننا على بِرِّهم في حياتهم وبعد الممات.

أمَّا بالنسبة للخوف الذي يعتريك، إن كان لخوفك على موت الوالدة؛ فأرجو أن تتسلّح بالإيمان، وأن تعلم أن الكون ملكٌ لله ولن يحدث في كون الله إلَّا ما أراده الله، وأن ما تفعله الوالدة خطير على صحتها ولكن ليس من الضروري أن تموت الآن بسببه، فالموت له أجل، ويحدثُ بتقدير الله تبارك وتعالى، وهو سبيل كل حيٍّ، المهم أن يجتهد الإنسان في العمل الصالح، إذا كان الإنسان في الأعمال الصالحة فإنه لا يُبالي إن وقع الموت لأحدٍ أو موقع الموت عليه، ولا يُبالي إن مات قبل الوالدة فيفوز بدعائها، أو ماتت قبله ليفوز بمزيد من برِّها في حياتها وبالدعاء لها بعد مماتها، وما يختاره الله لنا أفضل ممَّا نختاره لأنفسنا.

هذا الخوف الخفيف الذي يعتريك ندعوك فيه إلى: المحافظة على الأذكار، قراءة الرقية الشرعية، وتقوية جانب الإيمان والتوحيد والثقة في الله تبارك وتعالى، ولا نؤيد فكرة أخذ دواء، لكن لا مانع من زيارة طبيب لعرض ما عندك، هذا الخوف الذي يظهر خفيفًا وهو يعتريك في بعض الأوقات فابتعد عن معصية رب الأرض والسموات، واعلم أن الغفلة عن الله سبب لضيق الصدر، وسببٌ لكثير من العلل النفسية، فكن مع الله، واجتهد في طاعته، وكن بارًّا بالوالدة، ولا تنس الإحسان للوالد مهما حدث بينه وبين الوالدة؛ فإن الوالد يظلُّ والدًا وله حقوق، والوالدة تظلُّ والدة ولها حقوق وحقوق.

نسأل الله أن يُعينك على بر والديك، وأن يُلهمك السداد والرشاد. وهذه وصيتُنا لك بتقوى الله تبارك وتعالى، ونشكر لك التواصل مع الموقع.

www.islamweb.net