كيف أحسن من العلاقة بين زوجتي وأهلي؟

2020-09-24 07:30:50 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم..

نحن عائلة تسكن في مسكن يتكون من دورين، أسكن أنا وأخي في شقتين متقابلتين في الدور الثاني، وفي الدور الأول تسكن والدتي وثلاث أخوات غير متزوجات.

أنا متزوج منذ 12 سنة، ولي أربع بنات، وأخي متزوج منذ 7 سنوات، وقد اعتدنا منذ زواجي أن نجتمع في كل يوم جمعة على وجبة الغداء ليجتمع الأولاد بأمي وأخواتي، وفي كل جمعة يكون إعداد الوجبة على إحدى النساء، فمرة على زوجتي، ومرة على زوجة أخي، ومرة لكل أخت من أخواتي، وهكذا.

زوجتي لديها طبيعة مقارنة المواقف وتعاملات أهلي مع زوجة أخي، وهي تحس أنهم يفضلونها في بعض المواقف عنها، وقالت لي أني لن أستمر في هذا النظام، وأنها تريد تقليل التعامل مع أهلي، وتحججت بأنها تعبت من ذلك.

أمي ظاهر عليها الضيق لشعورها أن هذا الاجتماع سوف ينقطع، وأنا لا اتحمل قطع الود بين زوجتي وأهلي؛ لأن ذلك سيؤثر على صفائي تجاه زوجتي، ولا أخفيكم أني قررت أن أطلقها، فهل سأكون ظالما لزوجتي وبناتي؟


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ essam حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك – ابننا الفاضل وأخانا الكريم – في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على الخير والسؤال قبل اتخاذ القرار، ونسأل الله أن يكتب لنا ولكم السعادة والاستقرار.

بداية نتفق أن الإشكال الحاصل مزعج، ورغبة زوجتك في ألَّا تُشارك في الاجتماع العائلي، ولكن لا يرقى لمستوى أن يكون سببًا لطلاقها وفراقها وهي أُمّ الأبناء التي عشت معها سنوات عديدة، ونسأل الله أن يُعينك على اتخاذ القرار الصحيح، وأن يُلهمك السداد والرشاد، واعلم أن الوالدة أيضًا لا يمكن أن يُرضيها أو يُسعدها الوصول إلى مرحلة الطلاق لأجل هذا الموقف، ويهمُّنا جدًّا أن نُذكّرك بأن الحل يكمن في أن توفّر لزوجتك دعمًا معنويًّا وتُطيّب خاطرها، لأن المرأة إذا وجدت الإكرام والتقدير والدعم المعنوي من زوجها يمكن أن تتحمّل كل ما يمكن أن يأتيها من ضغوط من الخارج.

فليس الحل في اتخاذ قرار في هذا الاتجاه، اتجاه الطلاق، ولكنّ الحل يكمن في تقديرك لزوجتك وفي عرفانك بفضلها، وفي توفير الدعم المعنوي لها، وعليها أن تُدرك أن سعادة المرأة ليس في أن يُحبّها الناس جميعًا، ولكن سعادتها الكبرى في أن تكون محبوبة لزوجها، ساعية في رضاه، وأن يكون هذا الزوج متوافقًا معها.

هذا هو الحل الأساس في هذه المسألة، واعلم أن أي امرأة إذا وجدت دعمًا معنويًّا وتشجيعًا وتخفيفًا وتفهمًا من زوجها لمعاناتها وللصعوبات التي تواجهها ممَّن حولها من أهله؛ فإنها تستطيع أن تتحمّل الصعاب وإن كثُرتْ، فأرجو أن يكون التركيز على هذا الجانب، ثم من الناحية الأخرى: أرجو أن تُزيل أسباب الاحتكاك والمظاهر المذكورة بطريقة غير مباشرة، واجتهد دائمًا في تفادي مثل هذه المواقف، فيمكن للزوجة أن تُشارك في الاجتماعات، ولكن ليس من الضروري أن تُطيل الجلوس وتدخل في نطاق الاحتكاك أو تحرص على أن تقارن تعامل أهلك مع الزوجة الأخرى أو مع غيرها من النساء.

ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُعينكم على الخير، وأن يعينكم على استمرار هذا النظام الذي فعلاً يؤدي إلى بعض الأهداف الكبرى، ونتمنّى أن تصل الرسالة واضحة أيضًا إلى والدتك التي ينبغي أن تجتهد في بِرِّها، وطبعًا هي المُقدّمة وهي الكبيرة، وزوجتُك أيضًا ينبغي أن تُدرك هذا الجانب، فهي في مقام الأم، ونحن علينا أن نحتمل من الكبار، لأنهم أُمَّهاتٌ وآباء في كل الأحوال، ونحن الذين أُمِرْنا ببرِّهم والإحسان إليهم وإكرامهم من الناحية الشرعية ومن الناحية الاجتماعية، ونسأل الله أن يعينكم على الخير.

أكرر دعوتي لك بأنه ما ينبغي أن تفكّر مجرد تفكير في مسألة الطلاق، ففي الطلاق ظلمٌ للزوجة، وظلمٌ للبنات، وخرابٌ للأسرة، والطلاق لا يُفرح سِوى عدوّنا الشيطان.

نسأل الله أن يُعيد لكم الوفاق والوئام، وأن يُعيننا جميعًا على الخير، وهذه وصيتُنا للجميع بتقوى الله، ونكرر لك الشكر على تواصلك مع الموقع.

www.islamweb.net