أريد أن أعرف هل مرضي نفسي أم بدني؟ وماذا أفعل لتحديد السبب؟

2020-10-07 05:37:47 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

منذ فترة أشعر بقدراتي الإدراكية تضعف، أصبحت لا أقدر على المذاكرة لنصف ساعة، ولا أستطيع النوم بشكل جيد، وأشعر بضيق النفس وكتمة تصل من الرقبة لأسفل الصدر (منتصف الصدر فقط وليس الجهتين)، وأشعر بضعف في المفاصل، وأغرب شيء هو أنني دائما أشعر بثقل في خلفية الرأس كأن الجزء الخلفي من مخي به تنميل أو كتلة، أيضا دائما أشعر بالوهن الجسدي، وذاكرتي تتضاءل حتى أني أنسى ما كنت أفكر فيه منذ دقائق.

بحثت قليلا وشككت بأني أعاني من adhd، ولكن أعراضي تتماشى مع أشياء أخرى، ولا أعلم ماذا أفعل في هذا الشأن! مع العلم أني كنت مريض مؤخرا، وقمت بتحليل صورة دم (جيدة)، وغدة درقية (جيدة)، وCRP (سيئة ومرتفعة جدا)، وأخبرني الطبيب أنها نزلة برد ولكن لم يخبرني أي شيء عن معنى ارتفاع CRP.

ملحوظة: تعرضت لصدمات حياتية شديدة في الصغر ولا أعلم قد تكون هذه من المؤثرات، ولكني مستسلم لله في هذا ومتعايش مع الواقع ولا يشغلني ما فات.

نرجو منكم الإفادة، وجزاكم الله عني وعن المسلمين كل خير.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

من الواضح أنه لديك أعراض قلق نفسي بسيط، وهو الذي يُشعرك بضيق النفس والضيقة في الصدر وآلام في الرقبة، وكذلك الأعراض الجسدية الأخرى، كثيرًا ما يكون القلق النفسي من هذا النوع، مصحوبًا بشيء من عُسر المزاج – أي اكتئاب بسيط جدًّا – وحين يجتمع هذا القلق البسيط مع الاكتئاب البسيط يؤدي إلى ضعف في القدرة على التركيز، كما ذكرت: يحدث نوع من التشتت الذهني، تنخفض المعنويات، وهذا -إن شاء الله تعالى- كلُّه مؤقت.

ربما ت كون قد أُصبت ببعض الالتهابات الفيروسية مثلاً، أو كما ذكر لك الطبيب أنها نزلة برد، وبعد نزلة البرد – أي الإصابة بالفيروسات خاصّة – الإنسان يحسّ أنه مُحبط، وهذا يحدث، ويحدث القلق والتوتر، وارتفاع الـ (CRP) فهذا يعني أنه كان يوجد لديك التهاب في تلك الفترة وليس أكثر من ذلك.

فيا أيها الفاضل الكريم: اعتبر نفسك الآن انتقلت لفترة النقاهة، ويجب أن تكون متفائلاً، ويجب أن تمارس رياضة، الرياضة تُجدد الطاقات النفسية والذهنية بشكل رائع، واحرص على النوم الليلي المبكّر، وتجنب النوم النهاري؛ لأن النوم الليلي يؤدي إلى إفرازات كيميائية بيولوجية دماغية إيجابية جدًّا، بمعنى آخر أنه يؤدي إلى ترميم في خلايا الدماغ، وهذا يجعلك تستيقظ مبكرًا وتصلي الفجر، وهذا أيضًا فيه فتح عظيم لك -إن شاء الله تعالى-، وسوف تحس أن تركيزك أفضل كثيرًا.

هذا الوقت يمكن أن تتحيَّنه، أي بعد صلاة الفجر، وأن تستحمّ وتغتسل وتشرب الشاي مثلاً: تدرس لمدة ساعة، ساعة واحدة في هذا الوقت تُعادل ساعتين إلى ثلاثة من بقية اليوم، ومن يبدأ يومه وصباحه بهذه الصورة المباركة النشطة قطعًا سوف يُنجز في بقية اليوم. هذا أمرٌ مجرب ومؤكد.

هذا هو علاجك الأساسي، ويجب أن تستصحب كل ذلك بالرياضة، بالفعاليات، بالتواصل الاجتماعي، أن ترفّه عن نفسك بشيء طيب وجميل، أن يكون لك وجود في داخل أسرتك ولا تكن شخصًا مُهمَّشًا، وتكون بارًّا بوالديك.

هذه نصائحي لك من حيث العلاج السلوكي. تجنب النوم النهاري، أيضًا مهمٌّ جدًّا، تجنب تناول محتويات الكافيين كالشاي والقهوة بعد الساعة الخامسة مساءً، واحرص على أذكار النوم، ونم على وضوء، وإن شاء الله تعالى كل هذا ينتج عنه نومًا هنيئًا لك.

أريد أن أنصح لك بدواء بسيط جدًا، دواء يُزيل القلق والتوتر، وإن شاء الله تعالى يُحسّن من نومك كثيرًا. الدواء يُعرف باسم (سيرترالين) هذا هو اسمه العلمي، وله مسميات تجارية كثيرة، أريدك أن تبدأ بجرعة نصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجرامًا، لأن الحبة تحتوي على خمسين مليجرامًا – تناولها لمدة أسبوع، ثم اجعلها حبة واحدة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناول الدواء.

السيرترالين دواء سليم، ورائع، وهذه الجرعة التي وصفتُها لك هي جرعة صغيرة جدًّا، وأؤكد لك أن الدواء غير إدماني، لكن لا بد من التطبيقات السلوكية التي ذكرتُها لك، نمط الحياة الإيجابي، نمط الحياة الطيبة، أنت الحمد لله تعالى في بدايات سن الشباب، والله تعالى حباك بطاقات عظيمة، قد تكون مختبئة، قد تكون هذه الطاقات متكاسلة ومخزونة، عليك أن تُخرجها، لأن التغيير يأتِ مِنَّا، {إن الله لا يُغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم.

جزاك الله خيرًا، ونحن سعداء جدًّا بمراسلتك لنا وثقتك في إسلام ويب، وأسأل الله تعالى أن يعافيك ويشفيك وينفع بنا جميعًا.

www.islamweb.net