أشعر بتراجع شديد وخلل في قدراتي العقلية، فما الحل؟

2020-10-08 03:21:20 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة عمري 16 سنة، ومقبلة على السنة الثانية من المرحلة الثانوية، تراجع مستواي في الدراسة منذ سنتين، علما أني كنت معروفة بتفوقي الشديد وسعتي العلمية الشاملة، ولكن في هذه الفترة أصبحت لا أتمكن من الدراسة، وأنسى ما درست، بل وعدم قدرتي على التفكير والتحليل كما السابق، ولا أتمكن من التركيز، ولا الاختلاط الجيد مع الناس، وحتى صديقاتي أعاني من قلق ناحيتهن، مع العلم أني أصبت باكتئاب حاد لفترة ليست بقصيرة، كما لاحظت بأني غير قادرة على البكاء مطلقًا.

بمجرد ما أبدأ بمطالعة كتاب أو دراسة موضوع علمي يصيبني صداع شديد، ويتشتت ذهني ألف مرة، الأشياء التي كنت أنهيها بساعة سابقًا باتت تأخذ مني ساعات الآن، هل أنا مصابة بشيء ما؟ أيجب علي مراجعة طبيب؟ مع أني لا أفضل هذا لأسباب عائلية، هل هنالك حل لهذا؟

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.

عمرك هو عمر تغيُّرات جسدية وهرمونية وفسيولوجية كثيرة جدًّا، والتغيرات المزاجية قد تكون مُصاحبة لهذه المرحلة العمرية، وقطعًا التغيرات المزاجية قد تُؤثِّر سلبًا على التحصيل العلمي والدراسي.

نصيحتي لك هي أن تقومي بإجراء فحوصات طبية عامَّة، هذا مهمٌّ جدًّا، لتتأكدي من نسبة الدم لديك، ووظائف الغدة الدرقية، ونسبة فيتامين (د) وفيتامين (ب12)، وقطعًا سوف تُجرى أيضًا فحص وظائف الكلى والكبد، هذا لمجرد التأكيد، إذًا إجراء الفحوصات هذه مهمَّة، لأن نقص فيتامين (د) مثلاً أو فيتامين (ب) أو حتى نقص الهيموجلوبين (فحص الدم) ربما يُؤثّر على الصحة النفسية والجسدية للإنسان.

علاج حالتك تتطلب أن تكوني أكثر ثقة في نفسك، فمقدراتك معروفة ومُثبتة، حيث إنك كنت من المتميزين، وبتعديلات بسيطة في نمط حياتك -إن شاء الله تعالى- ترجع الأمور إلى ما كانت عليه.

أولاً: يجب أن تتجنبي السهر، لا تسهري أبدًا، ويجب أن تنامي نومًا ليليًّا مبكّرًا، الساعة التاسعة تكوني قد نمت، وتستيقظي مبكّرًا، وتُصلي صلاة الفجر، ثم بعد أن تقومي بإعداد نفسك تدرسي لمدة ساعة في الصباح قبل أن تذهبي إلى المدرسة.

هذا الوقت – وقت البكور - هو وقتٌ للاستيعاب، هذا وقتٌ يكون التركيز فيه على أحسن ما يكون، والنوم الليلي المبكّر ينتج عنه ترميم كامل في خلايا الدماغ، وينتج عنه راحة للنفس، وهذا كلُّه ينعكس على الإنسان فيما يتعلق بالتركيز، تطاير الأفكار ينتهي، التشويش على التفكير أيضًا سوف يزول، والإنسان يحس باسترخاء كبير جدًّا، خاصّة الإنسان بعد أن يُصلي صلاة الفجر ويذكر أذكار ما بعد الصلاة، ويذكر أذكار الصباح، ويتلو شيئًا من القرآن، هذه نقطة محورية ونقطة ضرورية جدًّا، إذا اتبعتيها سوف يأتيك خيرًا كثيرًا -إن شاء الله تعالى-، والإنسان الذي يبدأ صباحه بإنتاج وبتفاؤل وبإقدام، لا شك أن بقية اليوم سوف يسير أيضًا بصورة إيجابية وسلسة جدًّا.

بعد ذلك أنصحك بأن تُمارسي رياضة، أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة، لأن الرياضة تزيل القلق، تُجدد الطاقات النفسية والجسدية وتُحسِّن التركيز، ومن خلال إدارتك الجيدة لوقتك أيضًا رفِّهي عن نفسك بما هو طيب وجميل، تفاعلي مع أسرتك تفاعلات إيجابية، وكذلك مع صديقاتك.

وأنا أنصحك أيضًا بتطبيق تمارين الاسترخاء، هنالك تمارين تُسمَّى بـ (تمارين الاسترخاء) من خلالها يسترخي الإنسان عن طريق التأمُّل والتدبُّر والتنفُّس التدرُّجي وتمارين قبض العضلات وشدِّها ثم إرخائها، إسلام ويب أعدت استشارة رقمها (2136015) أوضحنا فيها كيفية ممارسة هذه التمارين، كما أنه توجد برامج كثيرة على اليوتيوب توضح وبتفاصيل ممتازة كيفية تطبيق هذه التمارين. هذه التمارين ذات قيمة عالية جدًّا.

إذًا هذه هي الخطوات العملية التي يجب أن تتخذيها من أجل أن يتحسَّن التركيز لديك، ومن أجل أن ترتفع معنوياتك، ومن أجل أن تكوني متفائلة، ولا بد أن تكون لك العزيمة والإصرار على التميُّز، على النجاح، على أن تكوني يدًا عُليا، هذا مهمٌّ جدًّا.

وجد أيضًا أن بر الوالدين، وقطعًا الحرص على صلة الرحم، والحرص على العبادات – خاصة الصلاة في وقتها – والمحافظة على الأذكار خاصة أذكار الصباح والمساء، وتلاوة القرآن يوميًا حتى ولو بعض الصفحات، وقطعًا هذا هو زادنا في الدنيا والآخرة.

بهذه المنهجية الممتازة الإيجابية تستطيعين أن تتغيري كثيرًا، وأصلاً من وجهة نظري أن علتك ليست كبيرة، وقطعًا -إن شاء الله تعالى- بتطبيق ما ذكرتُه لك من إرشاد سوف ترتقي صحتك النفسية، وتصلين لمرحلة الرضا والاستقرار النفسي والجسدي والاجتماعي، و-إن شاء الله تعالى- التميّز الأكاديمي، وأنت قطعًا لست في حاجة لعلاج دوائي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net