انفصلت عن زوجتي، وأريد إرجاعها، فبماذا تشيرون علي؟

2020-10-26 06:52:54 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

منفصل منذ أربعة أشهر، والأم تنازلت عن حضانة الأطفال، وهم مقيمون معي، وأنا مقيم مع والدتي عمرها 73 سنة، والدي متوفى، وأنا وحيد لوالدتي (لا يوجد إخوة أو أخوات).

أصبحت أعاني بعد الانفصال بالشعور بالاكتئاب وبالذنب تجاه معاملتي لزوجتي السابقة خلال السنوات 9 الماضية، مع العلم أني عقدت العزم على تغير نفسي للأفضل، وقد حاول الأقرباء والأصدقاء بالإصلاح بيننا، من أجل عدم هدم الأسرة وضياع الأولاد، ولكنها هي وأمها أبت الرجوع إلا بشروط تعجيزية، مع العلم أن أهلها لم يكونوا جيدين معي منذ بداية زواجي، وهي الآن لا تتواصل مع أبنائها منذ شهر، ولا تكلمهم، ولا تطلب رؤيتهم، وقد خلعت الجلباب بعد الطلاق، ولم تلتزم بالعدة، وتصلني أخبار بأنها تريد أن تبدأ حياة جديدة، وهي عازمة هي وأهلها بالسفر إلى بلد آخر.

أنا متردد أن أفتح موضوع ومحاولة إرجاعها، لما ينتباني شعور بالذنب تجاه معاملتي لها خلال السنوات السابقة، ومن أجل الأطفال، وعلى الأغلب سيقبل الموضوع بالرفض أو وضع شروط لن أستطيع تلبيتها، وبالرغم مما بدر منها، وما أسمع عنها من تصرفات بعد الطلاق، أصبحت أبحث عن زوجة صالحة تعينني على طاعة الله، وتعينني على تربية أولادي، وتعينني على بر والدتي، والأقرباء الذي يعيشون معها بنفس البلدة والأصدقاء لا يرجحون فتح موضوع استرجاعها؛ لأنها تغيرت كثيرا، ولن تكون كما كانت عندي، أرجو الإفادة والنصح؟

جزاك الله كل خير.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فخري حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك – أخي الحبيب – في استشارات إسلام ويب، نسأل الله أن يُقدّر لك الخير، وأن يُعينك على تربية أبنائك وبِرّ والدتك.

لقد أحسنت حين عرفت – أيها الحبيب – أن الانفصال كان سببه سوء تصرفاتك وعدم إحسان معاملتك لزوجتك، وهذا قدرٌ قدَّره الله تعالى عليك، ومطلوب منك أن تأخذ بالأقدار والأسباب لدفع هذا القدر المكروه، وسيُقدّر الله تعالى لك الخير.

نصيحتُنا لك أولاً أن تلجأ إلى الله سبحانه وتعالى بإحسان الحال بينك وبينه، فتؤدِّي فرائضه وتجتنب ما حرَّم عليك، وتُكثر من استغفار الله تعالى، فإنه إذا أعانك سَهُل عليك كلُّ شيءٍ، وكما قال الشاعر: "إذا صحَّ عونُ الخالق المرءَ لم يجد عسيرًا من الآمال إلَّا مُيسَّرًا"، فلا تكتئب لما أنت فيه، واعلم أن الله تعالى سيجعل بعد الضيق فرجًا، وبعد العسر يُسرًا، وخذ بالأسباب التي تُوصلُك إلى ما ترغب به وتتمنّاه من الحالة التي تُريد أن تعيشها.

أول هذه الأسباب: محاولة الإصلاح مع الزوجة إذا كان للإصلاح مجالاً، فهي أولى بأبنائها وأقدر على تربيتهم، وما تفعله ربما يكون ردة فعلٍ لما بدر منك أنت من سوء معاملة طوال السنوات الماضية، وخُتم هذا بالطلاق، فإذا رجعت إلى أولادها ربما يكون في ذلك إصلاحٌ لها ولأبنائها، فلا تيأس أبدًا من الإصلاح، وخذه بأسبابه ما أمكن.

لكن إذا رأيت أنها فعلاً قد اختارت طريقًا جديدًا وخرجت عن أخلاقها وعفافها الذي كانت عليه في السابق وأصرّت على ذلك، أو أنها رفضت الرجوع إليك؛ فاعلم يقينًا أن الله سبحانه وتعالى وعد الزوجين عند الطلاق بأن يُغنيا كلَّ واحدٍ منهما، قال سبحانه: {وإن يتفرقا يُغنِ اللهُ كلًّا من سَعَتِه وكان الله واسعًا حكيمًا}، فسيُغنيك الله تعالى عنها، والنساء غيرُها كثير، والصالحات ولله الحمد كثيرات.

فلا تستسلم لمشاعر الاكتئاب التي تعيشها، واعلم أن الله تعالى يُقدر لك الخير من حيث لا تعلم، وربما ساقك سبحانه وتعالى إلى ما تُحب لوسيلة تكرهها، فاختر زوجة مناسبة تصلح لتربية أبنائك، وتُعينك على بِرِّك بزوجتك، وذلك بأن تُخفف الشروط التي يشترطها الناس عادة في الزوجات، وستجد بإذن الله تعالى زوجة تُعينك على ما فيه، لا سيما من بلدك الذي أنت فيه، فستجد امرأةً تُشاركك الواقع الذي تعيشه، وسيتيسّر عليك بإذن الله تعالى تحصيلها.


فالجأ إلى الله سبحانه وتعالى، واطلب منه العون، وسيعينك ويتولى تيسير الأمور لك.

www.islamweb.net