أريد تشخيص حالتي، فأنا أشكو من عدة أعراض نفسية.

2020-11-09 05:44:08 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في الحقيقة منذ سنة ونصف وأنا أعاني من القلق، والوساوس، ومن الخوف الدائم، في بداية أول 9 أشهر من الحالة كانت أصعب أيام في حياتي، وبعدها تعلمت كيف أتعامل مع الحالة تدريجيا، منذ فترة 4 أشهر إلى الآن شعرت بتحسن كبير، علما أنني لا أتناول الأدوية ولا أريد أن أتناولها.

حالتي بالتفصيل بدأت بوساوس غريبة مثلا أنني لن أستطيع أن أتعلم سواقة السيارة؛ لأنني سأخاف أو سيكون الأمر مخيفا، أو أنني لن أستطيع الركوب بالطيارة لنفس السبب، مع الوقت حقرت هذه الأفكار؛ لأنه عندما كان عمري 10 سقت سيارة والدي مرتين وهذا يعني أن هذه الأفكار كاذبة.

مع الوقت أصبحت تأتيني أفكار جنسية بجميع أشكالها، ولكنني سيطرت عليها بشكل كبير، حيث أنني لم أعد ألاحظها الآن، ولكن إلى الآن أشعر بالقلق من الأمور الصغيرة.

في هذه الأيام أشعر بخوف دائم، وهذا الخوف ألاحظه عندما تتوقف الوساوس، وهو بشكل دائم وأحيانا يزيد في مواقف تافة فتأتيني أفكار أنني من الممكن ألا أستطيع أن أحمي عائلتي، وهذا يجعلني في مزاج سيء، علما أنني كنت أظن نفسي أني ضعيف في الماضي لذلك تستند هذه الأفكار على المعتقدات القديمة ولا أعلم ما الحل؟ أريد منكم إذا تكرمتم أن تشخصوا حالتي أولا.

أريد أن أضيف أنني تلقيت العلاج المعرفي السلوكي ل 4 جلسات عند الطبيبة ولكنني لم أكملها لأسباب كثيرة، وأخيرا لا أحب أن أتناول العلاج الدوائي؛ لأنه لا يوجد حقيقة كاملة لأسباب القلق والوساوس وبالتالي كيف أتناول علاجا لمشكلة القلق وما زالت نظرية وليست حقيقة إلى الآن؟!


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد اللطيف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت تعاني أصلاً من اضطراب الوسواس القهري، والوسواس القهري يأتيك في شكل الشك دائمًا، وهذه من أكثر أنواع الوساوس شيوعًا، وهي طبعًا تشغل حيِّزًا كبيرًا من وقتك، والوسواس القهري أحيانًا يخفّ أو يختفي حتى بدون علاج، والوسواس القهري دائمًا يكون مصحوبًا بأعراض قلق وتوتر، وهذا يحدث معك، وعندما يكون الوسواس شديدًا لا يحس الشخص بالقلق والتوتر، وعندما يخف الوسواس، وهذا أيضًا ما يحصل معك.

تشخيصك النهائي هو اضطراب الوسواس القهري مع أعراض قلق، وطبعًا العلاج – أخي الكريم – هو علاج دوائي، وعلاج نفسي، وعدم اكتشاف السبب المباشر لهذه الأعراض لا يمنع من العلاج – أخي الكريم – لأن العلاجات دائمًا تتم بعد تجارب وبحوث كثيرة جدًّا لضمان سلامة هذه الأدوية وجودتها في علاج الاضطرابات النفسية، بل هناك أمراض عضوية كثيرة لا يُعرف سببها، ولكن هذا لا يمنع من إعطاء العلاجات المناسبة للتخلص أو للتخفيف من الأعراض، وهذا ما يحصل في كثير من الاضطرابات، مثل ارتفاع ضغط الدم، وحتى اضطراب السكري، وبعض اضطرابات الغدد المختلفة، أسبابها غير معروفة، ولكن تُوجد لها علاجات.

عدم معرفة الأسباب – أخي الكريم – لا يمنع تعاطي العلاجات، وإذا كنت لا تميل للعلاج الدوائي فلا مانع من الاستمرار في العلاج النفسي، أربع جلسات غير كافية للعلاج السلوكي المعرفي، العلاج السلوكي المعرفي يحتاج على الأقل إلى عشر جلسات، وأحيانًا خمسة عشر جلسة أو حتى عشرين جلسة.

وفقك الله وسدد خطاك.

www.islamweb.net