أنا فتاة، هل يمكنني الدراسة عن بعد مع شاب؟

2020-11-16 08:33:43 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

هناك برنامج على النت خاص بدراسة الطلاب مع بعضهم، ويكون ذلك من خلال اختيار مجموعة من الطلاب والدراسة معهم، ومن القوانين عدم إظهار الوجه وعدم الحديث، فقط يتم إثبات حضور، وتشغيل الكاميرا وتوجيهها على اليد لإثبات أن الشخص يدرس.

ومن هذه المجموعات هناك مجموعة قام بإنشائها شاب، ويمكن لأي أحد الانضمام لها، ولكن غالبا يكون الشاب وحده، ومن مميزات هذه المجموعة قوانينها جدا صارمة، وتجعلني أنجز الضعف، هل يمكنني الانضمام لها إن كان الشاب لوحده؟

مع العلم ممنوع الحديث، وإن تحدثت يتم طردي.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sarah حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب.
نشكر لك أولاً حرصك على معرفة الأحكام الشرعية قبل أن تُقدمي على أي عمل، فسؤالك عن حكم الدراسة في هذه المجموعة دليلٌ على حرصك على الوقوف عند حدود الله تعالى وخوفك من أن تقعي في مخالفة شرعه، وهذه علامة خير نرجو من الله تعالى أن يوفقك بها إلى كل الخيرات، وأن يفتح أمامك الأبواب، ويُسهّل لك الطريق.

وممّا لا شك فيه – ابنتنا الكريمة – أن الله سبحانه وتعالى أرحم بنا من أنفسنا، وأعلمُ بمصالحنا، ولذلك شرع لنا من الأحكام ما يحفظُنا ويُبعدُنا عن الوقوع في المكاره وفيما لا تُحمدُ عاقبتُه، ومن جملة هذه الأحكام: أحكام التواصل بين الرجل والمرأة الأجنبية عنه، فجاءت الشريعة بجملةٍ من التعاليم، أوامر ونواهي، والمقصودُ منها حفظ المرأة والنأيُ بها عن أن تقع فريسة سهلة للشيطان ولشياطين الإنس أيضًا.

ومن هذه التعاليم:
- تحريم الخلوة بين الرجل والمرأة.
- تحريمُ عدم وضع الحجاب أمام الرجل الأجنبي.
- منع المرأة من الكلام مع الرجل بكلامٍ فيه خضوع ولين.

فهذه ونحوها من التعاليم مقصودها الأعظم سدّ باب فتنة الرجل بالمرأة والعكس، ففتنة الرجال بالنساء أعظم الفتن التي حذّر منها النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد قال في الحديث: ((ما تركتُ بعدي فتنة أضرَّ على الرجال من النساء)).

وما ذكرته من أن هذه المجموعة إذا تحدَّثتِ يتمُّ طردكِ من الدراسة أو منها؛ هذا إذا كان من يقوم على هذه المجموعة لا يُريدُ منك الحديث، أمَّا إذا كان يريد منك الحديث فإنه لا يتمّ طردك، ومن ثمّ فنحن نرى أن تحذري على نفسك وتخافي عاقبة الانفراد بشابٍّ على هذه الوسائل، فإن التجربة تقول وتؤيّد، التجربة التي وقع فيها الكثير من الشباب والفتيات، تقولُ وتُؤيدُ الدعوة إلى الحذر من هذه العلاقات عبر هذه القنوات، ومعلومٌ أن الشيطان يجرُّ الإنسان إلى مخالفة شرع الله تعالى والوقوع في معاصيه، يجرُّه إلى ذلك خطوة خطوة، وقد قال الله سبحانه وتعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر}.

فما دامت الوسائل التي تحتاجينها للتعلُّم موجودة وهي آمنة فلا ينبغي أبدًا أن تفكري بالانضمام إلى مجموعة فيها شابٌّ منفرد.

نسأل الله تعالى أن يُقدّر لك الخير حيث كان.

www.islamweb.net