أشعر بالخوف من الرسوب مرة أخرى، ما الحل؟

2020-11-30 00:42:17 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في الحقيقة أعاني من الاكتئاب، وهذا بسبب بعض مشاكل نفسية أعاني منها، وهذا يعود لرسوبي في شهادة البكالوريا، وهذا عامي الأول، لهذا أصبحت متشائمة، وأفكر كثيراً بشأن مستقبلي، وأقول ماذا لو لم أنجح مرة أخرى؟

ماذا لو لم أجد عملاً؟ ماذا لو بقيت في المنزل؟ عدة تساؤلات لا تفارق عقلي، أصبحت أفكر كثيراً، عقلي مشتت، كرهت نفسي، وأفكر أحياناً بالانتحار، لكن أستغفر الله وأعود، وأيضاً أقارن نفسي كثيراً بالناس، أقول لماذا أنا لست مثلهم؟ لماذا أشعر كأنني أعاني؟!

لا أعلم حقاً ما خطبي؟ ولا يمكنني إخبار عائلتي بما أمر به، أيضاً هم دائماً يقولون عني معقدة، كوني معتزلة العالم الخارجي، ودائماً ما ينتقدونني، لهذا أنا أشعر كأنني في صراع، لا أعلم ماذا أفعل، عائلتي من جهة، والمشاكل النفسية من جهة أخرى.

آمل أن تساعدوني.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Hanna حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ابنتي العزيزة: مرحلة الدراسة الثانوية من المراحل المهمة في حياة الطالب أو الطالبة، لأن فيها يتقرر مصيره، ولكن الرسوب في البكالوريا لا يعني أن مستقبلك انتهى، على العكس، فهذا دافع لك لكي تجتهدي وترفعي من معدلك أيضاً، وليس بالضرورة أنك تعانين من الاكتئاب، فأنت في حالة ضيق يزول بزوال السبب، بمعنى في حال نجحتِ بالبكالوريا والتحقت بالجامعة، ستتغير حالتك النفسية للأفضل.

أنصحك باتباع الإرشادات العملية التالية:

- لا تيأسي، وانهضي، وكوني أكثر تصميماً على النجاح والتفوق، وراجعي العوامل التي تؤثر في دراستك، وتحديداً فيما يتعلق ب( مكان ووقت الدراسة، ساعات الدراسة، العوامل التي تشتت تفكيرك، رفيقات الدراسة، كيفية الدراسة فيما يتعلق بالتلخيص والمتابعة والتذكر،...).

- لا تؤجلي الدراسة والواجبات، بل أنجزي كل ما هو مطلوب منك. فهذا سيثير فيك الالتزام والرغبة في التعلم.

- صممي برنامجاً لدراستك، يتضمن الأيام، وساعات الدراسة، وساعات الفراغ والترويح عن النفس.

- صممي قوائم تُبين مدى الإنجاز أثناء الدراسة بحيث يتم تثبيت الوحدات أو الصفحات المُنجزة لكل مادة.

-  الانتهاء من الدراسة أولاً ثم ممارسة الهوايات المفضّلة. -قراءة المادة الدراسية بإتقان وتركيز، ومراجعتها جيداً.
- اختاري بعض الزميلات  وراجعي معهن المادة العلمية، فهذا سوف يشجعك ويوجد فيك حب التنافس.

- قللي من استخدام جميع مشتتات الذهن، وأهمها: (الهاتف الذكي وما يتضمنه من برامج تواصل اجتماعي، وتطبيقات للعب،...).

- بالنسبة للانتحار، هل الموت سيحل مشكلتك؟ ومن هو الذي يهرب من مشاكله؟ لو كل شخص انتحر عندما تواجهه المشاكل لاختلفت موازين الحياة. وإن الخاسر الوحيد في النهاية من انتحارك هو أنت. فما زلت صغيراً ولكن عليك أن تكون أكثر وعياً على ظروفك وتتعامل بواقعية بعيداً عن الخيالات التي تسيطر عليك في هذه المرحلة الحرجة.

الانتحار من أكبر الكبائر، وقد قال الله جل وعلا: وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا [النساء:29] وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا [النساء:30] وقال النبي صلى الله عليه وسلم (من قتل نفسه بشيء عذب به يوم القيامة).

وفقك الله لكل خير.

www.islamweb.net