أصدقائي يثنون علي وأنا أكره ذلك خوفا من العين والحسد.

2020-12-10 02:50:33 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أولا أحب أن أشكر هذا الموقع الجميل وكل القائمين عليه، أنا من المغرب، عمري 16 سنة، وطالب في الثانوية، أنا معروف بين أقراني باجتهادي في العمل، ومعروف أنني أحصل على نقاط جيدة جدا -والحمد لله- لدرجة أن بعض أصدقائي يعتمدون علي في الامتحان لأقوم بمساعدتهم، ولكن لا أقوم بذلك خوفا من المعصية وما إلى ذلك من إثم.

مؤخرا معظم أصدقائي يثنون علي بالعبقري، وأنني أستطيع حفظ درس كامل في دقيقة، وما إلى ذلك من قدرات عقلية، فهذا الأمر يزعجني جدا رغم أنه ثناء؛ لأني أخاف من العين والحسد، وأن أصاب بمكروه بسببهما يفقدني قدرتي على الاجتهاد والمذاكرة.

ما الحل في هذا الأمر؟ جزاكم الله خيرا.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم.
الابن الفاضل/ يونس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ليس هناك ما يمنع أن تساعد زملاءك وتشرح لهم بعض الدروس إذا قدرت على المساعدة بعيداً عن الغش،وهذا لا يجلب الحسد لنفسك، بل على العكس ففي ذلك الأجر والثواب، فإذا كان أحد زملائك ضعيفا في الدراسة، ولا يستطيع فهم المادة، وكنت قادرا على ذلك فلا ضير أن تساعده.

أما بالنسبة للحسد، لا تكون الإصابة بالعين إلّا بقضاء وقدر الله سبحانه، فلا يمكن للعين أن تسبق القدر، حيث قال الرسول - صلّى الله عليه وسلّم-: «لو كان شيءٌ سابَق القدرَ لسبقَتْه العَيْنُ»، كما لا بدّ للعبد المؤمن إحسان الظن بالله وحُسن التوكّل عليه، فلن يصيب العبد إلّا ما كتب الله عليه، فلو اجتمع جميع البشر على أن يصيبوه بشيءٍ لا يمكن لهم أن يصيبوه إلّا بما قدّره الله له. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك. رواه الترمذي.

ابني العزيز: إنّ حِفظ النّفس من العين والحسد يكون بتجنيبها أسبابهما، فعليك لكي تحفظ نفسك من الإصابة بالعين والحسد أن تلتزم ببعض الأمور والأفعال، منها ما يأتي:

- التحصّن بالأذكار الشّرعيّة التي أُثِرت عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ووردت عنه، منها: قراءة المعوّذات وآية الكرسي، والمداومة على أذكار الصّباح والمساء، وأذكار النّوم والاستيقاظ، ومن بينها الدّعاء بقول: (أعوذُ بكلماتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِن شرِّ ما خلَق)، وكذلك الدّعاء بقول: (مَن قالَ بسمِ اللَّهِ الَّذي لا يضرُّ معَ اسمِهِ شيءٌ في الأرضِ ولا في السَّماءِ، وَهوَ السَّميعُ العليمُ، ثلاثَ مرَّاتٍ، لم تُصِبهُ فَجأةُ بلاءٍ حتَّى يُصْبِحَ، ومَن قالَها حينَ يصبحُ ثلاثُ مرَّاتٍ، لم تُصبهُ فجأةُ بلاءٍ حتَّى يُمْسيَ).

- ردد قول رسولنا الكريم (بسمِ اللهِ أعوذُ بكَلِماتِ اللهِ التَّامَّةِ مِن غضَبِه، وعِقابِه، وشرِّ عِبادِه، ومِن هَمَزاتِ الشياطينِ وأنْ يَحضُرونِ).

- الإكثار من ذكر الله -تعالى- في الأوقات والأحوال العامّة.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

www.islamweb.net