كيف أملك قلبا سليما من الكبر والرياء؟

2020-12-13 04:20:49 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

حال القلوب أهم من عمل الإنسان، والكبر إذا دخل قلب المسلم يحبط عمله، إذا قال الشخص شيئا -ولو في قلبه- عن أخيه المسلم، مثلا هذا الرجل متكبر أو مغرور، يبتلى بتلك الصفة، فهل هذا الاعتقاد صحيح؟ وهل صحيح أن الشخص المتدين إذا حكم على أحد بدخول النار لما يرى منه من تقصير يحبط عمله ويدخل هو النار؟ وكيف نستطيع أن نصلح حال قلوبنا من الانتقاد والكبر والرياء وعدم الاعتراف بالنعم؟ خاصة أن قلوبنا ليست بيدنا.

وشكرا لكم على هذا الموقع القيم المفيد، أتمنى لكم المزيد من التوفيق والسداد.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Selma حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب.

لقد فهمت فهمًا صحيحًا حين أدركت وعلمت أن أعمال القلوب أهم من أعمال الجوارح، فهي الأساس الذي تتفرع عنه أعمال الجوارح، ولذا قال النبي -صلى الله عليه وسلم- كما في صحيح مسلم: (إِنَّ اللهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ).

وإذا حَسُن قلب الإنسان وصلُح باطنُه صلحتْ تبعًا لذلك جوارحه وظاهره، فالقلب أميرٌ على هذا البدن، وهو المُحرِّك له، وإذا دخل الكبر إلى قلب الإنسان فإنه يكون قد أصيب بذنب كبير، فإن التكبُّر والكِبر ممَّا حرَّمه الله تعالى على الإنسان، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (أُوحِيَ إِلَيَّ أَنْ تَوَاضَعُوا حَتَّى لَا يَفْخَرَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ، وَلَا يَبْغِي أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ).

ولكن ينبغي أن تعلمي جيدًا – ابنتنا الكريمة – بأنه ليس هناك ذنب يُحبط جميع الحسنات إلَّا الكفر بالله تعالى، فالكفر هو الذي يُحبط الأعمال كلها، أمَّا غير الكفر من الذنوب والآثام فإنها قد تُحبط بعض الحسنات، فإن الحسنات يُذهبن السيئات، والسيئات تُحبط الحسنات، فالحسنات في تدافع مستمر.

وأمَّا ما ذكرته من أن الشخص إذا قال عن شخص آخر بأنه سيُحبط عملُه فإنه إذا قال ذلك يدخل النار؟ فالجواب أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قد أخبر عن رجلٍ رأى إنسانًا يفعل معصيةً فقال هذا الإنسان: (وَاللَّهِ لَا يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ)، فلمَّا قال هذه الكلمة وحلف على الله تعالى ألَّا يغفر لهذا الإنسان غضب الله تعالى وقال: (مَنْ ذَا الَّذِي يَتَأَلَّى عَلَيَّ أَنْ لَا أَغْفِرَ لِفُلَانٍ، فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَه، وَأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ). فكان حبوط العمل بسبب الغرور والكِبر الذي في قلب هذا الإنسان حتى وصل إلى أن يرى نفسه أهلاً لأن يحكم على الله تعالى بأن يفعل كذا أو لا يفعل كذا، فغضب الله تعالى منه لذلك وأحبط عمله.

ونصيحتُنا لك – أيتها البنت الكريمة – أن تعتني بمعرفة الأعمال التي ينبغي أن يشتغل به قلب الإنسان المسلم والمرأة المسلمة من الإخلاص لله تعالى، وحب المؤمنين، وحب الله، وحب رسوله -صلى الله عليه وسلم-، والخوف من الله، والتعظيم لله، ونحو ذلك من أعمال القلوب، وأن تحذري من أمراض القلوب وأدوائها، وهناك كتاب مختصر مفيد في هذا الجانب اسمه (المستخلص في تزكية الأنفس) للشيخ سعيد حوّى، فيه كثير من مباحث الأدواء والأمراض التي تتعلق بالقلوب.

نسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير.

www.islamweb.net