أعاني من القلق والخوف من المشاكل ومن الاختلاط بالناس!

2020-12-28 04:51:48 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

منذ فترة انتابتني حالة هلع وخوف من مشاكل عمرها ١٠ سنوات، لدرجة أنني بدأت أتوهم أن شخصا يراقبني، أو أن أحدا يحاول قتلي،
راجعت طبيبا نفسيا، والحمد لله تحسنت حالتي.

الآن أعاني من الخوف من أي شيء، مثال: إذا حدثت لي مشكلة مع أحد أصدقائي أشعر بضيق وقلق وخوف، أشعر أنني قد يحدث معي مثله، وأبدأ بحالة من الخوف، أو أفكر بأمور أخرى مثلا أن يحدث أي شيء لي، وعندي أطفال ماذا قد يحدث لهم، وبعض الأحيان أخاف من الاختلاط بالناس، ودائما تصيبني حالة توتر، وأي موقف قد يحدث أبدأ بالتفكير (قد يحدث هكذا، أو قد يحدث ذلك)، وعندها أبدأ بالخوف من المستقبل والقلق مما قد يحدث، ودائم التفكير، وكلما زاد التفكير زاد في مخيلتي أنه قد يحدث أسوأ من ذلك.

شكرا لكم مقدما، وأرجو المساعدة.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الكريم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

جزاك الله خيرًا على ثقتك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونحن نرحب بك في كل وقت.

حالتك حقيقة واضحة جدًّا، وصفتها بصورة ممتازة، الذي لديك نُسمِّيه بـ (قلق المخاوف الوسواسي)، لديك قلق توقعي، ولديك مخاوف، ولديك نوع من التأويلات والتفسيرات الوسواسية، كل أفكارك الافتراضية التحليلية هي أفكار وسواسية، إذًا تشخيص الحالة: قلق المخاوف الوسواسي من الدرجة البسيطة.

أوَّلُ نصيحة أنصحك بها هي: أن تتجاهل الفكر الوسواسي، لا تخوض فيه أبدًا، أغلق الباب أمامه، حقّره، واصرف انتباهك لشيء آخر، مثلاً: حين تأتيك هذه الأفكار الافتراضية قد يحدث كذا أو كذا، فغيِّر مكانك مثلاً، ائتِ بفكرة مخالفة لهذه الفكرة، خذ نفسًا عميقًا مثلاً، قل: (أستغفر الله، آمنتُ بالله ...) وهكذا، هذا نُسمِّيه بـ (صرف الانتباه) من خلال الاستغراق الذهني الإيجابي، أي أنك انتقلت من شيء غير مفيد إلى شيء أفضل بالنسبة لك، وهذا أحد العلاجات الجيدة جدًّا.

أيضًا ممارسة الرياضة، وحُسن إدارة الوقت، حُسن إدارة الوقت والتخلص من الفكر السلبي والفراغ الزمني والذهني مطلوب لأن يصرف الإنسان تفكيره من الخوف والقلق.

أولاً: الخوف والقلق والوسواس كلها طاقات إنسانية فكريّة معرفيّة مطلوبة، لكن يجب ألَّا تتعدَّى الحد المطلوب، القلق يُساعدنا على النجاح، على أخذ المبادرات، على أن نكون في هِمَّةٍ عالية، الخوف يُساعدنا أن نحمي أنفسنا، الوسواس يُساعدنا أن نكون منضبطين ومتدققين في بعض الأمور، لكن حين تزداد هذه الطاقات أو تحتقن أو تنحرف عن مساراتها الصحيحة ويحدث له الاحتقان والتراكم تكونُ النتائج عكسية، والفراغ وعدم حُسن إدارة الوقت بصورة صحيحة، وألَّا تكون أهداف الإنسان واضحة؛ هذا من أكبر الأسباب التي تجعل هذه الطاقات النفسية تنحرف وتزداد، وتكون نتائجها سلبية جدًّا.

فيا أخي الكريم: احرص على حُسن إدارة الوقت، واجعل لنفسك أهدافا وطموحات وآمال، وممارسة الرياضة، مهمّة جدًّا، أكثر من التواصل الاجتماعي، واحرص على صلواتك في وقتها، والدعاء والأذكار وتلاوة القرآن، وصلة الرحم، هذه فيها إضافات نفسية عظيمة جدًّا.

أنا أيضًا أنصحك بتناول أحد الأدوية الفاعلة الممتازة المضادة لقلق المخاوف الوسواسي، ونحن نحرص تمامًا في استشارات الشبكة الإسلامية أن نصف الأدوية السليمة وبأقلِّ جرعة ممكنة.

الدواء يُسمَّى علميًا (سيرترالين)، له مسميات تجارية كثيرة، منها (زولفت)، ومنها (لوسترال) وربما تجده تحت مسمى تجاري آخر في البلد الذي تعيش فيه، تبدأ في تناوله بجرعة نصف حبة من الحبة التي تحتوي على خمسين مليجرامًا – أي خمسة وعشرين مليجرامًا – يوميًا لمدة عشرة أيام، وهذه هي جرعة البداية، بعد ذلك تجعل الجرعة حبة واحدة يوميًا – أي خمسين مليجرامًا – يوميًا لمدة شهرٍ، ثم تجعلها حبتين يوميًا – أي مائة مليجرام – لمدة شهرين، ثم تخفضها إلى حبة واحدة (خمسين مليجرامًا) يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، وهذه هي الجرعة الوقائية، بعد ذلك تتناول نصف حبة (خمسة وعشرين مليجرامًا) يوميًا لمدة شهرٍ، ثم خمسة وعشرين مليجرامًا يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

السيرترالين دواء سليم، وغير إدماني، وليس له أي آثار سلبية على أعضاء الجسم، ربما يفتح شهيتك قليلاً نحو الطعام، كما أنه قد يُؤخّر القذف المنوي قليلاً عند الجماع، لكن ليس له أي آثار سلبية على الصحة الذكورية عند الرجل.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net