أنا في حيرة من أمري.. هل أستمر مع خطيبي أم أتركه؟

2021-01-17 03:46:24 | إسلام ويب

السؤال:
أنا أعاني من مشكلة في النظر، وهي وراثية، ولا أستطيع أن أرى جيدا في عيني اليمنى، أما عيني اليسرى فتقريبا لا أرى بها، ألبس نظارة عدساتها سميكة، أرتدي عدسات لاصقة، وكل من يراني لا يعلم أن لدي مشكلة، خطبت في الفترة الأخيرة، وأخبرت خطيبي ٣ مرات أن لدي مشكلة نظر، وأن الأولاد يمكن أن يكونوا مثلي، وهناك احتمال أن نذهب بهم للمشفى لإجراء عمليات لتصحيح النظر، وأخبرته أنني في البيت سأكون دائما إما بنظارة أو عدسات لاصقة، وأنني لا أرى بدونهم جيدا.

وكان رده أن لا مشكلة لديه أبدًا، وأن هذا خلق الله، لكن لم أخبره بالتفصيل عن اسم المرض (المياه البيضاء)، ولم أخبره أن نظري يختلف بين كل عين وأخرى، وهو لم ير نظارتي.

أنا الآن في حيرة من أمري أفكر في فسخ الخطوبة؛ لأنني أعتقد أنه لن يوافق عندما يعلم أن عدساتي سميكة، أتمنى أن ترشدوني ماذا أفعل؟ هل أخبره وأنتظر ردة فعله، أم أستمر في الخطبة فأنا قد أخبرته.

وهناك أمر آخر هو أنني أكبر منه ببضعة أشهر وأنا على درجة من التعليم، فهو يعرف القراءة والكتابة فقط، حتى أنني عندما سألته عن هواياته، لم يفهم ما معنى هوايات، هو يحترم والدته وأخواته كثيرا، وكريم ويحب المساعدة، لكنني في حيرة من أمري، هل أستمر في الخطبة أم أفسخ؟

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Hala حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك أختنا الكريمة، وردا على استشارتك أقول:

أما من حيث الغش، فلم يحصل غش من قبلك، فقد أخبرته بالمشكلة، وما يخص سمك النظارة، فقد تطور العلم، فصارت النظارات أقل سمكا مما كانت عليه من قبل، والماء الأبيض تجرى له عمليات جراحية لاستخراجه، ويمكن زراعة عدسات زجاجية، وتتمكنين من النظر بشكل جيد دون أن تستعملي النظارة، وإن كان لا بد فستكون خفيفة جدا.

الماء الأبيض عادة ينزل للإنسان في حال الكبر، ولكن في بعض الحالات يمكن أن ينزل في الصغر كحالات وراثية، ولكن لست أدري هل إن نزع من العين بواسطة عملية جراحية، هل يعود مرة أخرى وعلى كل فإني أنصح باستشارة طبيب استشاري مختص بجراحة العيون، فيمكن أن يكون هنالك حل جذري لهذه المشكلة.

لا أرى فسخ الخطوبة كونك قد أخبرت هذا الرجل بالمشكلة، ورد عليك بأنه لا مشكلة عنده في ذلك، ومع هذا، فلا بد من بذل الأسباب لتحسين الوضع.

نوصيك بالاجتهاد في تقوية إيمانك من خلال كثرة العمل الصالح، فذلك من أسباب جلب الحياة الطيبة كما قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).

الزمي الاستغفار، وأكثري من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فذلك من أسباب تفريج الهموم وتنفيس الكروب ففي الحديث: (مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ)، وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ).

الشفاء بيد الله تعالى، وهو القادر سبحانه وتعالى على شفاء كل مرض مستعص، فعليك أن تكثري من التضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى أثناء سجودك وتسألي ربك أن يشفيك ويعافيك وأكثري من دعاء ذي النون (لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَاْنَكَ إِنِّيْ كُنْتُ مِنَ الْظَّاْلِمِيْنَ)، فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الحُوتِ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ).

إن تم الزواج، فنوصيك بزوجك خيرا، فقبوله بك مع هذه العلة دليل على كريم أخلاقه، ولا تلتفتي إلى الفارق التعليمي، فكم من رجل تزوج بمن هي أقل رتبة في التعليم منه وعاشا في غاية من السعادة والعكس، والمهم في هذا كله هو فهم كل طرف لصاحبه، والاجتهاد في إسعاده والرفق في التعامل وغض الطرف عند حدوث أي مشكلة.

نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى أن يشفيك شفاء لا يغادر سقما، وأن يؤلف بين قلبيكما، ويتم زواجك على خير.

www.islamweb.net