الخجل من الزواج ومشاكلي في الصغر أثرت على حياتي.. ساعدوني

2020-12-30 04:01:32 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

مشكلتي طويلة، وربما مشاكل، ولكن سأختصرها، أنا شاب بعمر 28 سنة، في طفولتي حصلت مشاكل عائلية أثرت فيّ، وعندما كبرت ابتليت بتخاذل الأصحاب، وبظروف صعبة، فصرت لا أثق بأحد، وأكره أن أجتمع مع الناس.

علماً بأني أتكلم بشكل طبيعي، وأحياناً يصيبني النفور من الكل، والله يبدو علي ظاهرياً القوة، ولكن أفعال الدنيا جعلت داخلي ركاماً.

أما مشكلتي الثانية: فعندي سرعة قذف، وضعف انتصاب بسبب العادة السرية، عطلت حياتي عن الزواج، وأخجل أن أتزوج، وأخاف جداً من هذا الموضوع! هل لمشكلتي حل؟ أفيدوني.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا تسير أمورنا مع الآخرين كما نشتهي دائماً، والحياة مليئة بالتجارب، والإنسان الفطن هو الذي يتعلم ويحاول ألا يعيد الخطأ مرة أخرى، ويبدو أنك تعاني من انسحاب اجتماعي أثر في علاقاتك وصحتك النفسية، فيما يلي مجموعة من الإرشادات التي سوف تساعدك بمشيئة الله:
بالنسبة لتحسين مهاراتك الاجتماعية:

- لا تضع توقعات عالية للآخرين، وقد حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على الاعتدال في العلاقات، فقال:{ أحبب حبيبك هوناً ما، عسى أن يكون بغيضك يوماً ما، وأبغض بغيضك هوناً ما، عسى أن يكون حبيبك يوماً ما} رواه الترمذي.

- تواصل وتفاعل اجتماعياً مع الناس على اختلاف تفكيرهم، وليس بالضرورة أن تتبنى هذا الفكر أو ذاك إذا جلست مع مجموعة "لا تشبهك"، ولكن هذا التفاعل يجعلك أكثر اطلاعاً وخبرة في معظم نواحي الحياة ويوسع من مداركك، وتصبح أكثر صلابة في مواجهة المشكلات.

- ابحث في ذاتك عن نقاط قوتك، ولا تبحث فقط عن نقاط ضعفك، وحاول استغلال نقاط القوة وتوسعة مجالاتها، فهذا سيجعلك شخصا اجتماعيا، وأكثر تفاعلاً وكفاءة.

- اصغ جيداً لمن يتكلم معك، ولا تقاطعه، وتوصيل الفكرة المناسبة يجب أن يتم في الوقت المناسب وإلا ضاعت قيمة الفكرة.

- أثناء إصغائك لحديث شخص ما، عليك أن تبدي اهتماماً لما يقوله، واحرص على التواصل بصرياً معه، وقم بتلخيص النقاط الجوهرية في دماغك لكي تتمكن من الرد عليه بطريقة مباشرة تُحاكي صلب الموضوع، وهذا يجنبك الدخول في دائرة التشويش أو نسيان ما قاله ذلك الشخص.

- الاطلاع على ثقافات متنوعة، ومتابعة مجريات الأحداث في العالم.

- عندما تتكلم، نظم أفكارك الرئيسية التي يجب أن تتحدث عنها، ولا تخرج من موضوع إلى موضوع آخر إلا بعدما تشعر أن الموضوع الأول قد انتهى فعلاً.

- اقرأ عن الموضوعات التي تجد نفسك قليل المعرفة فيها، وتابع مجريات الأحداث العالمية والأخبار اليومية، فهذا يجعلك أكثر اطلاعاً ومعرفة مما يساعدك على التواصل وطرح أفكارك وانتقاد أفكار الآخرين مما يعزز ثقتك بنفسك.

بالنسبة للإقلاع عن العادة السرية:
- استخدم "السلوك الإيجابي النقيض" ففي الوقت التي تأتيك رغبة جامحة ومُلحة لممارسة العادة السرية، قم بأداء عمل إيجابي يتناقض مع ذلك، مثل: الصلاة، قراءة القرآن الكريم، قراءة كتاب مفيد، ممارسة رياضة خفيفة، أو غادر المكان إذا كنت وحدك.

- احصر المواقف التي تحفز فيك الرغبة على ممارسة، مثل: (الوِحدة، الصحبة السيئة، السير في الأسواق ومشاهدة النساء، الأضواء الخافتة، الألوان الرومانسية...)، واعمل على تحييدها جميعها والتخلص منها؛ لأنها بمثابة "مثيرات" تستجر "استجابة" ممارسة العادة السرية.

- احرص دائماً أن تكون على وضوء، وصلِ جميع الصلوات في وقتها وتحديداً صلاة الفجر، فذلك يجعلك ذاكراً لله باستمرار ويُبعد عنك الوساوس.

- املأ وقت فراغك، وهذا يجب أن يتم التخطيط له من خلال كتابة ما تود القيام به بشكل يومي.

- لا تذهب إلى سريرك بغرض النوم إلا بعد أن يغلب عليك النعاس بشكل كبير، بمعنى، لا تعط نفسك مجالا من الوقت وأنت جالس في السرير قبل النوم، فذلك يحرك فيك الرغبة بممارسة العادة السرية بكثرة، وهذا يُدخلك بأضرار والتهابات مرضيّة لا تحمد عقباها.

- من العلاجات السلوكية الفعالة للتخلص من العادة السرية أو التقليل منها بشكل كبير جداً، هوو القيام من فراشك فوراً بعد الفشل في سيطرتك على شهوتك والاغتسال (الاستحمام) بشكل تام، حتى لو كان ذلك في منتصف الليل.

- وثق نجاحك بشكل يومي على رزنامة، ضع علامة صح على كل يوم مر دون ممارسة العادة السرية.

- تذكر، أن حكم النظر إلى النساء الأجنبيات ومقاطع الفيديو الإباحية حرام شرعاً، لعموم النصوص الآمرة بغض البصر عن الحرام، قال تعالى: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون} [النور : 30]، وعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "اضْمَنُوا لِي سِتًّا مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَضْمَنْ لَكُمُ الْجَنَّةَ: اصْدُقُوا إِذَا حَدَّثْتُمْ، وَأَوْفُوا إِذَا وَعَدْتُمْ، وَأَدُّوا إِذَا اؤْتُمِنْتُمْ، وَاحْفَظُوا فُرُوجَكُمْ، وَغُضُّوا أَبْصَارَكُمْ، وَكُفُّوا أَيْدِيَكُمْ" رواه أحمد.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

www.islamweb.net