ما معنى قوله: خياركم أطولكم أعماراً؟

2021-01-06 06:13:12 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

عندي سؤالان أريد أجابة عليهما حتى أغلق باب وسوسة الشيطان من فهم خاطئ للحديث الأول حديث ((خياركم أطولكم أعماراً وأحسنكم أخلاقاً) صدق وسول الله.

لا أفهم ماذا قصد الرسول عليه الصلاة والسلام عندما جعل العمر شيئاً خيّراً يتميز بها أحد عن الآخر، مع أنه شيء ليس بيد الإنسان، أم أن معنى العمر هنا معنى آخر؟

الثاني:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(حبب إلي من دنياكم النساء والطيب) إلى آخر الحديث، فهل يعقل أن هذا الحديث صحيح، وأن الرسول سيقول عن نفسه أنه حُببَ إليه النساء؟

أرجو تفسير هذا اللبس.

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ismael حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -أخي الكريم- في موقعنا، ونسأل الله أن يمنّ عليك بالعافية، وأن يرزقك العلم النافع والعمل الصالح، والجواب على ما ذكرت:

- بداية وحتى يزول عنك الوسواس، والفهم الذي قد يكون خاطئاً في نصوص الشريعة، عليك أن تطلب العلم الشرعي، لأنه من أحسن السبل للخلاص منه، مع الإكثار من ذكر الله تعالى، وعدم الاستجابة لما يدعوك إليه.

- أما الجواب عن الحديث الأول: عن أبي هريرة رضي الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ألا أنبِّئُكُم بِخَيرِكُم قالوا نعَم يا رَسولَ اللَّهِ . قالَ خيارُكُم أطولُكُم أعمارًا وأحسنُكُم أعمالًا" رواه أحمد. وقد صححه بعض أهل العلم منهم احمد شاكر.، وجاء عن أبي صفوان عبد الله بن بُشر الأسلمي رضي الله عنه قال، أن أعرابيا قال: يا رسول الله من خير الناس؟ قال: (من طال عمره وحسن عمله وشر الناس من طال عمره وسيء عمله) رواه الإمام أحمد والترمذي وصححه الألباني في جامع الترمذي برقم 2328.

معنى الحديث : أن الإنسان كلما طال عمره في طاعة الله ازداد قرباً من الله؛ لأن كل عمل يعمله فيما زاد فيه عمره، فإنه يقربه إلى ربه -عز وجل - فخير الناس من وفق لهذين الأمرين، وهما: طول العمر وحسن العمل، فطول العمر ليس خيرًا للإنسان إلا إذا حسن عمله في طاعة الله؛ لأنه أحيانًا يكون طول العمر شرًا للإنسان وضررًا عليه، كما في الحديث: فأي الناس شر؟ قال: « من طال عمره وساء عمله ».

- أما الحديث الثاني: عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " حبب إلي من الدنيا النساء والطيب، وجعل قرة عيني في الصلاة ". رواه النسائي واحمد وهو صحيح.

معنى الحديث: إنما حبب إلى النبي صلى الله عليه وسلم لأنه أمر فطري جبلي، وما حبب إليه إلا فيما أباح الله له، ورسولنا صلى الله عليه وسلم يعلمنا العفة وهو لا شك متصف بها، ولا يمكن يتصور أحد أن التحبيب هنا معناه الأمر المنكر الذي يقع فيه الفساق، فحاشا وكلا أن يكون ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو المعصوم، وقد أباح له الله الزواج فوق أربع نسوة كأمر خصه الله به، وذلك لشدة فحولته، فقد أوتي قوة أربعين رجلاً، وقيل: حبب إليه النساء لينقلن عنه ما لا يطلع عليه الرجال من أحواله ويستحيا من ذكره من الأحكام الشرعية، وقيل : حبب إليه زيادة في الابتلاء في حقه حتى لا يلهو بما حبب إليه من النساء عما كلف به من أداء الرسالة فيكون ذلك أكثر لمشاقه وأعظم لأجره وقيل: غير ذلك.

وفقك الله لمرضاته.

www.islamweb.net