هل يتوقف الصرع الصدغي نهائيا باستعمال الدواء؟

2021-05-06 05:12:33 | إسلام ويب

السؤال:
لقد بدأت منذ شهر تقريبا في ديباكين كرونو جرعة 1000 مغ، والنوبة انخفضت حدتها لكن العدد والتكرار مازال لم ينخفض، ولدي موعد في 3/05/2021.

بالنسبة لمعدل تكرار نوبات الصرع، هل صحيح بأنه لا يوجد معدل ثابت لمعدل تكرار نوبات الصرع فمن الممكن أن تظهر النوبة مرة في السنة، وقد تظهر عدة مرات في اليوم الواحد؟

- هل يتوقف الصرع الصدغي نهائيا باستعمال الدواء؟
- وأريد أن أعرف ما الرهاب؟ و ما أعراضه؟

وشكرا جزيلا، ورمضان مبارك.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فخري حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله تعالى أن يتقبّل طاعاتكم، واليوم هو مواعيد لمقابلة الطبيب، كنَّا نتمنَّى أن تصلك إجابتنا قبل المواعيد، لكن -إن شاء الله- كل ذلك خير.

الهدف من علاج النوبات الصرعية هو أن تتوقف هذه النوبات تمامًا، وإذا لم تتوقف النوبات تمامًا هذا يعني أن العلاج لم يصل لمرحلة الفعالية أو الجودة التامَّة، وهذا ينتج إمَّا من عدم الانتظام في الدواء، أو أن الجرعة غير كافية، أو أنه تُوجد حاجة لإضافة دواء آخر.

فيا أخي الكريم: أن متأكد أن طبيب الأعصاب سوف يتخذ الإجراء المناسب لتختفي هذه الحالات الصرعية تمامًا، انخفاضها فقط لا يكفي، ونعرف أن ثمانين بالمائة (80%) من حالات الصرع يمكن علاجها علاجًا تامًّا وتختفي تمامًا.

فأرجو أن يكون الهدف من العلاج هو ألَّا تأتيك نوبات أبدًا، وبجانب الدواء عليك بالدعاء، وعليك بأن تعيش حياة إيجابية طيبة، لا تنزعج، لا تتوتر، وهذا مهمٌّ جدًّا.

الدباكين من الأدوية الرائعة، لكن ما دامت النوبات لم تختفي تمامًا حتى وإن انخفضت حِدَّتها وعددها؛ هذا يعني أنه لا بد أن يتخذ الطبيب قرارًا إمَّا برفع الجرعة، أو إضافة دواء آخر، أو ينقلك إلى دواء آخر.

بالنسبة لحالات الصرع: نعم يمكن أن تظهر هذه النوبات في فترات متباعدة جدًّا، مثلاً مرة أو مرتين خلال العام، ويمكن أن تكون متقاربة جدًّا، ويمكن أن تصل لمرحلة أن تستمر النوبة عدة دقائق، وطبعًا هذه حالة تُعتبر فيها شيء من الخطورة، أي أن النوبات المتصلة المتكررة أمرٌ غير محمود من الناحية الطبية، وأي إنسان يتناول العلاج لن تحدث له إن شاء الله تعالى هذه النوبات بهذه الكيفية أبدًا.

بالنسبة لسؤالك هل يتوقف الصرع الصدغي نهائيًا باستعمال الدواء؟
تقريبًا في ثمانين بالمائة (80%) من الناس، وهذه نسبة عالية جدًّا في الطب، وبعض الناس يحتاجون لأن يُواصلوا على الجرعة الوقائية لفترة أطول، وهؤلاء هم العشرين بالمائة (20%).

سؤالك عن الرهاب وما هي أعراضه:
الرهاب بصورة مختصرة يعني الخوف من الشيء، تجنّب لمصدر الخوف أيًّا كان، والرهاب قد يكون من أشياء بسيطة، مثلاً: كالمرتفعات، الظلام، صوت الرعد، ... وهكذا، المخاوف كثيرة جدًّا في هذا السياق. وهنالك نوع من الرهاب مهم وهو الرهاب الاجتماعي، بمعنى أن الإنسان يحس بالخوف والرهبة الشديدة في وجود الآخرين، لدرجة أنه يتجنّب الأماكن العامة كالمطاعم مثلاً، أو قاعات الدراسة، أو حتى مكان العمل، وعدم حضور المناسبات.

فإذًا هذه هي الأعراض الرئيسية للرهاب الاجتماعي، ومن أهم هذه الأعراض أن الإنسان يلجأ للتجنُّب والابتعاد من مصادر الخوف، وهذا طبعًا ليس أمرًا جيدًا، بل هو مُعيقًا، وسوف يزيد من أعراض الخوف والرهاب. والإنسان كذلك يحسُّ بالقلق ويحسُّ بالخوف، ويحسُّ بعدم الارتياح، بل يحسُّ بشيء من عدم الأمان والاطمئنان.

هذه كلها أعراض قلق الرهاب، وبعض الناس يحسُّون بأعراض جسدية كالانشدادات العضلية، وربما شيء من الرجفة، وتسارع في ضربات القلب، واحمرار الوجه، وجفاف الفم. والبعض حتى يأتيهم الشعور بالذهاب لدورة المياه بصورة أكثر مما مضى، والبعض أيضًا يحس بانشداد في عضلة فروة الرأس، وهذا قد يظهر في شكل صداع خفيف.

إذًا هذا هو مُجمل الأعراض التي تظهر مع الرهاب، فيها ما هو نفسي، وفيها ما هو جسدي، وطبعًا الناس يتفاوتون في شدة هذه الأعراض وطريقة التعبير عنها، والحمد لله تعالى الآن وسائل وطرق العلاج أصبحت متاحة، فقط المهم هو أن يتجنَّب الإنسان العيش مع هذا الخوف وهذا الرهاب، لا بد أن يُقدِّم الإنسان نفسه لمرافق العلاج، لأن التدخُّل الطبي النفسي المبكِّر دائمًا يعود بنتائج علاجية رائعة جدًّا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net