أريد الزواج من فتاة طويلة وأنا قصير، فماذا أفعل؟

2021-06-13 02:13:23 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في البداية أحب أن أشكر موقعكم لكل ما تقدمونه.

عندي مشكلة بسبب طولي، والموضوع جدا يسبب لي الحزن، ولا أقدر أن أقول إن الله ظلمني بهذا الشيء أو لا، لأنه لا يوجد كمال بهذا العالم البائس
لكن على الأقل لماذا أنا قصير بين إخواني الخمسة، كلهم أطول مني وأنا سادسهم وأكبرهم وأقصرهم، واحد طوله 171 سم، واحد 173 سم، واحد 167 سم، والدي طوله 166 سم، وأمي 164 سم، وأنا طولي 159سم.

أنا الآن مقبل على زواج، َوأحب البنت تكون طويلة بين 164 سم وأطول، ولا تقولوا تزوج فتاة أطول منك لو هي وافقت، لأننا عند الخصام لن تشعر بهيبتي أبدا لأنها أطول مني، وهذه المشكلة تضايقني، واختياراتي محدودة لحكمة لا يعلمها إلا الله.

كنت أعمل في فندق، ورأيت كل الذين يحضرون للفندق أطول مني، وأنا القزم بينهم، حتى تركت الدوام، وصرت لا أصلي، ولا أدري كيف يكون عدل الله بين عباده، مرت سنة وأنا أدعو الله أن يأخذني حتى أتخلص من العذاب، أريد أن أتزوج ولست مقتنعا بالزواج من فتاة قصيرة، فأنا لا أحب القصيرات، أريد الموت قبل أن أكره ربي.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فهد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابننا- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص، ونحيي ثنائك على الموقع، ونؤكد لك أننا في خدمة أبنائنا، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والهداية والسداد. أسأل الله العظيم أن يجعلنا وإيَّاك ممَّن أُعطي شكر وإذا ابتُلي صبر وإذا أذنب استغفر.

نحب أن نؤكد لك أن الطول والقصر ليس فيه إشكال، لأن حساب الله تبارك وتعالى على ما يكسبه الإنسان، ونحن لم نتشاور في أحجامنا ولا في أرزاقنا ولا في أطفالنا ولا في ألواننا، والعظيم لا ينظر إلى صورنا ولا إلى أجسادنا، ولكن ينظر إلى قلوبنا وأعمالنا، وابن مسعود – رضي الله عنه وأرضاه – لمَّا تعجّب الصحابة من دقة ساقيه قال النبي -صلى الله عليه وسلم-، يُبيِّنُ لهم أنهما في الميزان أثقل عند الله من جبل أُحد.

لا تُبالي بهذه الوساوس، وأقبل على حياتك بأملٍ جديدٍ وبثقةٍ في ربِّنا المجيد، واعلم أن الكثير من قصارى القامة نجحوا، كما أن الكثير من الطوال جدًّا نجحوا في حياتهم، والإنسان ينبغي أن يرضى بالحال الذي هو عليه، وعليك أن تعلم أنه لا يوجد إنسان على وجه هذه الأرض إلَّا وعنده نقائص وفيه عيوب، إلَّا ويتمنَّى أشياء لو لم تكن فيه، ولكن العاقل يرضى بما أتاه الله، ينظر إلى النقاط الإيجابية والأشياء الجميلة فيحمد الله تبارك وتعالى، فيسعد برضاه، ويسعد بقناعته بما أتاه الله تبارك وتعالى، لأن الإنسان إذا خالف هذا يُتعب نفسه، ولا يملك أن يُغيِّر شيئًا من هذا الذي قدّره الله تبارك وتعالى.

اعلم أن الذي قدّره الله تبارك وتعالى لك هو الخير، وهذا الطول المذكور لا إشكال فيه، إذ ليس ذلك الطول المُخل، وأحبُّ أن أبيِّن لك أن كثيرًا من القصار تزوجوا من طويلات، وكثير من الطويلات رغبن في قصار القامة، وكلُّ ذلك يحصلُ بين الناس، والناس أذواق في اختيارهم، فليس أوّل مَن يفعل هذا، ونحن جاءتنا استشارات كثيرة في هذا الاتجاه، بل هناك نماذج ناجحة لرجلٍ طويل تزوَّج من امرأة قصيرة، أو امرأة طويلة تزوجها رجلٌ قصير وسعدوا في حياتهم.

الإنسان ما ينبغي أن يهتمّ بنظر الناس، ولكن يجعل همّه إرضاء رب الناس. ونحبُّ أن نوجّه لك نصيحة، وهي في نفس الوقت تحذير من هذا الأسلوب الذي كتُبت به الاستشارة، من إظهار عدم الرضا بقضاء الله وقدره، وهذا فيه دليل على نسيان النِّعم التي أنت فيها، فمن خلال الاستشارة علمنا أنك موظف وأنك تعمل وأنك بعافية و ... و...الخ.

هذه النعم من الله تبارك وتعالى حُرمها غيرُك من الناس، ومع ذلك أنت تتسخَّط على أقدار الله، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يُعلِّمنُا أن ننظر في كل أمور الدنيا إلى مَن هم أقلَّ مِنَّا في المال، في العافية، في الطول، في كل شيء من أمور الدنيا، حتى لا نحتقر نعمة الله علينا، حتى لا نزدري نعم الله علينا، أمَّا في الدين فننظر إلى مَن هم أفضل مِنَّا، إلى مَن هم أتقى وأخشى لله تبارك وتعالى، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُعينك على الخير، وأن يُلهمك السداد والرشاد.

أرجو أن تُعجّل بالتوبة من هذا الكلام الذي فيه لونٌ من الاعتراض، واعلم أن الذي يُقدّره الله تبارك وتعالى لك هو الخير، ونحن تأتينا استشارات من أُناس يتألَّمون من شدة طولهم، وأنت الآن تتألَّم من القصر، فهذا الإنسان لا يرضى، لا يرضى، ولذلك أسأل الله تعالى أن يجعلنا وإيَّاك ممَّن أُعطي شكر، وأن يرزقنا الرضا، وأن يُقدر لنا الخير ثم يُرضينا به جميعًا، ونسأل الله لنا ولك الهداية، وهذه وصيتُنا لك بتقوى الله تبارك وتعالى ثم بالرضا بما قدّره الله لتكون أسعد الناس، ونسأل الله لنا ولك الثبات والخير والهداية.

www.islamweb.net