لدي أخ كتوم مشتت يعاني من حالة نفسية.. كيف نعالجه؟

2021-06-27 06:34:04 | إسلام ويب

السؤال:
لدي أخ يبلغ من العمر 22 عاماً، وعنده مشكلة نفسية كبيرة، ولا نعرف كيف نساعده، كان في كلية الهندسة يدرس في السنة الأولى، لكنه رسب في بعض المواد، وكان من قبل متفوقا جدا دراسياً، سبب الموضوع له ضيقا، فانقطع عن الدراسة، وكذب علينا أنه سيحضر، ويداوم وينجح لمدة ٤ سنوات، وأهلي لم يكن يتابعونه؛ لأنهم كانوا يثقون به جدا؛ لأنه كان متفوقا منذ الصغر، ولم يحصل منه أي مشاكل في الدراسة، وكما أن أهلي من النوع الذين يلومونه كثيراً، وقد كان خائفا من المواجهة، وانطوى على نفسه، ولم يخبرهم بما يشعر، وبما يريد.

الآن أهلي اكتشفوا بالصدفة حقيقة الأمر، وحصل الصدام، وبعد مناقشة حادة جدا بينهم اضطر أخي أن يصمت ويوافق على ما يقولونه من غير إبداء أي رأي منه، وهو أن يرجع للدراسة مرة أخرى في نفس الكلية، وبعد التسجيل مرة أخرى لم يذهب أخي للمرة الثانية، وأهلي اكتشفوا وواجهوه، ولكنه أبى أن يتحدث في أي شيء، والتزم الصمت التام كعادته، وكل ما يراه أنه رأى الفشل في أعينهم ولذلك هو محبط، ولا يريد أن يكمل.

لكن المشكلة تكمن في أنه رافض للحديث، فيما يريد أو ماذا سيفعل في المستقبل مع كل من في البيت، ومع كل إخوانه وأخواته، وشعر بالحرج منا جميعاً، ويرى كلامنا كالرصاص!

وأهلي يخشون فكرة أنه لم يتعلم، والقالب الاجتماعي والجيش وغير من الأمور! وخائفين على مستقبله الاجتماعي، ليس إلا وأهلي منفتحين، ولا يريدون منه أي شيء غير أنه يمشي على المسار المعتدل ليعالج أمره في المجتمع وموافقين على كل الحلول الممكنة، لكن كيف نجعل الصنم يتكلم بعد تلك الصدمات والجروح!

ساعدوني، جزاكم الله خيراً.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Mona حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك بنتنا الفاضلة في الموقع، ونشكر لك الاهتمام بأمر هذا الأخ الشقيق، ونسأل الله أن يُعينكم على الخير، وأن يكتب له النجاح والتوفيق والطمأنينة والخير.

لا شك أن دور الفتاة في هذا الموضوع كبير جدًّا، ويبدو أنك طريدة له في السِّنِّ، يعني كأنك بعده مباشرة حسب السّن المذكور في الاستشارة، وهذا يُؤهلك جدًّا للحوار معه والنقاش معه، وفي النقاش والحوار نتمنّى أن تُتيحي له الفرصة ليتكلّم بما في نفسه وبما عنده، دون مضايقة من أحد، وبيّني له أن متابعة هؤلاء الأهل جميعًا له؛ دليل على حرصهم، لكن من المصلحة أن يكفّوا عنه.

ومن المصلحة أن تتعاملي معه وحدك، أو يتعامل معه شخص مُحبّب عنده، ويتعامل معه بطريقة تربوية تُراعي سِنّه وفئته العمرية، وتُراعي الظرف الذي يمرُّ به، وتدرس مشكلته من البداية إلى النهاية، وتُعطيه الفرصة للفضفضة والكلام حتى يُخرج ما في نفسه، وتُبيِّنُ له أن النجاح في الحياة ليس من الضروري أن يكون في الدراسة وحدها، لكن على الإنسان أن ينطلق في ميادين الحياة، فأديسون صاحب الاختراعات طُردَ من المدرسة، وغيرُه وغيرُه كثير ممَّن تعثّروا لكنّهم نجحوا في حياتهم، فالإنسان ينبغي أن يبحث عن مواطن القوة في شخصيته، وإذا كان هو ذلك المتوفق فهذا يعني أنه يملك مؤهلات عالية.

قد نحتاج أيضًا إلى مسألة المواظبة على الصلاة، وهي مهمّة جدًّا، وكذلك الأذكار وقراءة الرقية الشرعية عليه، فهذا أمرٌ من الأهمية بمكان، فإن هذا الانقلاب المفاجئ يدلُّ على أن الأمر يحتاج إلى وقفة مع هذه الناحية، ناحية الرقية الشرعية، والمواظبة على الصلاة والطاعات، ومعرفة السبب المباشر لهذا التغيُّر، وهذا لن يحدث إلَّا إذا ارتاح ووجد الأمن والأمان، عندها سيتكلَّم بما في نفسه.

عليه: نحن نقترح عليك أن تحاولي أن تكوني أنت وحدك أو أقرب الناس له في الأسرة هو وحده الذي يتعامل معه، ثم بعد ذلك تكفُّوا عن السؤال والإلحاح والنظرات المُريبة والنظرات المُشفقة والكلام والانتقاد، كلُّ ذلك لا يزيد الأمر إلَّا سُوءًا؛ لأنه يُدرك الخلل، والآن يحتاج إلى مَن يُساعده في التخطيط وإعادة ترتيب الأوراق، وهذه الإعادة والترتيب لا بد أن تكون منه شخصيًا، ونحن نساعده، وليس العكس، فلا يصلح أن نُحدد له برنامجا، بل هو الذي يُحدد ماذا يريد، ودورنا فقط هو أن نُعين وأن ندعو وأن نساعد، وأن نبذل له ما يُعينه على النجاح في أي ميدان من ميادين الحياة.

نسأل الله لنا ولكم وله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net