أعاني من التفكير الزائد الذي يمنعني النوم، فما العلاج؟

2021-09-20 01:55:51 | إسلام ويب

السؤال:
أعاني منذ ٧ أشهر من التفكير الزائد في النوم، وكل يوم بالنسبة لي هو تحد جديد هل سأنام أم لا؟

وبسبب هذه الوساوس يصبح نومي متقطعاً وقليلا، دائماً أفكر في ماذا سيحدث باليوم التالي، وكيف سأذهب للعمل وأمارس حياتي طبيعياً وكذلك أقلق من المضار الصحية لعدم النوم، وعندما أفكر إيجابياً أتحسن نوعًا ما، لكن أحيانا أستسلم للقلق والخوف.

فكيف أعالج وأتخلص من هذه الأفكار المغلوطة عن النوم؟ للعلم أني أبتعد و أمارس الرياضة مرة أو مرتين في الأسبوع.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.

يا أخي الكريم: هذه الشكوى شائعة جدًّا، فيرتادُ عياداتنا الكثير من الإخوة والأخوات الذين لديهم هذه المشاعر السلبية والخوف من أن النوم لم يأتهم، وحقيقة الأمر أن النوم هو أمرٌ طبيعي وبيولوجي، وحاجة الإنسان له معروفة ومضمونة إن شاء الله تعالى. هنالك عوامل كيميائية ونفسية وفسيولوجية ومسارات مُعيّنة في الدماغ، بل مراكز للنوم في الدماغ موجودة عند كل واحدٍ مِنَّا. فإذًا النوم سيأتي.

ويا أخي الكريم: أنا دائمًا أقول للإخوة والأخوات: لا تبحثوا عن النوم أبدًا، بل دعوه يبحث عنكم، وذلك من خلال أن تُهيأ البيئة والوضع والمسارات الصحيحة للنوم.

أولاً: فعلاً ممارسة الرياضة مهمّة، خاصة الرياضة في وقت النهار (الرياضة النهارية).

ثانيًا: تجنّب تناول الميقظات والمشروبات التي تحتوي على مادة الكافيين - كالشاي والقهوة والبيبسي والكولا والشكولاتة - هذا أمرٌ مطلوب، بالذات وخاصة في فترة المساء.

ثالثًا: تثبيت وقت النوم ليلاً.

رابعًا: الحرص على الوضوء وعلى أذكار النوم.

خامسًا: تجنب تناول الأكل الدسم في وقت متأخر من الليل.

سادسًا: تطبيق تمارين الاسترخاء، تمارين التنفس المتدرّجة، هذه تمارين ممتازة جدًّا، ومَن يقوم بها بصورة صحيحة سوف يأتيه النوم، وقد شاهدنا ذلك كثيرًا، هنالك مَن نام على كرسي الاسترخاء أمام أعيننا، ودائمًا كانوا يقولون أننا لم ننم. فأرجو - أخي الكريم - أن تُطبق هذه التمارين، وذلك من خلال الاستفادة من أحد البرامج الموجودة على اليوتيوب والتي توضح كيفية ممارسة هذه التمارين.

طبعًا في حالتك - كما تفضلت - الأمر أصلاً في الأصل هو فكرة وسواسية، تعطيك الشعور بأنك لن تنام، أو أنك سوف تنام أم لا. وبالفعل هذا الوسواس ينتج عنه ما نسميه بالقلق التوقعي، والقلق هو الذي قد يؤدي إلى شيء من اضطرابات النوم لديك. فأنا - يا أخي - أقول لك: لا توسوس، حقّر هذه الفكرة، تجاهلها تمامًا، وارجع لما ذكرتُه لك في صدر هذه الاستشارة، وهو أن النوم حاجة بيولوجية وطبيعية، وهو موجود لدى كل إنسان.

هذه هي الأسس التي أنصحك بها، وأنا أعتقد أنك من الأفضل أن تتناول أحد الأدوية المضادة لقلق الوساوس، وفي ذات الوقت تتناول دواءً يُحسِّنُ نومك، دواءً غير إدماني وغير تعوّدي، وأنا حقيقة أريدك أن تتناول عقار (ميرتازابين)، والذي يُسمَّى تجاريًا (ريميرون)، هذا أصلاً مضادًا للاكتئاب، لكن بجرعات صغيرة يُحسِّنُ النوم جدًّا. الحبة تحتوي على ثلاثين مليجرامًا، أريدك أن تتناول ربع إلى نصف حبة ليلاً، ساعة قبل النوم، أي: 7,5 مليجرام، وهذه افضل تكون هي جرعة البداية، وإن لم يتحسّن نومك اجعلها 15 مليجرام.

وطبعًا حين تنوم وتستيقظ في الصباح يجب أن تقنع نفسك أن النوم موجود - يا أخي - وأنت لا تحتاج أن تعتمد على الدواء أبدًا في المستقبل، الدواء أُعطي فقط لتسهيل هذا الأمر.

أمَّا الدواء المضاد للوساوس فأنا أرى أن عقار (زولفت) والذي يُسمَّى تجاريًا (سيرترالين) هذا هو اسمه العلمي، دواء معروف ومشهور جدًّا، وسليم، وفاعل، وغير إدماني، أنت تحتاج أن تتناوله بجرعة نصف حبة - أي خمسة وعشرين مليجرامًا - في الصباح، لمدة عشرة أيام، ثم بعد ذلك اجعلها حبة واحدة (خمسون مليجرامًا) يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة يوميًا في الصباح لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناوله. دواء فاعل، سليم، والجرعة التي وصفناها لك جرعة صغيرة جدًّا، وهي حبة واحدة، علمًا بأن الجرعة اليومية قد تصل إلى أربع حبات في اليوم.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله تعالى لك نومًا هانئًا وهادئًا.

www.islamweb.net