تنتابني وساوس في حقوق المرأة وأحتاج لرد شاف لها.

2021-09-29 03:43:38 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم..

أنا مصابة بالوسواس منذ سنة وأشهر، ولن أخوض في تفاصيله، ولكني أصبحت الآن بلا مشاعر، أو فهم وإدراك، أصبحت أفعل الشيء ثم بعد ذلك أنسى كيف فعلته، لم أعد أريد أن أكلم أحداً، وليس لدي الطاقة للحديث معهم سوى أهلي.

أهلكني الوسواس حتى أصبحت عند أي فكرة أشد جسمي، لأنني إن لم أفهم فلن أتوصل لنتيجة.

في الآونة الأخيرة دخل علي الوسواس من جهة حقوق المرأة والزوجة على وجه الخصوص، وأنه لا يوجد سوى حديث صحيح عن أجر المرأة التي تلد وتتحمل، والباقي أحاديث عامة، وأنني لم أقرأ عن أجرها في الآخرة إن تعبت وربت أولادها، وأن الرجل يحق له أن يؤدب زوجته إذا نشزت، ولكن الزوج إذا أهانها وذلها كنتم تقولون أنه ليس من حقها أن تؤدبه.

أنا أؤمن بأن الله عادل، لذا صححوا لي معلوماتي؛ لأني على يقين بأني سأجد الإجابة الشافية؛ لأنه دين الحق.

وعندما أهلكت نفسي بالبحث عن الحقوق شعرت وكأن عقلي أصابه خلل، ودخلت الأمور ببعضها البعض، وأريد فقط أن أعيد ترتيب ما في عقلي، فما هو تشخيص حالتي الجديدة؟ ولماذا لم أعد أفهم شيئا؟ وأصبحت الأمور أكثر تعقيداً؟ حتى أني قرأت أن الرجل يجوز له أن يتفسح ويسافر للترفيه والابتعاد فترة نقاهة عن الأطفال، وماذا عن الأم؟ كيف تخرج وتتنزه وزوجها يرفض ذلك دون حجة؟ والرجل مهما اختلف الزمان وجبت طاعته، ومع تغير طباع الرجال، خاصة وأنهم أصبحوا لا يبدون العاطفة لزوجاتهم، فهي لا تستطيع أن تغير زوجها، أما الرجل فيستطيع تغيير المرأة، وما هو حال عاطفة المرأة وحضنها خصوصاً أنها تحتاج لذلك مثل ما الرجل يحتاج للجنس؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Moal حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك - بنتنا الفاضلة - في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والتواصل والسؤال، ونسأل الله أن يُعيد لك الطمأنينة، وأن يُلهمك السداد والرشاد.

أرجو ألَّا تكوني بلا مشاعر، فأنت مؤمنة بالله تبارك وتعالى، تحمدي الله على هذا الإيمان، وعلى بعثة رسولنا -عليه صلاة الله وسلامه-، واجتهدي في تعلُّم العلم الشرعي، فالفقيهة أشدّ على الشيطان من ألف عابد، وتواصلي مع الدّاعيات ومع الصالحات، ومرحبًا بك في موقعك لتعرضي مثل هذه الأمور.

ونحن نؤكد أن الله تبارك وتعالى عدلٌ، وأن العلاقة الزوجية طاعة لربِّ البريّة، وأن الذي يُحسن من الزوجين ينال الأجر من الله، والذي يقصِّر منهما ينال العقوبة من الله تبارك وتعالى، فالعلاقة الزوجية عبادة لربِّ البريَّة، وميثاق غليظٌ أخذه الله على الزوجين، ولذلك أرجو أن تشغلي نفسك بمعرفة ما عليك من الواجبات، وإذا أدت الزوجة ما عليها فإنها تُؤثِّرُ على زوجها، وإن قصّر في حقها فهي مأجورة، والمرأة مأجورة في كلِّ حركاتها في بيتها، في خدمة زوجها، وفي خدمة عيالها، وقيامها لحفظها لنفسها، بل هي مأجورة بحجابها، لذلك قال بعض الظرفاء: (الرجل يمشي مع المرأة يمشي وهو في لبسٍ مُباح، لكن المرأة تمشي إلى جواره وهي في حسنات، لأنها في عبادة، وهي عبادة الستر والحجاب لله تبارك وتعالى)، والنبي عليه الصلاة والسلام لمّا جاءت المرأة فقالت: (إن الله ربُّ النساء وربُّ الرجال، وإن الرجال إذا خرجوا لهم كذا وكذا، ونحن قاعدات في البيوت) النبي صلى الله عليه وسلم حسَّن مسألة أسماء بنت يزيد، ثم قال: (أخبري من وراءك من النساء أن حُسن تبعُّل إحداكنَّ لزوجها وقيامها بحقِّه يعدِلُ ما هناك) يعدلُ ماذا؟ يعدل الجهاد والاستشهاد في سبيل الله.

عليك أيضًا - بنتنا - أن تعلمي أن المفاهيم الخاطئة التي بين الناس - أن الرجل يُخطئ وأن عيبه في جيبه - هذا الكلام لا يُقبل من الناحية الشرعية، بل هي عبارة ثقافة مسلسلات لا وزن لها ولا قيمة لها، ولا يصح تردادها والتمسُّك بها، والشرع يسأل الرجل كما يسأل المرأة، والرجل يحتاج إلى أن يذهب في نزهة، والمرأة كذلك. لكن علينا في كل ذلك أن يكون الترفيه خالي من المعاصي والمخالفات الشرعية. الإسلام بريء من كل المفاهيم الخاطئة الموجودة التي أشرتِ إلى بعضها.

وعليه: نحن ندعوك إلى أن تتفقّهي في دينك، وعندها ستعلمين كم هو خطأ ما يحصل في مجتمعاتنا، وفي حياتنا، وكم نحن بحاجة إلى عملٍ كبيرٍ من أجل أن نربّي أنفسنا على الثقافة الشرعية.

طاعة المرأة لزوجها هي طاعة لربِّها تبارك وتعالى، وهي تُؤجر، ولذلك خير الأزواج عند الله خيرهم لصاحبه، والخطأ الذي يحصلُ من الزوجة لا يُبيح للزوج مقابلته بالخطأ، والعكس، إذا أخطأ الرجل أو قصّر فإن الشريعة لا تريد من المرأة أن تُبادله الخطأ بالخطأ، وإلَّا فقد فقدت ثوابها وأجرها عند الله تبارك وتعالى.

نسأل الله أن يُعينك، وأن يضع في طريقك رجلاً يُعينك على الخير وتُعينيه على الخير، تُعينه على الطاعة، ويُعينك على ما يُرضي الله تبارك وتعالى.

أكرّر: أن كل ما يحصلُ من جفاء ومن تقصير من الأزواج الشرع منه بريء، فإن سيد الرجال - صلى الله عليه وسلم - كان في مهنة أهله، وكان ضحَّاكًا بسَّامًا، يُدخِلُ السرور على أهله، وقال: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي)، كأنه يقول: لا خير في مَن لا خير في أهله، وقال أيضًا: (خياركم خياركم لنسائهم). فعلينا أن ننظر للنصوص الشريعة بطريقة شاملة، وليس كما يفهم بعض الجهلاء الذين يريدوا أن يُشيعوا هذه المفاهيم العرجاء المغلوطة.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والعلم النافع والعمل الصالح.

www.islamweb.net