لا أستطيع النوم وتهاجمني الوساوس، فما العلاج؟

2021-11-25 00:51:11 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

أفيدوني، فقد أصبت بأرق شديد، ولم أنم لمدة يومين كاملين، أحس بالخوف من أشياء كثيرة، مثل: الموت، السكتة القلبية ومراقبة دقات القلب، حدوث شيء سيء أو مكروه، فقدان السيطرة، القلق من عدم القدرة على النوم في الليل، الشك في العقيدة وفائدة الأذكار والعبادات، القلق من الحالة التي أنا فيها.

وأعاني من انقباض في الصدر، ووخزات من جانب القلب، والخوف من المجهول وما الذي قد يحدث إن استمر الوضع هكذا، والخوف من عدم زوال الحالة النفسية التي أنا فيها، والقلق من تدهور صحتي بسبب النوم القليل، ومن عدم القدرة على الاسترخاء، وعدم قدرتي على تجاهل هذه، الشعور باليأس والإحباط وعدم القدرة على العلاج، ومحاولة إرغام نفسي على الدخول في النوم ليلا، وفي وقت باكر من أجل استعادة النوم الصحي وتعويض النوم القليل.

أرجو من حضرتكم تقديم مساعدة حقيقية لي، فإني والله في حالة نفسية مدمرة وخصوصا عندما أفكر بموضوع النوم، فأنا حاليا تجاوزت يومين دون أن أنام، وآخر نوم لي كان 3 ساعات بعد الظهيرة، وأفكر إن كنت أستطيع النوم هذه الليلة أم لا، رغم أنني متعب جدا، ومستعد لتطبيق كل نصائحكم القيمة أملا في الرجوع كما كنت، وأستعيد نومي الطبيعي، أعينوني، بارك الله فيكم.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نذير حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء.

أخي: النوم حاجة بيولوجية، فلا بد للإنسان أن ينام، وقد يضطرب النوم، لكن هذا الاضطراب دائمًا يكون عارضًا ووقتيًا وينتهي -إن شاء الله تعالى-.

أخي: أنت لديك خلفية وسواسية مع احترامي الشديد لشخصك الكريم، لكن قلق الوساوس دائمًا مزعج لصاحبه إذا لم يُعالج بصورة صحيحة، وفي استشارتك الحاضرة هذه أوضحتَ وبصورة جليّة جدًّا أنه لديك قلق ومخاوف وسواسية، فأنت حقيقة أوضحت تمامًا أنك بالفعل مررت بفترة من نوبات الفزع والهرع التي هي أصلاً نوع من قلق المخاوف، وتطوّرت، وأصبحتْ تُهيمن عليك من خلال ما نسميه بالوساوس التوقُّعية أو القلق التوقعي.

الحالة إن شاء الله بسيطة بالرغم من أنها مزعجة بالنسبة لك، لكن بالانخراط في تمارين استرخاء، تمارين التنفس المتدرّجة على وجه الخصوص سوف تُساعدك كثيرًا، فيجب أن تتعلّم هذه التمارين، هنالك برامج كثيرة جدًّا على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة هذه التمارين، وإن استطعت الوصول إلى معالج نفسي قطعًا سوف يُدرِّبك على هذه التمارين.

على المستوى الفكر يجب أن تُحقّر هذه الأفكار، هذه أفكار ليست حقيقية، نعم أنا أعرف أنها تفرض نفسها عليك وتُهيمن وتستحوذ عليك، لكن من خلال تحقيرها ورفضها واستبدالها بفكرٍ مخالف تستطيع تمامًا أن تُقلِّل من مشاعرك السلبية هذه.

أخي: أنا أراك الآن في حاجة لعلاج دوائي سليم، هنالك دواء يُسمَّى (ألبرازولام) هو من الأدوية الممتازة جدًّا لعلاج قلق المخاوف والتوترات، تحتاج له بجرعة نصف مليجرام ليلاً لمدة أسبوع، ثم تجعل الجرعة ربع مليجرام ليلاً لمدة أسبوع آخر، ثم ربع مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوع ثالث.

الألبرازولام يتميز بأنه سريع جدًّا في علاج قلق المخاوف الوسواسي وكذلك الهرع والفزع، لكن هذا الدواء أحد عيوبه أن الإنسان قد يتعود عليه إذا أسرف في استعماله، لكننا هنا حقيقة نعطيك الجرعة السليمة والصحيحة، والجرعة المتحفظة جدًّا.

هذا هو العلاج الإسعافي الصحيح، بجانب تمارين الاسترخاء الذي ذكرتها لك. يُضاف إليه عقار آخر يُسمَّى (سيبرالكس/اسيتالوبرام) هذا سوف يفيدك إن شاء الله على المدى المتوسط والمدى البعيد. الألبرازولام يفيدك على المدى القصير أو المدى الآني، أمَّا بالنسبة للاسيتالوبرام فهو الدواء الذي يجب أن تتناوله لكي تُعالج تمامًا هذه الأعراض التي تُزعجك.

الاسيتالوبرام يُوجد في عبوة عشرة مليجرامات وعشرين مليجرامًا، تبدأ في تناول نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرامات – أي تتناول خمسين مليجرامًا – يوميًا لمدة عشرة أيام، ثم تجعل الجرعة عشرة مليجرامات يوميًا لمدة شهرين، ثم اجعلها عشرين مليجرامًا يوميًا لمدة شهرين آخرين، ثم خفض الجرعة إلى عشرة مليجرامات يوميًا لمدة شهرٍ، ثم خمسة مليجرامات يوميًا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرامات يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناول الدواء.

الاسيتالوبرام دواء سليم، ودواء فاعل، وليس له آثار جانبية، فقط ربما يُؤدي إلى زيادة الشهية نحو الطعام قليلاً، فإن حدث لك شيء من هذا – أخي الكريم – فيجب أن تتخذ التحوطات التي تمنع زيادة الوزن.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net