جدتي تريدني أن أكون منفتحا على بنات عماتي، فما رأيكم؟

2021-11-24 02:50:45 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم..

جدتي تخبرني بعض الأحيان بأني معقد؛ لأنني لا أريد الخروج معهم عندما يكون معهم بنات عماتي، فبنات عماتي يكشفن سواعدهن ووجوههن وأيديهن وأرجلهن، وتخبرني أن الناس قل إيمانهم، وأنهم يعرفون الحرام والحلال، وتقول لي اجعل نفسك وسطا، تعرف الحرام والحلال، ولكن انفتح قليلا وخفف على نفسك، وقصدها بهذا الكلام أن أخرج معهم وأذهب للمطاعم، وأن أتكلم معهم. لكني لا أؤيد شيئا مما تقوله، لأنه مدخل للشيطان، وأنه لا يكون إلا للضرورة، أو للحاجة.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صالح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك ابننا الفاضل، ونشكر لك هذا الحرص على الخير، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يحفظك في سمعك وفي بصرك، وأن يُعينك على طاعته، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.

سعدنا جدًّا بهذه المشاعر النبيلة وهذا الحرص على تطبيق شرع الله تبارك وتعالى، وأيضًا شكر الله لهذه الجدّة التي تعرف حقائق الأمور، ولذلك أرجو أن تُحسن الاستماع إليها، لكن تفعل ما يُرضي الله تبارك وتعالى، وأعتقد أن فهمك بهذه الطريقة يرفع من معنويات الشباب إذا عرفوا أن في شبابهم مَن يُفكّر بهذه الطريقة.

أحسنتَ فكل الحوادث مبدؤها من النظر، ومعظم النار من مستصغر الشرر، كم نظرة فعلت في نفس صاحبها، فعل السهام بلا قوسٍ ولا وترٍ، يَسُرُّ ناظره ما ضرَّ خاطره، لا مرحبًا بسرورٍ عاد بالضرر.

أمَّا إذا وجدتَّ نفسك مُجبرًا أن تكون معهم فأرجو أن تُسلِّم بالسلام، طبعًا ليس بالمصافحة، ولكن (السلام عليكم، كيف حالكم؟) مثل هذه الأسئلة عن الحال عمومًا، وإذا استطعت أن تُقدّم نصائح فبها ونعمت، لأن هذا معنى مهم، وهذا من أهم أبواب صلة الرحم، أن يكون الإنسان ناصحًا مُرشدًا، ولكن بالأسلوب الحسن وبالطريقة الجميلة الرائعة.

واجتهد في أن تغضّ بصرك، وأن تبتعد عنهن، واستمر على ما أنت عليه من الحرص والخير، وقد أحسنت فإن الشيطان يتخذ هذه الأمور مداخل، ويُؤسفنا أن يتوسّع الناس في هذه الأمور، ولا يعرفوا أن بنت العمة أو بنت الخالة من الأجنبيات، لأن الأجنبية هل كل مَن يجوز للشاب أن يتزوجها، الناس يظنون أن الأجنبية هي التي من بلد آخر أو كذا، بل هؤلاء أخطر من غيرهم، لأن وجود الإنسان معهم يُتاح له الاقتراب منهن، وربما الخلوة بهن.

ولذلك استعذ بالله تبارك وتعالى، واستمر على ما أنت عليه من الخير، وعليك أن تُحسن الاستماع لكلام الجدة، وإذا وجدتَّ نفسك إلى جوار بنات العم أو الأهل فغض بصرك، وسلِّم واسأل عن الأحوال، ثم انصرف بعد ذلك راشدًا، ونسأل الله أن يُعينك على الخير، ونبشِّرُك أن بنات العم وبنات الخال إذا عرفوا أن هذا هو منهاجك فسيحترمون هذه المشاعر التي عندك وهذا الحرص، ويتعلّمون أنك تنطلق من الشريعة، وليس من هوى، وليس لأنك تكرههم أو لا تُحبهم أو لا تُقدّرهم، ولكن لأن هذه هي شريعة الله التي فيها الخير لنا ولبنات أعمامنا وبنات أخوالنا، ولكلِّ مَن يلتزم بهذا الشرع.

فاثبت على ما أنت عليه، ونحن نسعد بتواصل أمثالك مع الموقع، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

www.islamweb.net