كيف أتخلص من الأفكار السلبية المستقبلية؟

2022-04-03 01:44:18 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

أنا أعاني من الرهاب الاجتماعي، والحمد لله أتعالج بدواء (اسيتالوبرام 20، وريسبردال 2 ملغ، لمدة سنة ونصف، مشكلتي عندما أنام لا أنهض باكرا، أنام إلى الساعة 12 نهارا، جربت أن أخفض من جرعة الريسبردال إلى 1 ملغ، تحسن الاستقاظ، ولكن عاد الرهاب، أريد أن أستفسر: سمعت أن فلوكسيتين 20 ملغ يعطي دافعية، فما رأيك إذا أضفت لهم هذه الجرعة؟

لازالت الأعراض الجسدية مثل: التعرق، واحمرار الوجه، ولكن ما زالت تضايقني كثرة الأفكار السلبية، أفكر كثيرا في الماضي والمستقبل خاصة في الليل، مما يجعلني أخاف من المستقبل حتى وإن كان غدا، مما أثر علي سلبا، حتى أنني أخاف من الذهاب إلى العمل، فما هو الحل يا دكتور؟ لم أجد حلا، من فضلكم أجيبوني، وجعله الله في ميزان حسناتكم.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب فيك في موقعنا، أسأل الله تعالى لك العافية والشفاء.

أخي: الاعتماد الكلي على الأدوية لعلاج المخاوف - خاصة الرهاب الاجتماعي - ليس أمرًا صحيحًا، الدواء قد يجعلك تحس براحة كبيرة، لكنه لا يقتلع المشكلة من جذورها، لذا نحن نقول أن العلاج النفسي الاجتماعي يجب أن يكون جزءًا من الرزمة العلاجية الأساسية. لا مانع أبدًا من استعمال الدواء، لكن يجب أن تُطبق برامج يومية عملية.

أوَّلُ هذه البرامج هو: أن تحرص على الصلاة مع الجماعة، لأن في الصلاة مع الجماعة تعرّض اجتماعي كبير، والتعريض أو التعرُّض الاجتماعي هو مضاد للرهاب الاجتماعي، ربما تحسّ بشيء من الخوف عندما تدخل المسجد، هذا سوف ينتهي تمامًا، ويمكن أن تبدأ بالصفوف الخلفية، ثم تتقدّم الصفوف الأمامية تدريجيًا، هذه نقطة أولى.

النقطة الثانية: أريدك أن تذهب إلى المجمّعات التجارية المزدحمة بقدر المستطاع، وحتى إن لم يكون لك غرضًا فيها، لكن بهدف العلاج.

النقطة الثالثة: يجب أن تلبي الدعوات، دعوات الأفراح مثلاً، عرس أو خلافه، يجب أن تلبي هذه الدعوات. وأنا أؤكد لك أن الأعراض الجسدية - مثل التعرُّق واحمرار الوجه وخلافه - هي أعراض مبالغٌ فيها، ولا أحد يُلاحظها أبدًا.

فإذًا التطبيقات الاجتماعية المجتمعية المفيدة، وإن شاء الله تجلب لك أجري الدنيا والآخرة، هي الطريقة الأساسية للعلاج. يأتي بعد ذلك تمارين الاسترخاء، تمارين التنفس المتدرجة، تمارين شد العضلات وقبضها، هذه رائعة جدًّا، فلا بد من ممارسة تمارين الاسترخاء، ويمكن أن يُدربك عليها الأخصائي النفسي، أو يمكن أن تستعين بأحد البرامج الموجودة على اليوتيوب.

فكرة الخوف من الذهاب إلى العمل: لماذا يا أخي؟ يجب أن تحاور نفسك - يا أخي - الناس كلها تذهب إلى العمل، والعمل هو قيمة عظيمة، ولا أحد يراقبك يا أخي، وأنت لست بأقل من الآخرين، لابد أن تحب عملك وتذهب إلى عملك بكل إقدام وبكل أريحية.

الخوف من المستقبل هذه ظاهرة أصبحت كثيرة جدًّا في زماننا، لكن الإنسان يجب أن يعيش قوة الحاضر ويعيش المستقبل بأملٍ ورجاء، والمستقبل بيد الله. ومن خلال التخطيط السليم ومن خلال تحديد الأهداف والوسائل التي تُوصل الإنسان إلى أهدافه، أعتقد لن يكون هناك خوف من المستقبل أبدًا.

بالنسبة للعلاج الدوائي: حقيقة الـ (سيبرالكس) دواء ممتاز جدًّا، وعشرين مليجرامًا تعتبر جرعة كافية. إذا أردتَّ أن تُدخل الـ (فلوكستين) فلابد أن تخفض السيبرالكس إلى عشرة مليجرام يوميًا، بمعنى أن تأخذ الفلوكستين عشرين مليجرامًا والسيبرالكس عشرة مليجرام، وإن كنتُ أفضّل أن تستمر على السيبرالكس، ولا داعي للفلوكستين.

وبالنسبة للرزبريادون: يمكن أن تتناول الجرعة واحد مليجرام صباحًا وواحد مليجرام مساءً، كثيرًا من الناس لا يحسُّون بأي نوع من النعاس، أو يمكن أن تتناوله مبكّرًا، أو يمكن أن تستبدله بـ (إريبيبرازول/إبليفاي) جرعة خمسة مليجرام، هو بديل ممتاز جدًّا، وفي ذات الوقت يُعطي طاقات، ويُنشّط.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net