ما سبب الأرق وصعوبة النوم بالنسبة لي؟

2022-09-05 03:33:40 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

جزاكم الله خيرا أيها الأحبة.
منذ ما يقارب 4 أشهر وأنا أعاني من الأرق وصعوبة النوم، ولا يأتيني النوم إلا في الساعة 8 صباحا، وحتى لو نمت ساعة واحدة فإني لا أحس بالنعاس بعدها، وقد حاولت أن أنام ليلا، وبالفعل أستطيع النوم مباشرة في الساعة 10 ليلا، ولكني أستيقظ في الساعة 2 ليلا، هذا نظام نومي في الليل.

أما نومي في الصباح فلا أستطيع النوم بسهولة، ولكني إذا نمت في الصباح أنام إلى العصر، وعند البحث في الإنترنت أصبت بقلق عندما قرأت عن قلة النوم وخطورته.

وأعاني أيضاً من وسواس الأمراض، فعندما يؤلمني مكان في جسمي أفكر أن بسبب قلة النوم سيصيبني مرض خطير، علما أني قبل ذلك ذهبت إلى طبيبة نفسية، فأعطتني anafranil 25، ودواء Escitalopram 10، ولكني لم أستمر عليهما، لأنني كنت أشعر بدوار وثقل في رأسي، فتركت الدواء.

أتعجب عندما أرى أهلي ينامون متى شاؤوا وفي الوقت الذي يريدون، وأنا كنت كذلك، واليوم أعاني من صعوبة النوم، وكذلك اتبعت جميع النصائح من الاسترخاء وترك المنبهات وجعل الغرفة مظلمة تماما، وأن تكون الغرفة باردة والفراش مريح، وفعلا أدخل في النوم، وماهي إلا 4 ساعات وأستيقظ في جوف الليل، فما الحل؟


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حاتم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في موقع اسلام ويب.

أنت ليست لديك مشكلة في بداية النوم، لكن الإشكالية هو – كما تفضلت – أنك تستيقظ حوالي الساعة الثانية صباحًا، وهذا نسميه بـ (أرق المنتصف) وبالفعل هو مزعج، ومن أكبر أسبابه القلق الاكتئابي، بعض الناس الذين لديهم درجة بسيطة أو متوسطة من القلق الاكتئابي قد يكون ذلك سببًا، طبعًا أنا لا أقول أنك لديك اكتئاب، لكن هذه أحد النظريات التي لا بد أن أذكرها.

وبما أنك تعاني من وساوس الأمراض فأنا لا أستبعد أبدًا أن درجة القلق هذه والوسوسة حول الأمراض أدخلتك في نوع من العُسر المزاج، أي درجة بسيطة من الاكتئاب.

عمومًا – أخي الكريم – الأمر -إن شاء الله- يُعالَج ويُعالَج بصورة فعّالة جدًّا، استمر على نفس برامجك الصحيّة المتعلقة بالصحة النومية، برامج الاسترخاء، تجنُّب النوم النهاري، تجنُّب السهر، تثبيت وقت النوم، الحرص على الأذكار، عدم تناول المُيقظات كالشاي والقهوة والبيبسي والكولا بعد الساعة الخامسة مساءً، وهذه حقيقة تُؤدي إلى ترتيب الساعة البيولوجية بصورة جيدة جدًّا.

وبالنسبة للأدوية: أريدك أن تتناول عقارا يُسمَّى (ميرتازابين) هذا هو اسمه العلمي، واسمه التجاري (ريميرون)، وربما تجده في العراق تحت مسمّى تجاري آخر، هو دواء فاعل جدًّا، هو في الأصل مضاد للاكتئاب، لكنّه يُحسِّن النوم، ويتميّز على المنومّات الأخرى أنه لا يُسبّب أي نوع من الإدمان، وأنت تحتاج أن تتناوله بجرعة بسيطة، وهي: 15 مليجراما ليلاً – أي نصف حبة؛ لأن الحبة تحتوي على 30 مليجرامًا، وربما تجد حبة تحتوي على 15 مليجراما – المهم هو أن الجرعة 15 مليجراما ليلاً، تتناولها ساعة قبل النوم، وباستمرار، أريدك أن تستمر عليها على الأقل لمدة ثلاثة أشهر، لأنه دواء سليم ودواء فاعل، وبعد انقضاء الثلاثة أشهر اجعل الجرعة ربع حبة – أي: 7,5 مليجرام – ليلاً لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.

أمَّا في النهار فأريدك أن تتناول السيبرالكس؛ لأنه دواء ممتاز جدًّا لإزالة القلق والوسوسة وتحسين المزاج. ابدأ في تناوله بجرعة خمسة مليجرامات صباحًا لمدة عشرة أيام، ثم اجعل الجرعة عشرة مليجرامات صباحًا لمدة أربعة أشهر، ثم اجعلها خمسة مليجرامات يوميًا في الصباح لمدة شهر، ثم خمسة مليجرامات يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول السيبرالكس.

إذًا هذه هي الخطة العلاجية الدوائية الصحيحة، وإذا لم يتحسّن نومك بصورة واضحة بعد أسبوعين من بداية الميرتازابين يمكن أن تُضيف عقارا آخر يُسمّى (ميلاتونين) وهو مركبٌ طبيعيٌ يُستعمل لتنظيم النوم، ميلاتونين بجرعة خمسة مليجرامات -إن شاء الله- يكون ذا فائدة لك أيضًا.

احرص على التمارين الرياضية، ويا حبذا إذا كانت تمارين صباحية، لأن ممارسة الرياضة الليلية قد تؤدي إلى إضعاف النوم. وكن – يا أخي – حريصًا على العبادات، خاصة الصلاة في وقتها، الدعاء، أذكار الصباح والمساء، أذكار النوم، احرص أيضًا على التواصل الاجتماعي والقيام بالواجبات الاجتماعية، احرص – يا أخي – كثيرًا على الأداء الوظيفي الممتاز، وحاول أن تُطور نفسك، كن حريصًا على أن تكون لك مساهمات إيجابية داخل أسرتك، هذه كلها ترتقي بالصحة النفسية عند الإنسان.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net