هل يمكن تناول السيبرالكس مدى الحياة؟

2022-10-13 02:15:50 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

شخصت قبل 10 سنوات تقريباً باكتئاب مصحوب بالقلق، حيث أبكي وأحزن آخر الليل، ولا أحس بطعم الحياة، ولا أستمتع بها نهائياً، قمت بزيارة الطبيب، ووصف لي سيبرالكس 10 ملم.

بعد سنة تقريباً من تناول الدواء جاءتني انتكاسة قوية من الاكتئاب، وتمت زيارة الطبيب، ورفع جرعة السيبرالكس إلى 20 ملم، بعد سنتين قطعت العلاج؛ لأني شعرت بالتحسن، وبعدها بشهرين جاءتني انتكاسة قوية جداً، وتم الرجوع للطبيب، وأفادني أن أرجع للسيبرالكس، بجرعة 20.

بعد آخر زيارة للطبيب قال لي: ستستمر على العلاج فترة طويلة جدا، وربما مدى الحياة، وتم تشخيصي باكتئاب وراثي.

السؤال: هل يمكنني أخذ السيبرالكس مدى الحياة؟ وهل فعلاً أحتاجه مدى الحياة؟ وهل يؤثر العلاج على الكلى والقلب والكبد؟ حيث قرأت في آخر دراسة أن العلاج ممكن أن يتسبب في هشاشة العظام؟

شاكر لكم.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك – أخي الفاضل – عبر إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا.

نعم – أخي الفاضل – واضح ممَّا عرضته في سؤالك أنك تعاني من الاكتئاب الذي استجاب -بحمد الله تعالى- لدواء السيبرالكس، خاصة عندما رُفعت الجرعة إلى عشرين مليجرامًا، ثم عندما قطعت العلاج عاد إليك الاكتئاب النفسي، بعد شهرين من توقُّف العلاج، وهذا دليلٌ على أن العلاج يجب أن يستمر لفترة أخرى ولبعض الوقت.

أجيب على سؤالك – أخي الفاضل – بنقطتين:
النقطة الأولى: علاج الاكتئاب ليس بالضرورة أن يستمر مدى الحياة، فنحن عادةً عندما يكون الإنسان قد عاد إلى مزاجه الطبيعي، وتقريبًا ذهب الاكتئاب بشكل كامل؛ فعادةً نحاول ببطءٍ وهدوءٍ تخفيف الجرعة رويدًا رويدًا، حتى نصل إلى إيقاف الدواء، ولكن أؤكد هنا على أن يكون الأمر بخطوات صغيرة وببطءٍ شديدٍ، وخاصَّةً في حالتك أنه حصلت الانتكاسة أكثر من مرة.

خلاصة النقطة الأولى: أن العلاج ليس بالضرورة أن يستمر مدى الحياة، ولذلك يفيد أن تتابع مع الطبيب المُشرف على علاجك بشكل دوري، وعادةً ننتظر سنةً بعد التعافي – شبه التام – ثم نبدأ نُعيد النظر، مع إمكانية تخفيف جرعة الدواء بخطوات بسيطة وببطء شديد. هذه النقطة الأولى.

أمَّا النقطة الثانية – أخي الفاضل -: إن تطلَّب الاكتئاب عندك أن تستمر في العلاج بدواء السيبرالكس لسنوات وسنوات فأمورك طيبة إن شاء الله تعالى، ولن يترك عندك ما يضرُّ بصحتك العامّة، ولكن كما ذكرتُ من النادر أن يحتاج الإنسان أن يستمر على العلاج لزمنٍ طويلٍ جدًّا.

أدعو الله تعالى لك بالصحة والعافية، وأن يُريح بالك، ويُعينك على متابعة حياتك بهمَّةٍ ونشاط.

وبالله التوفيق.

www.islamweb.net