معالجة فقدان الشهية عن الطعام

2003-02-28 17:18:23 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

ابنتي الوسطى عمرها 6 سنوات وهي في مدرسة تمهيدي وقد بدأت منذ فترة ترفض الطعام تدريجياً، وكانت أمها تلح عليها في كل مرة، وقد تأكل وهي رافضة أو تتقيأ ما أكلته وقد زادت الحالة تدهوراً مما دفعنا إلى أن نذهب للأطباء، وقد كشف عليها حتى الآن أربعة أطباء وأجمعوا أن حالتها الصحية طبيعية، ولا تعاني من أمراض، وطلبوا مني أن أتركها على حريتها بدون طعام، وعندما نفذت نصيحة الأطباء مكثت يومين كاملين بدون طعام مما دفعني للذهاب إلى الأطباء ثانية، وأصروا على رأيهم، ولكنهم في هذه المرة طلبوا مني الذهاب بها إلى طبيب نفسي لعله يعرف السبب، فما هو سبب هذه الحالة وما هو العلاج؟


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / محمد حمدي .. حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:

من الطبيعي أن يمتنع الطفل عن تناول القسم الذي يفوق حاجته، وإذا ما مورست هذه الطريقة من قبل الوالدين -أي طريقة الضغط عليه والإلحاح عليه بالأكل- تحول الطفل إلى السلبية، وأصبح كما يقال: (ضد الأكل)، وخير طريقة لحل مشكلة (الطفل ضد الأكل) هو الالتزام بآداب المائدة وقوانينها لجهة الطريقة التي تعرض فيها، والأجواء التي تسود جو الجلسة إلى المائدة، وأي خلل في هذه الآداب من شأنه أن ينعكس سلباً على طفلتك، ويقودها إلى التقليل من الطعام .

ويجب أن تعلم أن كثرة الطعام ليست هي وراء زيادة الوزن، واحمرار الوجه، ولكن للشهية حدود قد تزيد إلى حد ما أو تنقص قليلاً، فلا يعقل أن تتناول طفلتك كل ما يطلب من الأطعمة، فقد يكفيها وجبة واحدة في اليوم، فتحقق لها النمو المطلوب .

ويمكن أن يكون هناك أسباب جعلت ابنتك تفقد شهية الطعام وهي :

1- إرغامها على الطعام يزيدها تصلباً في موقفها من رفض الطعام، والإلحاح يزيدها ابتعاداً عن باقي أصناف الأطعمة .

2- قد يكون رفضها للطعام حيلة دفاعية لا شعورية؛ للتعبير عن نفورها من بعض الظروف الأسرية.

3- تعاستها ووحدتها ونزاعها المستمر مع إخوتها يقلل من شهيتها .

4- قد يكون السبب كراهيتها لبعض الأصناف من الأطعمة؛ وذلك لارتباطها في ذهنها بحادثة غير سارة عن طريق المنعكس الشرطي، وإذا عرض هذا الصنف من الطعام يمكن أن تتذكر الحادثة أو الموقف الداعي إلى الاشمئزاز .

وهناك بعض خطوات نوضحها لك لعلاج ابنتك إن شاء الله تعالى:

1- تنظيم وجبات الطعام لابنتك .

2- أن يكون جو العائلة عند الجلوس إلى الطعام بهيجاً، خالياً من المشاكل.

3- تقديم الطعام بطريقة مشوقة .

4- حاول أن تخرج إلى الحديقة أو منتزه بري لتناول وجبة الطعام .

5- تنظيم تناول الأطعمة بطريقة تدريجية .

6- عدم تهديد طفلتك إذا لم تأكل .

7- في حالة استحسان طفلتك لصنف من الطعام لا يجب الإشادة كثيراً بهذا الصنف؛ لأنه قد يتغير في اليوم الثاني فترفضه طفلتك .

8- لا داعي لإعطاء المقويات إلا في حالات الضرورة، وبمشورة الطبيب .

9- يجب أن تعامل طفلتك معاملة الكبير، ولا تتركها تجلس لوحدها على المائدة؛ لأن هذا التصرف قد يولد لها اضطرابات انفعالية فتفقدها الشهية إلى الطعام.

10- تشويق طفلتك إلى الطعام، وإعلامها أن هذا الطعام ضروري لصحتها ونمو ذكائها وقوتها، وإذا لم تتناول الطعام ستصبح مريضة وضعيفة، وفقك الله .

د/ العربي عطاء الله.
============
وبعد استشارة المستشار النفسي أفاد بالتالي:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أشكرك على رسالتك.

من المؤكد أن هذه الابنة تعاني من حالة نفسية بسيطة إن شاء الله، وتصرفها هذا يدل على تعبير عن الاحتجاج وعدم الرضا، وربما يكون مرد ذلك لافتقادها لمميزات أو معاملة خاصة كانت تتلقاها في السابق، كما أنه ربما يكون هنالك تخوف من جانبها في حالة الذهاب إلى المدرسة؛ لأنها سوف تفقد أمان البيت، خاصةً إذا كانت مرتبطة بوالدتها أو أحد أفراد الأسرة (وهذا ما يعرف بقلق الفراق) .

العلاج لمثل هذه الحالات يتمثل في تجاهل السلوك السلبي كما نصح بذلك الأطباء، وعدم مكافأتها على هذا السلوك بأي حالٍ من الأحوال، وفي ذات الوقت يتم تشجيعها وتحفيزها على إبداء سلوك إيجابيٍ جديد، وأحبذ أن تطبق معها طريقة النجوم المعروفة، بأن تعطى مثلاً ثلاث نجوم على كل سلوك إيجابي تقوم به، وتخصم منها نجمتان على كل سلوك سلبي، وفي نهاية الأسبوع يمكن استبدال النجوم حسب عددها بحافز مادي بسيط من الأشياء التي ترغب فيها، وعليه فالعلاج السلوكي يتمثل في التشجيع على الإيجابيات، والتغاضي عن السلبيات البسيطة والتوبيخ البسيط، وخصم الحافز في حالة السلوك السلبي الشديد .

لابد أن تكون معاملة الوالدين متساوية ومتوازنة، وبصفة عامة مثل هذه الحالات تتحسن تلقائياً، فقط عليكم الصبر وعدم الشفقة الشديدة، والموازنة بين الترغيب والترهيب، وبالله التوفيق.

www.islamweb.net