نصائح لمدرسة في التعامل مع ناكرات جميلها من زميلاتها

2006-05-03 10:27:38 | إسلام ويب

السؤال:
أريد أن أحكي لكم إحدى مشاكل العمل التي تواجهني، وأريد الحل والإفادة، فأنا بحكم عملي كمدرسة فإن لدي علاقات تربطني بزميلات العمل، فأنا أعمل مدرسة بإحدى المدارس النموذجية، ومشكلتي هي اختلافي مع زميلة عزيزة لدي، ومن ترسبات المشكلة أنني لا أستطيع أن أنظر إلى وجهها أو أكلمها، وبقيت على هذا الحال مدة أسبوع أو أكثر، والسبب كما تعلمون أن كل مجموعة من المدرسات تقدم نشاطاً في الطابور الصباحي، وزميلتي (أ) كانت لا تحرك ساكناً على أساس أنها ستترك وظيفة التدريس وتتحول إلى عملٍ إداري، وكنت أنا في ذلك الوقت أعمل لإعداد فقرات أسبوعنا، وقد استخرجت أنا بعض الفقرات والأناشيد من النت، وهذا بعد عملٍ جاد ومتعب، وصديقتي الأخرى قامت بتدريب الطلاب وأنا معها، وقمنا بشراء ما ينقصنا لعمل الفقرات، وقمنا بجلب بعض الأشياء الأخرى من المنزل، وساعدنا في بعض الأشياء القليلة الزميلة (ب)، أي: أنا وزميلتي (م) قمنا بـ 99 في المائة من العمل، واتفقنا على أن يكون العمل جماعياً، هذا في بداية العمل، وزميلتي (أ) رفعت يدها من كل شيء تقريباً، على أساس أنها إدارية، مع أنها لم تغير عملها إلى الآن، وزميلتي (م) كل يوم تقول: من يحب أن ينفذ هذه الفكرة أو تلك؟ ومن يحب أن يطبع العمل المنفذ؟ فلا أحد يرد، ولا حياة لمن تنادى، بعد هذا كله نفذنا نحن العمل أنا و( م)، وقد حاز هذا العمل إعجاب الكل في العمل، وأنه كان مميزاً بالفعل، فما كان من (أ) و(ب) إلا عدم الرضا عنا، وأمطرتنا بكلامٍ جارح إلى الآن وأنا أتذكر كلامها، وذلك بعد مضي شهرٍ من عرض الفقرات، مع العلم بأنني قد كتبت أسماءهن على كل الفقرات التي لم يقمن بتنفيذها، والسبب في ذلك أننا اتفقنا على العمل الجماعي، وأن العمل يظهر باسم الكل، حتى الهدايا التي اشتريتها من أموالي الخاصة كتبت أسماءهن عليها، مع أنهن لم يدفعن لي شيئاً، وأخيراً قررن أنه في الأسبوع المقبل تعمل (أ) و(ب) بمفردهن، وأننا أناس غير جيدين، ووالله! إنني بكيت كثيراً على صنعهن هذا، ولا أستطيع أن أدخل الغرفة بسببهن، ولا أستطيع أن آكل معهن، وبعد أن قررن العمل بمفردهن قلت هذا شيء جيد، إلا أنهن بدأن يتسارون عن ماذا سيقدمن، مع أننا من قبل لا نتكلم إلا بصوتٍ مرتفع، ونقدم أفكارنا بصوتٍ مرتفع، وعندما جاء دورهن لا نسمع أصواتهن، وكل واحدة تسر للأخرى بالشيء الذي تريده، فأزعجني هذا أكثر؛ لأننا لم نكن من قبل هكذا، والآن أصبحت في حالة صمت لا أشتهي الحديث معهن، وعندما أنظر إلى دفتر الجماعة أحبط؛ لأنني أنا من قام بترتيبه وطباعة محتواه بنسبة 95 في المائة، أحبط على غبائي، وأحبط على أنني اشتغلت بعمل جماعي ولم يكتب اسمي منفرداً لأي موضوع قمت به، وكتب اسم الكل فيه، ولم يعملن به، ولا رئيستي في العمل تعرف بذلك، أُحبط لأنني أحببتهن وقدمت لهن كل شيء دون أن يفعلن شيئاً، أحبط لأنه أنا من ضاع حقها ومن ضاعت جهودها وذهبت لغير مستحقيها.

فما رأيكم؟ وبماذا تنصحونني؟ وأشكركم.
والسلام عليكم ورحمة الله.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الأمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك وأن يكثر من أمثالك، وأن يعوضك خيراً عن هذه الأخت.

وبخصوص ما ورد برسالتك: فإن ما قمت به من عمل جماعي وحرصك على روح الجماعة ووضعك لأسماء الأخوات اللواتي لم يدفعن شيئاً أو حتى مجرد تنفيذ أي شيء في برنامجكم؛ هذه كلها أعمال جليلة ورائعة من قلبك، وهي إن دلت على شيء فإنما تدل على طيب أصلك، ونقاوة معدنك وحبك الخير للكل، وهذه نعم تستحق منك شكراً عظيماً عليها، فاحمدي الله أن جبلك على هذه الخصال الحميدة الخيرة، ورجائي ألا تشغلي بالك بهذا النكران، وجحود الفضل ونسيان المعروف من قبل هذه الأخت أو غيرها، واحتسبي أجرك عند الله، ولا تتركي أو تتخلي عن تلك الصفات التي حباك الله بها، وثقي وتأكدي أن جهدك لم ولن يضيع عند الله، حيث قال جل شأنه: (( إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ ))[النساء:40]، واجعلي شعارك: (( لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا ))[الإنسان:9].

واعلمي أن الله لا يضيع أهله، وثقي وتأكدي من أنهن سوف يرجعن إليك وإن لم يرجعن فسيبدلك الله خيراً منهن.

مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد.

www.islamweb.net