أعاني من فتور الهمة والإحباط...ساعدوني لتجاوز ذلك!

2023-12-19 23:20:13 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة في مقتبل العمر، كنت نشيطة في حياتي الشخصية، وفي دراستي، كنت متفوقة دائمًا، وعلاقتي مع الله أصبحت متوترة جدًا، لا أخشع، وغير مرتاحة في الصلاة وقراءة الورد، وهذا الأمر يحزنني.

تدنى مستواي جدًا، وعند البحث عن عمل لا تتيسر الأمور، وعبادتي مهجورة، وانعكس هذا الشيء على نفسيتي، صرت أكره الحديث والتجمعات والكلام، وأشعر بضيق التنفس، ولا أستطيع التفكير، فأنا أشعر باليأس وليس لدي من أخبره بذلك.

انعكس ذلك على صحتي، بدأ شعري يتساقط بغزارة، والامتحانات ترعبني، أريد تغيير حياتي والنهوض بعد هذا الانكسار، أرغب في تطوير نفسي وأصبح الفتاة التي أحلم بها، الجميع يحسدني على أبسط الأشياء، ولا يريدون أن أكون أفضل منهم، ويضعون لي المكائد، وقد وصلوا إلى مبتغاهم، أشعر أن حياتي معقدة، عقلي مشوش جدًا، ولا أستطيع التفكير، وفقدت الإحساس بصفة نهائية، أتمنى الإجابة والمساعدة منكم.

جزاكم الله خير الجزاء.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ صفاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشعر بمدى الألم والإحباط الذي تمرين به، وأريدك أن تعلمي أن مشاعرك مهمة ولها قيمتها، التحديات التي تواجهينها صعبة، ولكن مع الدعم المناسب والإرادة القوية، يمكنك التغلب عليها والعودة إلى مسارك.

1. من المهم جدًا تحديد طبيعة هذه المشاعر ودرجتها، ويمكنك استخدام مقياس بيك للاكتئاب لقياس شدة الاكتئاب.

2. في أوقات الشدة، العبادة والاعتصام بالله تعالى مصدر قوة وسكينة، حاولي تدريجيًا العودة إلى ممارساتك الدينية بدون ضغط، حتى لو كان ذلك يعني الاقتصار على الفرائض دون النوافل، أو قراءة قصيرة من القرآن، حتى لا تصابين بالملل.

3. التغذية السليمة، والنوم الكافي، وممارسة الرياضة يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي كبير على الصحة النفسية.

4. حتى وإن كان التواصل مع الآخرين صعبًا، حاولي إيجاد شخص أو اثنين يمكنك الثقة بهم والتحدث معهم عما تشعرين به.

5. حاولي تنظيم وقتك وأولوياتك بطريقة تجعلك تشعرين بأنك تحققين شيئًا كل يوم، حتى لو كان ذلك يعني إكمال مهمة صغيرة واحدة فقط.

6. تذكري دائمًا أن الله مع الصابرين، وأن كل محنة تحمل في طياتها خيرًا قد لا نراه الآن.

7. تذكري أن ما تمرين به هو اختبار وابتلاء من الله تعالى، ليسمع دعاءك، فالابتلاءات والتحديات جزء من الحياة ووسيلة لاختبار الإيمان والصبر.

وهناك عدة أسباب وحكم من وراء الابتلاءات:

1. أحيانًا يبتلي الله الإنسان بمصاعب لتطهيره من الذنوب ورفع درجاته، قال النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-: (ما يصيب المسلم من نصب، ولا وصب، ولا هم، ولا حزن، ولا أذى، ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفّر الله بها من خطاياه).

2. الابتلاءات تختبر صبرنا وإيماننا، لقوله تعالى: {أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يُفتنون}، [العنكبوت: 2].

3. الابتلاءات تعلمنا الاعتماد على الله وتقربنا منه، إنها تذكير بأن الله هو الملجأ والسند في الأوقات الصعبة.

4. الابتلاءات قد تكون فرصة للنمو والتطور الشخصي، يمكن أن تعلمنا الصبر والتعاطف وكيفية التعامل مع الصعوبات.

كيفية التعامل مع الابتلاءات:

1. الصبر هو المفتاح: يجب على المسلم أن يصبر ويستغفر الله في الأوقات الصعبة، لقوله: ﴿وَٱسۡتَعِینُوا۟ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ وَإِنَّهَا لَكَبِیرَةٌ إِلَّا عَلَى ٱلۡخَـٰشِعِینَ﴾ [البقرة ٤٥].

2. الدعاء والتقرب من الله يمكن أن يكون مصدرًا للراحة والقوة.

3. استخدام الابتلاءات كفرصة للتأمل في حياتك وما يمكن تحسينه، والنظر على أن المحنة يكون في طياتها منحة.

4. حاولي دائمًا النظر إلى الجانب المشرق والتفاؤل بأن الله سيجعل لك مخرجًا.

أما بخصوص التعامل مع الانتقادات من الآخرين بسبب حسدهم لك، فهذا أمر يشكل تحديًا، خاصةً إذا كانت هذه الانتقادات متكررة أو غير بناءة، وإليك بعض الاستراتيجيات التي قد تساعدك في التعامل مع هذه الوضعية:

1. حاولي تحديد ما إذا كان الانتقاد دافعه الحب والقلق، أو دافعه التقليل من شأنك، ففهم النية يساعد في تحديد كيفية الرد، أو التعامل مع الانتقاد.

2. إذا شعرت بأن الانتقادات غير عادلة أو مؤذية، من المهم التحدث بهدوء ووضوح، عبري عن مشاعرك دون اتهامات، واشرحي لماذا تجدين هذه الانتقادات صعبة أو مؤلمة.

3. النقد البناء يهدف إلى مساعدتك على التحسين ويقدم بطريقة داعمة، بينما النقد السلبي يمكن أن يكون مدمرًا ويؤدي إلى مشاعر سلبية، تعلمي التمييز بينهما يمكن أن يساعدك في اتخاذ الإجراء المناسب.

4. غالبًا ما يكون النقد السلبي أقل تأثيرًا على الأشخاص الذين لديهم ثقة عالية بأنفسهم، والعمل على تقوية الثقة بالنفس يمكن أن يقلل من تأثير الانتقادات السلبية.

5. في بعض الأحيان، قد يكون من الضروري وضع حدود مع الأفراد الذين يتجاوزون الحدود بانتقاداتهم، يمكنك أن تقولي بأدب: أنك لا تجدين هذه الانتقادات مفيدة، أو تطلبي تغيير الموضوع.

7. في بعض الأحيان يمكن للتأمل والصبر أن يكون أفضل رد على الانتقادات، ابذلي قصارى جهدك لتكوني الأفضل فيما تفعلينه، ودعي أفعالك تتحدث عن نفسها.

تذكري دائمًا أن رأيك بنفسك هو الأهم، وأنت لست مضطرة لقبول أي انتقاد يتعارض مع قيمك ومعتقداتك الشخصية، وتذكري أنه لن يغلب عسر يسرين، وأن رحمة الله قريبة من المحسنين.

أسأل الله أن يخفف عنك، ويزيل همك، ويفرج كربك، ويعينك على مواجهة تحدياتك بصبر وثبات.

www.islamweb.net