ما هي الأدوات العلمية التي تمكنني من فهم كتاب الله الكريم؟
2025-06-29 00:00:23 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله تحسنت مهاراتي في النحو والإعراب في الثانوية العامة، وبدأت في دراسة متن الآجرومية، أيضًا بدأت الاطلاع على كتب التفسير، وإنْ كان بشكل غير منتظم، مثل: (المختصر في التفسير)، و(تفسير الجلالين) لجلال الدين المحلي وجلال الدين السيوطي، ومُختصر (تفسير الطبري)، لكن أنوي بعد ذلك قراءة أحد كتب الأصول في تفسير القرآن (كتفسير القرطبي وتفسير ابن كثير)، بحيث أفهمه وأستوعب لغته ومسائله، والأساليب البلاغية واللغوية المذكورة، واستخدامات المعاجم واشتقاق المفردات، بحيث أتشرب تلك الكتب وأتذوق إعجاز وبلاغة القرآن الكريم.
فما هي الأدوات العلمية، أو العلوم التي يحب أن تكون في جعبتي، لكي أحقق تلك الغاية، مع أمثلة للمواد التي يجب دراستها لكل أداة، أو علم؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ولدنا الحبيب- في استشارات إسلام ويب.
أولًا: نسأل الله تعالى أن يزيدك هدى وصلاحًا وتوفيقًا، وأن ييسِّر لك سُبل العلم وطرقه، وأن يرزقك العلم النافع والعمل الصالح.
ثانيًا: نشكر لك -أيها الحبيب- علوَّ همتك وحرصك على تحصيل العلوم، وما رأيناه في سطورك التي كتبتها يُنبأ على توفيق الله تعالى لك، باتباع الطريق الصحيح في التعلُّم للعلوم، وهو الأخذ بأسهلها أولًا، ثم الترقي قليلًا قليلًا، وهذا المنهج هو المنهج الموافق للفِطر السليمة، ولقدرات الإنسان، وهو المنهج الذي يُرجى من وراء اتباعه تحصيل العلم على وجهه، فنوصيك بالاستمرار عليه، وأخذ العلم بالتدريج، وأن تتعلم صغار كل علم قبل كباره.
وقد أحسنتَ وأصبتَ كبد الحقيقة حين أدركتَ أن فهم القرآن فهمًا كاملًا، والتلذذ بأساليبه وبلاغته، إنما يحصل للإنسان حين يكون عالمًا بالأساليب البلاغية، وطرائق العرب في الكلام والتعبير؛ فإنه إذا علم الإنسان تلك الأساليب، علم أن ما في القرآن هو أعلى ما في هذه اللغة وأسماها، من حيث جمال الأسلوب وبلاغته، بحيث لا يستطيع الناس التكلُّم بمثلها.
ولذلك نحن ننصحك بأن تتدرج في تعلُّم العلوم العربية، سواء في علوم النحو -كما بدأتَ أنت بتعلُّم متن الآجرومية- أو بتعلُّم علوم الصرف، كأن تدرس كتابًا من الكتب المختصرة في علم التصريف، ومن الكتب المشهورة في علم الصرف -وهي كثيرة- كتاب (شذى العرف في فن الصرف)، وهو كتاب معروف ومفيد.
وأمَّا علوم البلاغة فهي كثيرة، والكتب المؤلفة فيها كثيرة كذلك، ولكن من الكتب السهلة التي ينبغي أن تبدأ بدراستها كتاب (البلاغة الواضحة) للشيخ علي الجارم، وهو كتاب منهجي مبسَّط، ويحتوي على تمارين عملية تساعد الطالب على حل التمارين وفهم الدرس فهمًا جيدًا، وكذلك من الكتب البلاغية المفيدة جدًّا كتاب (البلاغة العربية أسسها وعلومها وفنونها) للشيخ عبد الرحمن حبنكة الميداني، وهو كتاب كبير الحجم لكنه سهل وبسيط من حيث الأسلوب، ويُفضَّل أن تكون دراسته بعد الانتهاء من كتاب (البلاغة الواضحة) لعلي الجارم.
ومما ينبغي أن تعلمه -أيها الحبيب- أن طالب العلم لا يستغني عن المعلِّم؛ فالكتاب وحده لا يكفي في تعلُّم هذه العلوم، فأنت في حاجة ماسّة أن تتلقى هذه العلوم عن العلماء والمشايخ، ولذلك نوصيك بالتعرف إلى العلماء في بلدك، الذين يُدَرّسون ويشرحون هذه العلوم، وإن تعذَّر ذلك، فبإمكانك في هذا الزمان أن تتلقى هذه العلوم عن طريق الدروس العلمية المسجلة والمبثوثة على مواقع العلماء، وهي كثيرة بحمد الله.
نسأل الله تعالى أن يُيَسِّر لك الخير، وأن يوفقك لما يحب ويرضى.