أفكر في التعرف على فتاة أعجبتني بغرض الزواج..فهل تنصحوني بذلك؟

2025-07-07 01:59:52 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

أنا شاب، تخرجت حديثًا من الجامعة، والآن أبحث عن عمل، وكنت قد رأيت فتاةً خلال دراستي، لفتت انتباهي بأدبها ووقارها، دون أي تواصل مباشر بيننا.

نيتي صادقة ومحترمة منذ البداية، وأريد التعرف على شخصيتها من بعيد من خلال منشوراتها واهتماماتها على مواقع التواصل الاجتماعي؛ لأقيّم مدى التوافق بين أفكارنا، وإذا وجدت ذلك، وكنت مستقرًا ماديًا، سأبدأ بالتعارف الرسمي الجاد، بموافقة أهلها، ومن باب نية الزواج فقط؛ فقد قمت بصلاة الاستخارة، وشعرت بطمأنينة.

والهدف من كل هذه الخطوات ليس التعارف السريع، بل التقييم الهادئ والنظيف دون أي تواصل مباشر، وبعدها عندما أصل لمرحة الاستقرار المادي، سأقوم باتخاذ خطوة رسمية في الوقت المناسب، لكنني متردد لأسباب دينية، ولا أريد فتح أبواب تواصل غير واضحة أو عاطفية، فهل يجوز أن أقوم بهذه الخطوة أم لا؟

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام، وحرصك على السؤال، ونسأل الله أن يُقدّر لك الخير، وأن يصلح الأحوال.

إذا كنت -ولله الحمد- قد تعرّفت على فتاة، ولاحظت ما عندها من أدب ووقار، ولم يحصل بينكما تواصل مباشر؛ فهذا مؤشر كافٍ في المرحلة الأولى، وعندما تتهيأ لهذه المرحلة، فالأفضل أن ترسل أخواتك، أو والدتك، أو غيرهنَّ لتزيدوا مساحة التعارف بين العوائل، أو تتعرّف أنت على إخوانها ومحارمها؛ لأن هذا بابٌ من الأبواب المهمة؛ فالزواج ليس مجرد علاقة بين شاب وفتاة، لكنه علاقة بين أسرتين، وبين بيتين، وربما بين قبيلتين، وسيكون هاهنا أعمام وعمّات، وفي الطرف الثاني أخوال وخالات.

وعليه، فنحن لا نؤيد التمادي في المتابعة، والدخول على المنشورات، ومتابعة الاهتمامات قبل أن تكون هناك خطوة واضحة؛ لأننا نخشى أن يحصل ارتباط عاطفي، ولا تكتمل المراسيم، ونخشى أن يكون نتيجة هذا التواصل والاهتمام أن تمدد المشاعر العاطفية، ثم يُحال بينك وبينها، وبين إكمال هذا المشروع.

ولذلك في مثل هذه الأحوال من المهم تأمين هذه العلاقة بجعل الأخوات والوالدة يتواصلن مع أسرتها، أو أن تتواصل أنت مع إخوانها ومحارمها؛ لأن هذا يُعطي مساحة الاختيار، بل لا مانع في مثل هذه الأحوال بعد التعارف أن تقول الوالدة: "ابنتكم هذه مؤدبة، ونريدها لابننا فلان"، ومجرد هذا الكلام له في بيئتنا العربية والإسلامية معنًى كبيرًا.

على كل حال، نحن لا نؤيد التوسُّع في التعارف، والتواصل، والمتابعة قبل أن تتأكد من إمكانية إكمال المراسيم؛ لأننا نخشى أن يحدث تعلّق، ثم تتفاجأ بأن الفتاة مرتبطةً، أو تتفاجأ بأن أسرتك لا تريد هذا الاتجاه، وقد هيّؤوا لك أخرى؛ ولهذا فإن إدخال الأسرة من البداية من الأمور المهمة، طالما أنك لاحظت الأشياء الأساسية، وبعد دخول الأسر ستتجلّى بقية الأمور، وستتعرف أخواتك، أو عمّاتك، أو خالاتك عن الفتاة عن قُرب، وسيظهر لهنَّ من أخلاقها ما لا يظهر للرجال، وكذلك إذا حصل تواصل بينك وبين إخوانها، فإنك تستطيع أن تعرف الكثير، والرجال أعرف بالرجال.

ونحب أن نشكرك أيضًا على هذا الحرص على التقيُّد بآداب الشرع، هذا الحرص الذي دفعك للسؤال، وهذه العلاقة النظيفة التي لم يحصل فيها تواصل مباشر في وقت مبكر.

نسأل الله أن يجعل من هذا الحرص على الخير، وحرصك على أن تكون الخطوات من الناحية الشرعية صحيحة، بركةً وخيرًا عليك، وأن يقدّر لك الخير، ثم يرضيك به.

www.islamweb.net