تبت من مشاهدة الأفلام المخلة، فكيف أثبت على ذلك؟

2025-08-17 01:58:31 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ابتُليتُ بمشاهدة الأفلام الإباحية منذ صغري، ولا أعلم كيف بدأت، لكنني انتقلت منذ البداية إلى مشاهدة الأفلام الإباحية المثلية، كنت أعزم على الترك وأتوب، ثم أعود بعد ذلك.

وبفضل الله، تركت هذه العادة ولم أعد أشاهدها، لقد تُبتُ إلى الله، ولكنني أتساءل: هل تُعدّ مشاهدتي لتلك الأفلام، خاصة المثلية منها، سببًا في لعنة الله عليّ وخروجي من رحمته؟ علمًا أنني في تلك الفترة كنت مفتونًا بها، وبفضل الله لم أقع في الزنا.

فهل تُقبل توبتي، ولا يبقى عليّ شيء؟

مهما كانت الإجابة، فسأناضل لأبتعد عن تلك الرذيلة، ولكن رأسي يكاد ينفجر من كثرة التفكير في ما يجب عليّ فعله، ومهما كانت الإجابة، فبماذا تنصحونني لأبقى متجنبًا لتلك المعصية؟

جزاكم الله كل خير، وأرجو أن لا أكون أثقلت عليكم.
أسأل الله أن يكون ذلك في ميزان حسناتكم.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الاعتراف بالذنب ركيزة أولى في طريق التائبين، وقد لمست في رسالتك هذه الركيزة العظيمة من ندم، وخوف من حصول لعنة، أو إخراج من رحمة، ولذلك سيكون جوابي على رسالتك كالآتي:

أولاً: لا شك ولا ريب أن مشاهدة الأفلام الإباحية حكمها حرام، وأن لها سلبيات كثيرة، وأضراراً جسيمة سواء كانت على النفس، أو الأسرة، أو المجتمع، ومن سلبياتها كثرة استعمال العادة السرية، والتي قد تؤثر سلبًا على ذاكرة الإنسان وصحته.

ثانيًا: ما ذكرته عن تعودك على هذه العادة السيئة، وهي مشاهدة الأفلام الإباحية، يدل على خطورة ترك الأطفال مع هذه الأجهزة الخطيرة ذات الحدين، والتي إما إن تكون داعية إلى الخير، وإما داعية إلى الشر، فعلى أولياء أمور الأولاد من البنين والبنات عدم ترك أولادهم ينفردون مع هذه الأجهزة دون رقابة أو توجيه.

ثالثًا: أخي الشاب التائب أهم شيء في رسالتي إليك أنك قد تبت إلى الله تعالى، وهذا في حد ذاته مكسب عظيم، فالإنسان عرضة للخطأ، وكون الإنسان يعرف خطأه ويتوب إلى الله، فهذا إنجاز كبير، فعليك بالثبات على هذه التوبة النصوح، فإن الله تعالى قال عن المسرفين في الذنوب والمعاصي: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم) [الزمر:52]، وقال تعالى: (وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون) [الشورى:25] بل إن الله تعالى من سعة رحمته وعفوه وكرمه يفرح بتوبة أحدنا إذا تاب إليه، كما في حديث أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لله أفرح بتوبة عبده حين يتوب إليه...).

فكم نحن سعداء أن لنا خالقًا كريمًا يبسط يده في الليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، وكما أن ذنوبنا لا تتوقف صباح مساء، ليل نهار، فإن الله يفتح أبواب التوبة في كل وقت وحين، وما على الإنسان الا أن يجدد التوبة ويستغفر ربه، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له) ابن ماجه وحسنه الألباني.

رابعًا: لا داعِ للقلق بشأن أنك قد لُعنت، أو أنك ستخرج من الرحمة، فأحسن ظنك بربك الكريم.

خامسًا: أحسنت أيها التائب الكريم في أنك ستناضل على الابتعاد عن تلك المشاهد القبيحة، وأما ما تجده من تفكير وهم إنما هو تأنيب الضمير، أو النفس المؤمنة التي تحاسب صاحبها على تقصيره بالطاعة، أو تماديه في المعصية، فأرى أن تعقد الأمل في الله عز وجل، وأن تجتهد في الطاعات، وحفظ القرآن حتى تعوض ما فات في سالف الأزمان.

وأوصيك أيضا بالزواج؛ فإنه الحل الأمثل لكي يكون الإنسان صالحًا، ويحفظ الإنسان نفسه وبصره وسمعه عن الحرام، مع الاهتمام بالصحبة الصالحة، والابتعاد عن صحبة الأشرار.

سادسًا: سألت عن حلول تبعدك عن هذه المشاهدات المحرمة، ولعلني أشير عليك بالآتي:

1- اجعل هذه العبارة نصب عينيك: "يا عبدي أجعلتني أهون الناظرين إليك".

2- أشغل نفسك بما ينفعك في دينك ودنياك، وبالرياضة، وصحبة الأخيار.

3- لا تنم إلا وأنت محتاج إلى النوم.

4- لا تنفرد بالجهاز الذي يوصلك إلى تلك المشاهد المخزية، ولا تغلق بابًا مفتوحًا، واجعل التلفاز في مكان عام في البيت كالصالة.

5- تفكر في عواقب وأضرار هذه المناظر القبيحة وما تؤثره عليك في حياتك.

6- تزوج، فإن الزواج من أعظم ما يعين على العفاف والاستعفاف.

وفي الأخير: أسأل الله تعالى لك أخي الثبات على دينه، والاستمرار على التوبة النصوح، وأن يرزقك الزوجة الصالحة التي تغنيك عن الشر، وتعينك على الخير، اللهم آمين.

www.islamweb.net