ابنتي مريضة نفسياً وتتصور وجود أشخاص يلاحقونها
2025-07-30 04:25:14 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا أم، وابنتي تعاني منذ أن كان عمرها 14 عامًا من أمراض نفسية، وهي الآن تبلغ 21 عامًا.
في البداية، كنت أظن أن ما تمر به مجرد مرحلة مراهقة، إلى أن أُصيبت بنوبة هلوسة في عام 2022، وأُدخلت على إثرها إلى المستشفى، وهناك بدأت رحلتها مع الأدوية؛ حيث وصف لها الطبيب عقار أربيبازول، وقد تحسنت حالتها قليلاً، لكنها كانت دائمًا تشعر بالاكتئاب وانعدام الشغف، فوصف لها الطبيب عقار سيرتالين، واستمرت عليه لمدة سنة ونصف، وخلال هذه الفترة قام الطبيب بتخفيض جرعات أربيبازول تدريجيًا.
مؤخرًا، توقفت عن تناول أربيبازول، وطلبت تغيير سيرتالين إلى دولكستين، لكنها لم تتحمل الأعراض الجانبية، فتوقفت عن جميع الأدوية لمدة أسبوع بإشراف طبي -للأسف- والآن هي تعاني من نوبة هلوسة ثانية أكثر حدة، وتم إدخالها مرة أخرى إلى المستشفى، لا أعلم كيف سيتم التعامل معها، فهي لا تنام إطلاقًا منذ أكثر من أسبوعين، وألاحظ أنها تعاني من نوبات هلع، وتتصور وجود أشخاص يلاحقونها.
أنا مرهقة نفسيًا وأخاف عليها كثيرًا، أرجو منكم إرشادي، جزاكم الله خيرًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سعاد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بكِ في إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لهذه الابنة الشفاء والعافية.
الآن هي داخل مستشفى الطب النفسي، وإن كنتِم في بريطانيا فطبعًا الخدمات متقدمة جدًّا، فقط ربما يكون من الضروري أن يتوفّر لها مُترجمة، إذا كانت لا تجيد اللغة الإنجليزية.
أيتها الفاضلة الكريمة، وجود الهلاوس يدل على أنها تعاني من حالة ذهانية، ومن الواضح أنها محتاجة إلى مضادات الذهان، خاصةً أنها لا تنام، هنالك أدوية ممتازة معروفة ومفيدة جدًّا في هذه الحالات الحادة، ومن أفضل هذه الأدوية الدواء المعروف باسم (أولانزابين Olanzapine)، وهو معروف تمامًا لدى الأطباء النفسيين، وهنالك دواء آخر يسمى (كويتيابين Quetiapine)، أيضًا نعطيه في مثل هذه الحالات.
لا تنزعجي -إن شاء الله- هذه المرحلة سوف تمر على أفضل ما يكون، فقط تُعطى العلاج الصحيح، وأنا متأكد أن الخطة العلاجية قد وُضعت لها، هنالك خطة على المدى القصير، وهنالك خطة على المدى البعيد.
الخطة على المدى القصير هي: هذا الوضع الذي هي فيه الآن، لا بد أن تُعطى أدوية فاعلة وممتازة قويّة، تخرجها من هذه الهلاوس والظنانيات، وكل ما يتعلق بالمرض، وبعد ذلك بعد أن تتحسن، تنتقل إلى الخطة العلاجية بعيدة المدى، أي الخطة الوقائية، وهذه تتطلب نوعًا من الأدوية بجرعات معينة.
والحمد لله الآن توجد إبر أيضًا تُعطى على المدى الطويل، مثلًا عقار (بالیبیريدون، Paliperidone)، أو عقار (أريبيبرازول Aripiprazole) نفسه، الآن موجود في شكل إبر، تُعطى بجرعة 400 ملغ كل شهر، وهذه تجعل المريض يكون على أفضل ما يكون، وهنالك تطورات كبيرة جدًّا في هذا السياق فيما يتعلق بالصحة النفسية.
أهم شيء أن تُعالَج الآن بالصورة الصحيحة، وبما أنها في المستشفى، أعتقد أن هذا هو المتبع معها الآن، وأهم مرحلة سوف تكون هي المرحلة القادمة: مرحلة الوقاية، وما دامت هذه هي الانتكاسة الثانية، فهذه البنية -حفظها الله- تحتاج إلى أن تتناول الدواء لفترة طويلة نسبيًّا، فلا تنزعجي من كلامي، هي صغيرة في السن، ولا بد أن نحميها من خلال العلاج السليم والمنتظم والممتد.
بارك الله فيكِ، وجزاكِ الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.