اضطربت الدورة الشهرية بعد العملية القيصرية، فما السبب؟

2025-08-03 23:19:53 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا متزوجة منذ سنة، وحدث لدي حمل، ورزقت بطفل بتاريخ 16 رمضان، وكانت دورتي الشهرية منتظمةً كل 28 يومًا، ومدتها 7 أيام، ولكن بعد ولادتي بعملية قيصرية، لم ينزل مني دم النفاس سوى 3 أيام، ثم انقطع، ثم عاد بعد أسبوع، ثم انقطع، وبقي هكذا حتى 60 يومًا، وبعدها طهرت، وفي اليوم الرابع والعشرين من الولادة تناولت حبوب منع الحمل للمرضع (سيرازيت) وأخبرتني الممرضة أنها تعمل توشيحات وتنقيط، وحدث معي ذلك.

الآن لم أعد أعرف، هل تلك التوشيحات حيض أم استحاضة؛ حيث يصيبني ألم مثل ألم الدورة قبل موعدها الذي اعتدته، وينزل دم أحمر أو بني فقط، مع بقع لا تتجاوز فترة الفجر إلى الظهر، وأحيانًا أرى فقط بقعًا في الفجر، فأعتبرها حيضًا، ثم ينقطع، ولا أراه، ولا أدري أصلي أم لا؟ وبعد أسبوع من الانقطاع تقريبًا ينتابني ألم مثل الدورة، وتحدث بقع بلون أحمر، أو بني، أو أصفر، لا تتجاوز يومًا، ولا أدري هل طهرت أم لا؟ لأنني أمسح بالقطنة ولا يخرج معها لون، حتى بالأسبوع الذي يسبق ذلك، وأخبرتني الطبيبة أن مانع الحمل قد يسبب لدى البعض نزول الدورة الشهرية مرتين في الشهر.

هذه هي الأعراض فقط، عدا ذلك فأنا -بحمد الله- أرضع طفلي رضاعةً طبيعيةً، وعمر رضيعي 4 أشهر ونصف.

وجزاكم الله خيرًا.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سوزان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حبوب سيرازيت cerazette حبوب منع حمل، تحتوي على هرمون بروجيستيرون، بخلاف الحبوب التي تحتوي على هرمونين، وهي حبوب تناسب الرضاعة الطبيعية، ولا تؤثر على الحليب، ولكن تؤدي في بعض الأحيان إلى تنقيط (spotting) في أوقات الدورة، وفي غير أوقاتها، وهذا التنقيط يكون في الغالب خفيفًا، ومتقطعًا، وليس له صفة دم الحيض، من حيث اللون، والكثافة، والرائحة، وإنما -كما ذكرت- توشيحات، أو مسحات بالمنديل، سرعان ما تنقطع، ولا تستمر إلا لمدة ثلاثة أيام متواصلة، ولا يعتبر ذلك دورةً شهريةً.

وسوف يجيبك المستشار الشرعي عن مسألة الصلاة، ولكن إذا رغبت في قطع الشك باليقين؛ فهناك وسائل أخرى لمنع الحمل، مثل: تركيب اللولب الهرموني، أو أن يستعمل الزوج الواقي الذكري، لحين انتظام الدورة الشهرية، ثم يقتصر استعمال الواقي على فترة التبويض في منتصف الدورة الشهرية.

أسأل الله لك الصحة والعافية والسلامة.
______________________________________________
انتهت إجابة الدكتور/ منصورة فواز -طب أمراض النساء والولادة، وطب الأسرة-
وتليها إجابة الشيخ الدكتور/ أحمد الفودعي -مستشار الشؤون الأسرية والتربوية-.
______________________________________________

مرحبًا بكِ -ابنتنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب، نشكر لكِ تواصلك بالموقع، وقد أحسنتِ حين سألتِ عن الأحكام المتعلقة بأحكام حيضك، وهذا علامة –إن شاء الله تعالى– على أن الله تعالى يريد بكِ الخير؛ فإن الله تعالى إذا أراد بإنسان خيرًا فقَّهه في دينه، وهذا من الفقه الواجب على المرأة أن تتعلَّمه، ونحب أن نقول لكِ -ابنتنا الكريمة-:

إن الحيض له أحكام مقررة معروفة، ومن هذه المسائل المشهورة مسألة أقل زمن يُشترط لنحسب الدم النازل حيضًا، وهذه مسألة وقع فيها الخلاف بين العلماء؛ فمنهم من يرى أن أي دُفعةً تنزل من الدم فهي حيض، فلا يُشترط زمنًا معينًا، ومنهم من يرى أن أقل زمن للحيض هو يوم وليلة، أي 24 ساعةً، ولو كانت هذه الساعات مُجمَّعةً مُلَفَّقةً، أي تَخَلَّل بينها انقطاع للدم انقطاعًا كُليًّا، بشرط ألَّا يدوم هذا الانقطاع 13 يومًا، وهذا الذي يحصل معكِ أنتِ، فإن الدم ينزل بقعًا، ثم ينقطع لمدة أسبوع، أي لا يصل إلى 13 يومًا زمن الانقطاع، ثم يرجع بعد هذا الأسبوع.

فإذا أمكن أن تجمعي الدم الأول والدم الثاني، ويكون المجموع 24 ساعةً، فهذه حيضة، أي الوقت الذي ينزل فيه الدم يكون زمن حيض، وزمن الانقطاع زمنُ طُهر، وهذا مذهب الحنابلة، وهو مذهب سهل يسير كما ترين، أما إذا كان المجموع لا يصل إلى 24 ساعةً، فإن هذا الدم ليس بحيض، وإذا عملتِ بهذا الرأي الفقهي، فإن هذا أمر واسع، يجوز لكِ أن تعملي به، وهو فيما نرى أسهل عليكِ -بإذن الله تعالى-.

أمَّا ما ذكرتِ بالنسبة للنِّفاس: فإن الزمن الذي ذكرتِه كله صالح لأن يكون نفاسًا، فالنِّفاس بعض العلماء يرى أن أكثره 40 يومًا، وبعضهم يرى 60 يومًا، فلو احتطتِ وأعَدتِ ما كان منكِ من صيام أثناء نزول الدم بعد الأيام الثلاثة التي ذكرتِها، إذا كنتِ قد صمتِ في ذلك الوقت، فإن هذا الصوم غير صحيح، لأنه وقع في زمن النِّفَاس، فعليكِ قضاؤه.

أمَّا إذا لم تكوني قد صمتِ في تلك الأيام، فليس عليكِ شيء، وبهذا نرجو –إن شاء الله– أن يكون الأمر قد اتضح لكِ، وعرفتِ ما لَزمكِ من أحكام، وإذا طرأ عليكِ إشكال، فنحن ننتظر منكِ ،سؤالًا نُبيِّن لكِ فيه ما تحتاجين من البيان -إن شاء الله-.

وفقكِ الله لكل خير.

www.islamweb.net