تقدم لي خاطبان ولكل واحد منهما مميزات، فأيهما أختار؟

2025-08-05 23:31:57 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد تقدم لخطبتي رجلان من خيرة شباب المسلمين: أحدهما ابن خالي ويصغرني بعامين، والآخر شخص من خارج العائلة، ويكبرني بأربع سنوات.

ابن خالي يريدني منذ ثلاث سنوات، وقد اجتهد وكون نفسه حتى وصل إلى مرحلة يستطيع فيها خطبتي، وهو شاب متدين بدرجة متوسطة، يؤدي الواجبات والنوافل، ملتزم بالصلاة في المسجد، وحسن السمعة، خلوق جدًّا، ويتمتع بأفضل الصفات الأخلاقية، ويريدني بشدة، علمًا أن والدته لا تحادثنا ولا تزورنا منذ سنوات بسبب قطيعة ناتجة عن مشاكل قديمة.

أما الآخر، فهو غريب عن العائلة، ويكبرني بأربع سنوات، وهو أيضًا شاب خلوق وعلى مستوى جيد من الدين والأخلاق، وينتمي لعائلة محافظة حسنة السمعة.

الشابان متقاربان من حيث التدين، الأخلاق، والسمعة الحسنة، لكنني في حيرة شديدة، ولا أعلم من أختار، وهناك بعض الأمور التي تعيق اتخاذي القرار، منها:

- ابن خالي يصغرني بعامين، ووالدته على علاقة سيئة معنا، ولم تكن تريدني في البداية، لكنه أقنعها بي؛ لأنه يريدني بشدة.

- كذلك، صلة القرابة بيننا تُعد درجة أولى، ولدي أخت وُلدت بمشكلة في الشبكية سبّبت لها ضعفًا شديدًا في النظر، وقد أجريت فحصًا وراثيًا لأتأكد من حملي للجين، وما زلت أنتظر النتائج، مما يجعلني قلقة من زواج الأقارب.

- يلازمني شعور بتأنيب الضمير إن لم أوافق عليه؛ لأنه أمضى ثلاث سنوات من حياته يريدني، واجتهد لأجل الزواج بي، ويقول دائمًا إن حياته ستتوقف إن لم يتزوجني، وهذا التعلّق بي يعيق اتخاذ قراري.

- الشاب الغريب لديه عائلة مترابطة، وهذا يدفعني للتفكير في مستقبل العلاقة مع أهل زوجي، التي أتمنى أن تكون قوية وحنونة لي ولأولادي، كذلك، فهو أكبر مني وأكثر نضجًا، ولا تجمعنا صلة قرابة.

لقد استخرتُ عدة مرات، ولكنني لا أعلم ما القرار المناسب، تعبتُ من التفكير في الشخص الأنسب بينهما.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بكِ -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لكِ الاهتمام وحُسن عرض السؤال، ونسأل الله أن يُقدّر لك الخير ويرضيكِ به، وأن يُصلح لنا ولكم الأحوال.

لا شك أن الأنسب في الشابين، طالما كان هناك تساوٍ وتقارب في الدّين، فإن الأفضل هو الذي تجدين الميل إليه أكثر؛ لأن الحياة الزوجية الناجحة تقوم على الانشراح، والارتياح، والميل المشترك، ويبدو أن هذا متوفر أكثر في ابن الخال، وأرجو أن يكون في الارتباط أيضًا فرصة لإحياء الرابطة، وردّ الأمور إلى صوابها ونصابها.

والخوف من آثار الزواج من الأقارب سيحسمه لكِ الفحص الطبي الذي تقدّمتِ به، والإنسان يستعين بالله -تبارك وتعالى- ويتخذ الأسباب، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُعينك على كل أمر يُرضيه.

أيضًا لا بد أن تأخذي رأي الأسرة، والذي يطمئن إليه أفراد الأسرة أيضًا من المحارم: الوالد، الوالدة، الإخوان، الأعمام، الأخوال، إذا كان هناك مجال لأخذ رأي هؤلاء، فإن الرجال أعرف بالرجال، وهذه أيضًا من النقاط المهمة.

ثم عليكِ أن تستخيري، فإن الإنسان إذا تحيّر يحرص على الاستخارة، والاستخارة هي طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير، ولأهميتها، فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يُعلّمها لأصحابه كما يُعلّمهم السورة من القرآن -عليه صلاة الله وسلامه- ولن تندم من تستخير وتستشير.

ليس هناك داعٍ للتعب في التفكير، فأنتِ صاحبة القرار، إذا بنيتِ على هذه القواعد التي أشرنا إليها، وبعد ذلك اتخذتِ القرار الذي تجدين فيه ميلًا في نفسك، فهذا سيكون فيه الخير بتوفيق الله تبارك وتعالى.

نسأل الله -تبارك وتعالى- أن يُقدّر لكِ الخير، ثم يُرضيكِ به، وأن يكتب لكِ السعادة والتوفيق، ولا أظن أن هناك مخاوف من فارق العمر مع ابن الخال، طالما كان هو الراغب، طالما كان هو المُصر، وطالما هو الذي ينتظر لسنوات عديدة يجمع فيها الأموال، ويُعدّ نفسه لإكمال مراسيم هذا الزواج.

ونتمنى أيضًا من شبابنا أن يتجاوزوا المشاكل الموجودة بين الآباء والأمهات، وأن يكونوا سببًا في إعادة الصلة بين الأرحام، ونسأل الله أن يُقدّر لكِ الخير ثم يُرضيكِ به.

وعليه: فنحن نميل إلى القريب، ابن الخال، الذي ظهر لنا أن هناك ميلًا إليه، ونرجو أن يكون في الارتباط به جمعٌ لشتات العائلة.

بارك الله لكم، وقدّر لكم الخير، ثم أرضاكم به.

www.islamweb.net