لا أثق بالتزام خاطبي ولا أشعر معه بالأمان، فهل أفسخ الخطبة؟
2025-08-31 23:21:34 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
خاطبي في البداية طلب مني أن تكون العلاقة بلا مسمى، لكني أصررت على أن يكون التعارف رسميًا، ثم توالت الطلبات الغريبة! كأن أُرسل له صورًا لي، علمًا أنني منتقبة، أخبرته بجواز الرؤية الشرعية، فقال إنه لا داعي لها، ثم طلب أن أتزين له في الخطبة، ثم طلب اللقاء خارج المنزل مرات عديدة، وأتى منزلنا كذا مرة، ثم بدأ يتكلم عن الحب والتعلق، ثم كثرت محادثاته بلا داعٍ؛ بحجة التعرف والاطمئنان علي، صددته أكثر من مرة، لكنه يعود بعد فترة من الالتزام، وفي الكثير من الأحيان يتعرض لأهلي بكلام لا يليق!
سؤالي: هل هذه أسباب لفسخ الخطبة؟ أنا لا أدعي الفضيلة ولا الكمال، لكن أعي تمامًا أن الخطبة ليست زواجًا رسميًا، وليس من المفترض أن نتطرق إلى مواضيع قد تجرنا للوقوع في الحرام، ناقشت الموضوع مع أسرتي، وقالوا لي: أنني أبالغ في ردة فعلي، ولا يمكن إنهاء الخطبة لأسباب لا معنى لها، وبرروا له تصرفاته بقلة علمه وفرحته الشديدة، علمًا أنني من عائلة ملتزمة بعض الشيء.
أنا الآن في حيرة من أمري، أشعر بأنه ليس الرجل الذي سيصونني، والذي سأشعر معه بالأمان، وأيضًا في الخطبة الرسمية أتى محملًا بالهدايا مع دبلة الخطبة، هل إذا فسختها وجب عليّ إعادة ما أحضره؟ علمًا أنني رفضت، لكنه أصر وأحضرها بحجة العادات والتقاليد.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مرام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بكِ -ابنتَنا الفاضلةَ- في الموقعِ، ونشكرُ لكِ الاهتمامَ وحسن العرضِ للسؤالِ، ونسألُ اللهَ أن يُقدِّرَ لكِ الخيرَ، وأن يُصلحَ الأحوالَ، وأن يُلهمَكِ السدادَ والرَّشاد، هوَ وليُّ ذلكَ والقادرُ عليه.
شكرًا لكِ على هذا الحِرصِ، وعلى التقيُّدِ بالأحكامِ والآدابِ الشرعيةِ في مرحلةِ الخِطبةِ، والخطبةُ فعلًا ما هيَ إلّا وعدٌ بالزواجِ، لا تُبيحُ للخاطبِ الخلوةَ بمخطوبتِهِ، ولا الخروجَ بها، ولا التوسُّعَ معها في الكلامِ، وهيَ فرصةٌ للتعارفِ، ولكن ما يطلبُه منكِ -على خطئه- أمر متعارف عليه؛ لأنَّنا في مجتمعاتٍ لم تَعرفْ الآدابَ الشرعية، ولم تتمسَّكْ بها.
والحل في مثلِ هذه الأحوال أن تُطالِبيه بأن يُحوِّلَ الخِطبةَ إلى عقدِ نكاحٍ، وتستعجلوا إكمالَ المراسيمِ، حتى بعدَها تستطيعوا أن تعيشوا الحياةَ التي من أجلِها تُقامُ المناسباتُ، ومن أجلِها تُنتَجُ الذُّرّية، والنبيُّ -صلى الله عليه وسلم- مفاخرٌ ومُكاثِرٌ بننا الأمم -عليهِ صلاةُ اللهِ وسلامُه-.
ولذلك نحن مع رأي أهلِكِ في أن الحلّ ليس في فسَخ الخِطبة للأسبابِ المذكورةِ، ولكن الحلَّ هو أن تستعجلوا في إكمالِ مراسيمِ هذا الزواج، حتى تستطيعوا بعدَ ذلك أن تعيشوا الحياةَ الطبيعيةَ كزوجَين، وعندها ستتحقق الكثير من المعاني، وما يحصلُ منه فعلًا قد يدلُّ على لهفةٍ ورغبةٍ، وما بذلَه من مالٍ أيضًا يدلُّ على صدقِه، والأمورُ ينبغي أن تُؤخَذَ ويُنظرَ إليها في هذا الاتجاهِ.
وثقافةُ المسلسلاتِ جعلت كثيرًا من الشبابِ يظنُّ أنَّه بمجرّد أن يخطُبَ الفتاةَ يستطيعُ بعدَ ذلك أن يفعَلَ ما شاء ويخرجَ معها، إلى غيرِ ذلك، ولكن شكرًا لكِ على الالتزامِ بالضوابطِ الشرعيةِ، وكونُكِ من أسرةٍ ملتزمةٍ، ولذلك أرجو أن يكونَ الردّ بلباقةٍ وذوقٍ، ولكن مع الإصرار على عدمِ الوقوعِ في مخالفاتٍ شرعيةٍ.
وكما قلنا إذا أرادَ ما هو أكثرُ من مقابلاتٍ أمامَ أهلكِ، عليهِ بعدَ ذلك أن يُحوِّلَ هذه العلاقةَ من خطبةٍ إلى عقدِ نكاحٍ، ثم بعدَ ذلك يستعجل في إكمالِ المراسيمِ، ونسألُ اللهَ أن يجمعَ بينكم في الخيرِ وعلى الخيرِ.
ليس هناك داعٍ للتوتّرِ، والأسباب المذكورة غيرُ كافيةٍ لفسخِ الخطبة، بل هي تدلُّ على مزيدٍ من الرغبةِ في إكمالِ المراسيمِ، ونسأل اللهَ أن يُعينَنا على تجاوزِ العاداتِ والمخالفاتِ الشرعيةِ، ونسأل اللهَ أن يجمعَ بينكم في الخيرِ وعلى الخيرِ.
وبالله التوفيق.