كيف أحبب أخي في الصلاة دون حرمانه من وسائل ترفيهه؟
2025-09-02 04:24:55 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا طالبة في المرحلة الثانوية، وأخي في الصف الثامن، وأنا أشعر بالمسؤولية تجاهه لأنه أخي الصغير، ويجب أن أنصحه.
أخي لا يصلي، وإذا سألته يحلف بالله كاذبًا، مع العلم أن أبي يصلي في المسجد، وأمي تصلي أولاً بأول، وأنا أيضًا -والحمد لله-، فهل هناك طريقةً تجعله يصلي؟ وكما أنني أمنع عنه البلاسيتيشن والتلفون، وكلما أخذتهما منه ضربني، فأريد طريقةً تحببه في الصلاة، من دون أخذ البلايستيشن أو التلفون.
كما أرجو -يا شيخ- أن تنصحه، وتذكر له عواقب من لا يصلي؛ لأنني أريد أن أجعل أخي يشاهد الجواب.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلاً بكِ -أختي الكريمة-، وأسأل الله أن يبارك فيكِ، وفي حرصكِ على أخيكِ، وأن يجعلكِ سببًا في هدايته واستقامته.
إن شعوركِ بالمسؤولية تجاه أخيكِ الصغير هو أمر عظيم، وهو من علامات الإيمان، وحب الخير للآخرين، وسأحاول أن أقدم لكِ بعض الإرشادات؛ لعلك تنتفعين بها.
أولًا: الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي أول ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر" [رواه الترمذي]، وقال الله تعالى: "فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ" (سورة الماعون: 4-5)، وهذا تحذير شديد لمن يتهاون في أداء الصلاة.
ثانيًا: ترك الصلاة له عواقب وخيمة في الدنيا والآخرة:
- ففي الدنيا: يُحرم الإنسان من البركة والطمأنينة.
- وفي الآخرة: يُعرض نفسه لعذاب الله، قال الله تعالى: "مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ" (سورة المدثر: 42-43)، لذلك، من واجبنا أن نُذكّر من حولنا بأهمية الصلاة بأسلوب حكيم ولطيف، وقديمًا قالوا: من شبّ على شيء شاب عليه"، وهذا المثل يذكّرنا بأهمية غرس العادات الحسنة منذ الصغر؛ لأن ما يتعلمه الإنسان في صغره يبقى معه طوال حياته.
وإليك بعض الخطوات المهمة:
1. كوني قدوةً حسنةً، واجعلي أخاكِ يرى فيكِ حب الصلاة، والالتزام بها، صلي أمامه، وعبّري عن سعادتكِ وراحتكِ بعد الصلاة، وأظهري له كيف أن الصلاة تُشعركِ بالطمأنينة.
2. استخدمي أسلوب الحوار الهادئ، بدلاً من التوبيخ، أو العقاب، واجلسي معه، وتحدثي بلطف عن أهمية الصلاة، واسأليه عن سبب عدم رغبته في الصلاة، واستمعي له دون مقاطعة.
3. اربطِي الصلاة بالمكافآت، بدلاً من أخذ البلايستيشن، أو الهاتف؛ بأن تقدّمي له مكافآت صغيرة عندما يصلي، وعلى سبيل المثال، إذا صلى الفجر فقدّمي له شيئًا يحبه، مثل: وقت إضافي للعب، أو وجبة مفضلة.
4. اتفقي مع الوالد أن يصطحبه إلى المسجد، وامنحيه شعورًا بالانتماء إلى الجماعة، وإذا كان صغيرًا فيمكنكِ أن تشتري له سجادة صلاة خاصة به، أو ملابس جميلة للصلاة.
5. احكي له قصصًا عن الصحابة والتابعين الذين كانوا يحرصون على الصلاة، على سبيل المثال: قصة عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- الذي كان يتبع النبي -صلى الله عليه وسلم- في كل شيء، حتى في طريقة صلاته.
6. لا تنسي الدعاء لأخيكِ بالهداية، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "دعوة المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة" [رواه مسلم].
7. حاولي أن تتفهمي المرحلة العمرية؛ فأخوك في مرحلة المراهقة، وهي فترة حساسة تتسم بالرغبة في الاستقلالية، لذلك قد يرفض الصلاة كنوع من التمرد، فحاولي أن تفهمي مشاعره، وتعاملي معه بصبر.
8. امدحيه عندما يقوم بأي عمل إيجابي، حتى لو كان صغيرًا؛ فهذا سيجعله يشعر بالتقدير، ويزيد من احتمالية استجابته لنصائحكِ.
9. العقاب قد يؤدي إلى نتائج عكسية؛ حيث يمكن أن يزيد من عناده، ولكن بدلاً من ذلك ركزي على التحفيز الإيجابي.
أسأل الله أن يهدي أخاكِ، ويجعله من المصلين، اللهم اجعل الصلاة قرة عين له، واملأ قلبه بحبك، وحب عبادتك، اللهم ارزقه الهداية والثبات، وبارك في أخته التي تسعى لهدايته.
تذكري دائمًا أن الهداية بيد الله، وما عليكِ إلا بذل الجهد والدعاء، قال الله تعالى: (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ)(سورة القصص: 56)، فثقي بالله، واصبري، وستجدين الخير -بإذن الله-.
والله الموفق.