والدة الفتاة أعطتني موعداً للخطبة ولشخص آخر أيضاً!!
2025-10-15 00:51:54 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تعرفت على فتاة، وبعد فترة تواصلت مع والدتها بنيّة التقدّم لخطبتها، وقد حددت لي موعدًا للزيارة، لكنني فوجئت قبل حلول الموعد بأنها أعطت موعدًا لرجل آخر قبلي، وجاء لخطبتها، رغم أنني كنت قد أرسلت لها طلب المقابلة قبل ذلك، وهي من حدّدت لي الموعد.
نحن نرغب في بعضنا، ولكن هذا ما فعلته الأم، وقد أثر في نفسي كثيرًا، وأشعر بالتعب النفسي، أود أن أعرف رأي الدين في رد فعلي، وكيف ينبغي أن أتصرف في هذا الموقف؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
اعلم أخي أن الخطبة في الشرع الحكيم ما هي إلا وعد بالزواج، والخطبة التي تكون على خطبة أخيه المسلم هي في حال رضا المرأة، فهذه الحالة لا تجوز الخطبة لوقوعها في النهي؛ لقوله عليه الصلاة والسلام:( ولا يخطب على خطبة أخيه) رواه مسلم.
أما موضوعك فلا يعتبر خطبة على خطبة الآخر؛ لأن أم البنت فعلت ذلك؛ لأنها تريد المصلحة لابنتها، فكونها أعطت موعدًا لآخر لا ينبغي أن تضيق ذرعًا من ذلك، بل عليك أن يتسع صدرك لهذا الأمر، فهو في نطاق المباح؛ لأن هذا الذي حصل ليس من باب الخطبة على خطبة أخيه المنهي عنه كما ورد في الحديث السابق، وإنما تحرم الخطبة على خطبة الآخر إذا رضيت المرأة بالخاطب الأول، ووافقت عليه؛ ولذلك في حديث فاطمة بنت قيس رضي الله عنها تقول، (فلما حللت من العدة، ذكرت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن معاوية ابن أبي سفيان، وأبا جهم خطباني، فقال أنكحي أسامة بن زيد) رواه مسلم.
ولا شك ولا ريب أنهما لم يخطباها سويًا في وقت واحد، وإنما جاء هذا وأراد الخطبة، ثم جاء الآخر وطلب الخطبة؛ ولذلك نصحها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تنكح أسامة بن زيد، فلا داعي أن تحس بتعب نفسي، فأم البنت لم تفعل إلا ما فيه مصلحة لابنتها، وهو جائز في الشرع، وما دمت قد اتفقت مع البنت على الزواج، وكل منكما يريد الآخر، فالأمر طبيعي وستقبل البنت بخطبتك لها إن شاء الله.
ثم عليك أخي الشاب أن تؤمن بقضاء الله وقدره، وتعقد الأمل في الله تعالى، فالأمور كلها بيد الله، فما يقع شيء في الكون إلا بمشيئة الله تعالى، وما دمتما تريدان بعض على ما شرع الله فاستيعنا بالله، واعملا بالأسباب، واجتهدا في الدعاء، فإن الله سميع الدعاء، عظيم الرجاء، وقد قال تعالى: (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم)، فعلق قلبك بالله الكريم المتعال، وأكثر من الاستغفار؛ يفتح الله لك الأبواب المغلقة.
وفي الأخير: أسال لك التوفيق في الخطبة والزواج، اللهم آمين.