من أحبها صارت لغيري..فهل يحق لي الدعاء أن ترجع لي؟

2025-12-02 23:37:59 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

أعجبت بفتاة، وتعرفت عليها، وأحببنا بعضنا لمدة ثلاث سنوات، وعدتها بالزواج؛ لأنها كانت على خلق، وجمال، وأدب، وكانت لا تختلط بالرجال على مرأى عيني؛ لأنها كانت معي بالجامعة، وللأسف خلال تلك السنوات الثلاث كان الشيطان أشطر منا؛ فقد حصلت بعض التجاوزات بالصور، وقد وعدتها بأن أتزوجها حين يتيسر وضعي المادي؛ لأني كنت طالبًا لا أعمل، ولكن بعد التخرج لم تتيسر أموري، فابتعدنا فترةً، وتقربنا إلى الله بالصلاة، والدعاء على أمل أن تتيسير أمورنا، ولكنها لم تتيسر، فقررنا أن نترك بعضنا.

وبعد أن تركنا بعضنا بشهرين، صدمت بخبر خطبتها -الخطبة لدينا تكون مع عقد القران-، بعدها تعبت، ولم تخرج من بالي إلى هذا اليوم، والذنب يلاحقني، فتبت، وصليت، وقمت الليل، وصرت أدعو الله إن كان لي نصيب بها بأن يجمعني بها في الحلال، وإن لم يكن لي بها نصيب بأن ينسيني إياها، ولكنني لا أستطيع إلا التفكير بها إلى اليوم.

سؤالي: هل يجوز أن أدعو الله أن تكون من نصيبي، وهي على ذمة شخص آخر؟

ليس حسدًا لأخي الذي خطبها، لا والله، بل لنكفر عن الذنب الذي ارتكبناه، ولا أريد لأخي المسلم أن يأخذ فتاةً ماضيها كان معي، فلا أود أن تذكرني في يوم من الأيام أمامه، وتحصل مشاكل تصل إلى الطلاق بسببي، فهل يجوز الاستمرار بالدعاء بهذه النية؟

وبالنسبة لحديث: "لا يخطب أحدكم على خطبة أخيه حتى يترك الخاطب قبله أو يأذن له"، فهل يجوز أن أذهب إلى خاطبها وأخبره، أم لا يجوز، بما أنه تم عقد القران كما هو العرف، أم فقط أدعو الله بأن ييسر لنا الخير؟ وهل يجوز أن أستغفر عني وعنها، أو أقدم الصدقات عنها حتى وإن لم تكن من نصيبي؟ أنا تائه، وإذا كانت هناك نقاط أنا غافل عنها فذكروني.

بارك الله فيكم.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ تائب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم أن يشرح صدرك، ويطهّر قلبك، ويغفر لك ولها ما مضى، ودعنا نجيبك من خلال ما يلي:

أولاً: حكم الدعاء بالزواج منها وهي زوجة لشخص آخر؟
الأصل في الدعاء أنه واسع، لكن هناك أدب شرعي مهم: ألا يتضمن الدعاء اعتداءً على حق مسلم آخر، قال الله تعالى: ﴿ادعوا ربَّكم تضرعًا وخفيةً ۚ إنه لا يحبُّ المعتدين﴾، وقد ورد في الحديث الصحيح: «لا يَخْطِبُ أحَدُكُمْ علَى خِطْبَةِ أخِيهِ حتَّى يَتْرُكَ الخاطِبُ قَبْلَهُ أو يَأْذَنَ لهُ»، وعليه فلا يجوز هذا الدعاء.

أما الدعاء العام بأن يكتب الله لك الخير، ويصرف عنك ما ليس لك، فهذا جائز وطيب، وعليه فلا يستحب الدعاء بأن تكون من نصيبك ما دام عقد قرانها على غيرك.

ثانيًا: هل يجوز أن تذهب إلى الخاطب وتخبره بماضيها معك؟
بالطبع لا يجوز، بل هذا من أعظم أبواب الإفساد بين الناس لأسباب شرعية واضحة:
- الستر واجب قال النبي ﷺ: (مَن سَتَرَ مُسلِمًا سَتَرَهُ اللهُ يَومَ القِيامَةِ).
- ما وقع بينكما قد تبتما منه، والله يقبل التائبين، ولا يجوز كشف الستر بعد أن ستره الله.
- إفساد المرأة على زوجها أو خاطبها حرام شديد، وقد ورد النهي عنه؛ فقد قال ﷺ: «ليس مِنَّا مَن خَبَّبَ امرأةً على زوجِها»، ورغم أنها ليست زوجته بعد، إلا إن العقد الشرعي له حرمته.
- الإخبار قد يجلب ضررًا كبيرًا عليك، وعليها، وعلى أسرتها دون أي فائدة شرعية، وعليه فاحذر أن تذهب إليه، أو تفكر في إفساد العقد، أو كشف الماضي.

ثالثًا: هل استمرار التفكير ذنب؟
سبب هذا التفكير هو الشيطان الذي لا يرضيه أن تكون في حالة رضا نفسي، ولو آمنت بأن الزواج رزق، وأن الله يكتب لكل عبد ما يصلحه، وأن الخير قد يكون لك مع غيرها كما يكون لها مع غيرك؛ لاستراح قلبك.

رابعًا: هل يجوز الاستغفار لك ولها؟
نعم، يجوز الاستغفار العام للمسلمين والمسلمات، ومنه الدعاء بالمغفرة لها: قال الله تعالى عن المؤمنين: ﴿رَبَّنَا اغفِر لَنا ولِإخوَانِنا الَّذينَ سَبَقونا بالإيمان﴾، ولكن اجعل هذا مرةً وانس الأمر؛ حتى لا يذكرك الشيطان بها كل فترة، وما يقال عن الدعاء يقال عن الصدقة، المهم أن تكون على يقين بأن هذا هو الخير لك.

وختامًا:
١. ما مضى ذنب قد ستره الله، وستر الله نعمة لا تُكشف.
٢. زواجها قدرٌ كتبه الله، وليس خطيئةً منك ولا منها.
٣. لعل الله صرفها عنك رحمةً بك، ولو علم الله فيها خيرًا لك لجعلها لك.
٤. ما يفعله الألم الآن هو تطهير قلبك من التعلق.
٥. احذر خطوات الشيطان، أو تعظيمها في عينك، أو إظهارها لك بأنها فرصة لن تتكرر؛ فهذا يفعله الشيطان مع الجميع.

وعليه فيجب عليك ما يلي:
- أوقف الدعاء بأن تكون من نصيبك.
- استمر بالدعاء بأن يصرف الله عنك التعلق، ويكتب لك الخير.
- استمر بالتوبة والذكر والصلاة.
- اقطع الصلة القلبية والفكرية بالتدريج.
- أشغل نفسك بهدف جديد: عمل، عبادة، مهارة، رياضة.

نسأل الله أن يحفظك، وأن يرعاك، والله الموفق.

www.islamweb.net