أرفض كل من يتقدم للزواج مني بسبب إصابتي بمرض الربو

2006-09-06 12:55:55 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا محتارة كيف سأبدأ سؤالي؛ لذلك سأدخل بالموضوع مباشرة وأتمنى ألا أطيل عليكم.

في البداية أريد أن أشكركم على هذا الموقع الأكثر من رائع، ومدى الأمان الذي تمنحونه لنا، وكلي أمل بالمساعدة!

أنا فتاة عمري 21 سنة، والحمد لله كثيراً على ما منحني إياه من جمال وطول قامة، وأنا لا أبالغ وقد تعمدت قول ذلك؛ لأن جمالي جزء من مشكلتي؛ حيث أن الناس يتقدمون لطلب يدي منذ كنت في سن الخامسة عشرة وحتى الآن!

يتقدم الناس إلي بشكل مزعج، خاصة الأقارب وأنا أرفض حالياً فكرة الزواج حتى أنتهي من الدراسة وأتخرج، لكن والدي كان دائماً يريد إقناعي بأن الزواج لن يؤثر على دراستي، وكان دائم الضغط علي في كل مرة، وأنا أرفض بحجة الدراسة، ويكون رفضي سبباً في غضب والدي مني؛ لأن رفضي القاطع أصبح يسبب شكوكاً عند بعض الأقارب من الناس.

وقد كثر الكلام، وصار والدي يشك أني على علاقة مع أحد الشباب، مع أني والحمد لله لم يسبق لي أن تكلمت مع شاب أو كانت هناك علاقة حب! وما ساعد على ذلك أني أدرس في جامعة إسلامية غير مختلطة، لكن كلام الناس هو الذي أغضب والدي، والآن لم يتبق لي غير سنة واحدة وأتخرج، يعني لم يبق لي أي عذر للرفض.

عندما جلست مع نفسي وفكرت في الموضوع، وجدت أن الدراسة ليست هي السبب الحقيقي لرفضي، وإنما كان رفضي لاإرادياً؛ خوفاً من أن يرفضني الناس يوماً عندما يعلموا أني مريضة! نعم، أنا أعاني من ضيق في التنفس أو شبه ربو منذ أن كان عمري سنة ونصف، يعني وعيت على الدنيا وأنا هكذا؛ لذلك لم يؤثر ذلك على حياتي.

أعيش حياتي طبيعية باستخدام بخاخة دواء، أستخدمها يومياً قبل النوم وعندما أستيقظ، وذلك لأني في هذا الوقت لا أستطيع التنفس بسهولة، وهذا هو المهدئ الوحيد ولا يوجد علاج شاف تماماً.

أنا لم أترك طبيباً لم أذهب إليه؛ لذلك عندما جاء الوقت الذي تحسب فيه كل صغيرة وكبيرة عندما أتزوج، أصبحت ردة فعلي ورفضي تلقائية! أنا في البداية لم أكن أرفض لهذا السبب، ولم أعلم بذلك إلا عندما جلست مع نفسي، فأصبحت خائفة من رفض من يتقدم لي عندما يعلم بذلك وخاصة أن والدي يرفض أن يخبرهم بذلك، ويقول لي أن هذا شيء لا يقال!

وأنا لا أعرف كيف سأخبر الشاب الذي سيتقدم ومتى، وأصبحت فعلاً خائفة، فحتى لو وافق فسأواجه صعوبات في حياتي كربة بيت؛ حيث يجب ألا أتعرض لأي غبار أو تعب، أخاف من أن أي شيء يحدث ضدي سيؤثر على نفسيتي، وأصبحت أكره شكلي وأتخيله قناعاً خداعاً، مع أني أعلم أن الجمال ليس جمال الشكل، بل جمال العقل والروح والأخلاق، والحمد لله أعتبر نفسي فتاة متدينة، لكن جمال الفتاة له دور.

في النهاية أعتذر جداً للإطالة، لكن كلي أمل فيكم بتقديم ولو نصيحة صغيرة يمكن أن تساعدني، وأتمنى من الله أن أكون قوية، شكراً جزيلاً لقراءتكم رسالتي مع أني أطلت عليكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلوى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن جمال الشكل نعمةٌ من الله، وإذا وجد معه جمال الدين والأخلاق فقد اكتمل جوانب الجمال، وجمال الأخلاق، والدين يغطي على كل خلل ونقص، وقد أحسن من قال:

وكل عيبٍ فإن الدين يستره *** وما لكسر قناة الدين جبران

ولست أدري كيف تنزعج من منحها الله من كل أنواع الجمال وقادها لدراسة شريعة الكبير المتعال، وأكرمها فازدحم على بابها الخطاب وأصحاب الفضل من الرجال؟!

ولا أظن أن هذا الأمر يخفى على الأقرباء، ولكن العقلاء يعرفون أنه لا توجد امرأة بلا عيوب، كما أنه لا يوجد رجل بلا عيوب، مع أننا نقول ليس في المرض عيب، خاصةً مثل هذه الأمراض التي يتمكن الإنسان من التأقلم معها، وممارسة حياته بصورة طبيعية، ولذلك فنحن ندعوك لعدم رد الخطاب، خاصةً من يتمسكون بالسنة، ويدورون مع الكتاب، ونفضل لك الارتباط بالأقربين لأنهم أرعى من غيرهم لزوجاتهم؛ وذلك لوجود عدد من الروابط، بالإضافة إلى ميثاق الزوجية، مثل صلة الرحم وإخوة الإسلام، وتشابه العادات والصفات.

واعلمي أن الحياة الزوجية تعاون ومشاركة، وإذا كان الغبار يضرك فإن الزوج لن يرضى بما يلحق بك الأذى، ولا مانع من أن يقوم بهذا الدور أو يأتي بمن يقوم به ولو بالأجرة، وقد كان أشرف الرجال وسيد الأبطال رسولنا الكبير المتعال يشارك الزوجات في المهنة والعمل.

ولا يمكن للرجال أن يجدوا امرأة بلا عيوب، وطوبى لمن انغمرت سيئاتها في بحور حسناتها، وليس في المرض لوم، وجمال الشكل يغطي على الخلل، واعلمي أن مثل هذه الأمراض انتشرت في هذا الزمان، وإذا أخذ الله من الإنسان شيئاً عوضه بأشياء (ولابد دون الشهد من إبر النحل) فهوني على نفسك ولا تعطي الموضوع أكبر من حجمه، واشغلي نفسك بتقوى الله وطاعته، وواظبي على ذكره وشكره.

ونسأل الله أن يكتب لك الشفاء، وأن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق والسداد.



www.islamweb.net