كيفية علاج إحساس الفتاة بالخوف والحزن مع قوة شخصيتها في أعين الآخرين

2006-09-09 01:17:14 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لا أعرف ما الذي يرضيني، وما هو الشيء الذي يفرحني!

دائماً حزينة، دائماً أشعر بخوف يخالجني، لكني أمام الناس الفتاة القوية، الفتاة التي تحل مشاكل الناس، دائماً صديقاتي وأقربائي يلتجئون إلي حتى أساعدهم وأحل لهم مشاكلهم، أنا في أعينهم الفتاة القوية، القادرة، الذكية.

ولكني عندما أجلس مع نفسي أحس بأني ضعيفة مهزوزة فاشلة، لا أجد من يفهمني لأن كل الناس يعرف (عفاف) الفتاة القادرة لا تحتاج إلى أحد، لكن بالعكس أرغب إلى من يفهمني.

في هذه الفترة كل شيء لدي اهتز، كنت في العادة دائماً بعد صلاة المغرب وإلى غاية صلاة العشاء أقرأ القرآن وأتلذذ بكلمات ربي، ولكني منذ (15) يوماً لم أقرأ القرآن ما عدا يوم الجمعة؛ لقرآة سورة الكهف.

أحب أن يكون كل الناس بجانبي، حتى علاقتي مع أسرتي أنا الوحيدة التي أهتم بشئونهم ومشاكلهم، ولكن لا أحد يهتم بي ما عدا أمي -حفظها الله- وأختي الكبرى أحبها كثيراً، أبي لا يعيرني اهتماماً، في بعض الأحيان أقول: إنه لا يحبني.

أبي دائماً يحب المال، ويحب أن أعطيه مالي كله الذي آخذه مقابل عملي، أحس أني منبوذة من طرفه، أحس أن كل الناس يحبونني لأني أكون البلسم لهم فقط، يعني: حب مصلحة، ولكني عندما أحب أن أشكو لأحد لا أجدهم.

أنا خائفة أن أمرض نفسياً، وأن أبتعد عن ديني، أنا فتاة محجبة، ساعدوني لا أحب أن أضل أو أضل، لا أريد أن أصبح فتاة شريرة لا تحب إلا نفسها؛ لأن كل الناس يحبون أنفسهم، حتى أبي لا يحبني إلا عندما أعطيه الأموال.

فمن فضلكم أجيبوني.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ ع.ف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فجزاك الله خيراً، ونسأل الله تعالى ألا نضل أو نُضل.

حقيقةً: الذي التمسته من رسالتك أن مشكلتك ليست بالتعقيد الذي ترينه، وإن كنت تحسين بالحزن والخوف، فمادام الناس يعتقدون أنك صاحبة مقدرات فهذا لابد أن نعطيه قيمته الحقيقية، دائماً حين نحكم على الشخصية نحكم عليها بما نشاهده وبما يراه الآخرون وبما نعتقده عن أنفسنا، هذه المحاور الثلاثة التي تقيم بها الشخصية، وأنت لديك المحور الأساسي وهو نظرة الناس حولك، هذه نظرة إيجابية جدّاً.

المحور الثاني: وهو محور ما تعتقدينه أنت عن نفسك فيه سلبية، ولكن هذه السلبية -في نظري- أتت من شعورك بالاكتئاب وعدم الارتياح، فالاكتئاب يؤدي إلى نوع من الهزيمة الداخلية للإنسان، ولكن إن شاء الله سوف يعالَج ويزول.

أنت الحمد لله لديك إيجابيات كثيرة، أنت حريصة على دينك وهذا شيء يسر له الإنسان، وأنه لديك العمل، وأنك وصلت سن النضوج، هذه كلها أمور طيبة.

عليك أن تبدئي في معالجة المشاعر السلبية، خاصة مشاعرك نحو الأسرة ونحو الأب، فالآباء والأمهات يختلفون في منهجهم وفي طريقتهم، ولكننا مكلفون بأن نبرهم، وحتى يمكن أن ننصحهم بصورة غير مباشرة، النصح غير المباشر للآباء والأمهات دائماً يكون مجدياً حين يأتي من جانب الأبناء، وحاجة أبيك للأموال يمكن أن تقنن أو يمكن أن تناقش معه، أن يكون هنالك نوع من المعقولية، وأنت الحمد لله مستبصرة وأنت أدرى مني بأفضل الطرق التي يمكن أن تتعاملي بها مع والدك، الذي يهمني هو أن يعامل كوالد مهما كان صعباً أو كان أنانياً، فإن شاء الله المعاملة الطيبة والنصح والإرشاد المباشر وغير المباشر سوف يجعله بإذن الله تعالى أكثر حناناً ومودة في معاملتك.

أنت في حاجة للأدوية المضادة للاكتئاب، وسوف تحتاجينها إن شاء الله لفترة قصيرة، هنالك أدوية عديدة، هنالك عقار يعرف باسم زيروكسات، يمكن أن تبدئي في تناوله بجرعة نصف حبة – 10 مليجرام – ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة إلى حبة كاملة وتستمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض الجرعة بعد ذلك إلى نصف حبة يومياً لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوماً بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم تتوقفي عنه.

هذا الدواء جيد جدّاً لعلاج المزاج الاكتئابي ولعسر المزاج وللخوف الذي يعتريك من وقت لآخر.

أرجو – أيتها الأخت الفاضلة – أن تكوني أكثر إيجابية في تفكيرك، أنت لديك الكثير ولديك الجميل الذي يمكنك أن تقومي به.

أرجو من الله تعالى أن تجاهدي نفسك في أمر الدين، وقراءتك للقرآن، والمحافظة على صلواتك، وأنت إن شاء الله على المحجة البيضاء، يمكنك أن تستفيدي وتستعيني بمن تثقين فيه من أهل بيتك أو من صديقاتك في أمر الدين، اجعلي جلسة قرآنية مع أحد أفراد الأسرة أو مع إحدى الصديقات، وهكذا، استمعي إلى البرامج الدينية التي تأتي في التلفزيون والمذياع، وكذلك بعض القراءات، هذا إن شاء الله فيه تسلية وتبصرة للنفس.

أنا أراك إن شاء الله بخير، وأسأل الله لك التوفيق والشفاء.

وبالله التوفيق.

www.islamweb.net