تأثيرات التوقف المفاجئ عن تناول دواء الصرع

2006-10-05 11:21:34 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في عمر الحادية عشرة أصبت بـ3 نوبات صرع شديدة متتالية بنفس اليوم، وكان تقرير المستشفى أنه ناتج عن نقص بالسكر (لا يوجد لدي مرض السكر).

ومنذ ذلك اليوم ظهرت أعراض المرض، وهي الخوف، والشعور بثقل في القدم، والساق في أحدى الرجلين، وليست رجلاً محددة، وغالباً قبل النوم كنت أشعر بذلك.

ووصف لي وقتها نوعان من الدواء أحدهما سائل ولا أذكر اسمه، والآخر Tegretol 200mg، استخدمت الأول ثم الثاني، ثم بعدها بسنتين وعندما صار عمري (14 سنة) خفت الأعراض، ونصحني والدي بالامتناع عن أخذه، ومنذ أن توقفت عن أخذه ذهبت جميع الأعراض، وبعدها بأسبوع أو أكثر أُصبت بنوبة صرع شديدة مفاجئة أفقدتني الوعي لأكثر من 3 أيام (أصبت ظهر الخميس واستيقظت بعد أن أغمي علي في منتصف ليل يوم الأحد (ليلة الاثنين).

ومنذ ذلك الحين وإلى الآن وأنا أستخدم الـTegretol، فقد بدأت بأستخدامه بعدد (3 حبات) في اليوم إلى الآن (عمري 20 سنة )، ولكن خفضت إلى نصف حبة في اليوم، وقد قمت بتصوير مقطعي للدماغ (وعمري 16سنة) ولم يظهر أي أثر للمرض.

أما عن الأعراض فقد خفّت (نقصت) كثيراً، وتكاد أن تختفي ولله الحمد، ولكنها تظهر بحالات محددة (والأعراض نفسها الموضحة في بداية الرسالة)، وأظن أنها نفسية، وأشعر بها عندما أفكر بالمرض، أو عندما أكون مرهقاً جداً وخصوصاً عندما أكون وحيدا (أشعر بذلك الآن وأنا أكتب الرسالة)، وشعرت بالأعراض بشدة في أحد اختبارات الثانوية العامة التي سهرت فيها طويلاً.

أما سؤالي فهو هل أستطيع أن أتوقف الآن تماماً عن أخذ دواء الـTegretol، وهل ستتكرر حادثة قطع الدواء عندما كنت في الرابعة عشرة، أم ماذا أفعل؟؟

ساعدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ضباء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالحالة التي وصفتها هي نوع من الصرع، غالباً يكون ناتجا عن عدم توازن كهربائي في منطقة معينة في المخ، تعرف باسم الفص الصدغي، ففي هذا النوع من الصرع بجانب النوبات الصرعية تحدث بعض التغيرات، ومنها الشعور بالخوف والتنمل، وهذه علاقة معروفة جدّاً بين هذا النوع من الصرع.

لا شك أن نصيحة والدك بالتوقف عن الدواء لم تكن صحيحة، نسأل الله أن يغفر لنا وله؛ لأن الانقطاع المفاجئ عن التجرتول لا يعتبر صحيحاً، كما أن هنالك فنيات طبية معينة في حالة علاج الصرع، وهي أنه لا بد أن نقوم بتخطيط المخ من وقت لآخر، وتخطيط المخ يعطينا الإشارات إلى الحاجة للدواء من عدمه.

على العموم نقول أن ما حدث كان خيراً، الآن أنت في وضع صحي جيد، ولكن الشيء العلمي المطلوب هو يجب ألا يتوقف الإنسان عن علاج الصرع إلا إذا ظل بدون أي أعراض لمدة لا تقل عن ثلاثة سنوات، هذا هو الموقف العلمي المطلوب.

بعد مضي الثلاث سنوات بدون أي أعراض للمرض، يمكن أن يتوقف الإنسان عن الدواء تدريجياً، ويفضل أن تكون فترة التوقف هي ثلاثة إلى ستة أشهر، أي أن يتدرج الإنسان في تنقيص جرعة الدواء، إنقاصها تدرجاً في مدة ثلاثة إلى ستة أشهر.

الجرعة التي تتناولها الآن من التجرتول وهي نصف حبة في اليوم لا تعتبر جرعة مفيدة؛ لأن التجرتول لا يظل في الدم أكثر من 10 إلى 12 ساعة، وهذه جرعة صغيرة جدّاً.

وحقيقة حتى أكون أميناً وصادقاً معك، الشيء الصحيح هو أن تذهب وتقابل طبيب الأعصاب حتى يقوم بإجراء تخطيط للمخ، الصورة المقطعية التي قمت بعملها هي شيء جيد وهي مشجعة تماماً، ولكن تخطيط المخ يعتبر هو الأدق والأفضل، ومن هنا يمكن أن يحدد الطبيب هل تتوقف عن الدواء أم لا.

أنا دائماً من أنصار أن نصل إلى السقف الأعلى في التغطية الدوائية بالنسبة لمرض الصرع، خاصة حين يكون الإنسان في مراحل التكوين الدراسي وتكوين المهارات، وأنت الآن في هذه المرحلة.

أنا لا أنصحك أن تتوقف تماماً الآن عن الدواء وذلك للأسباب التي ذكرتها لك سلفاً، اذهب إلى الطبيب وقم بتخطيط الدماغ، وعلى ضوء التخطيط يمكن أن يقرر إذا كان الأمر سليماً وأنت مضت عليك ثلاث سنوات بدون أعراض؛ هنا يمكن أن تتوقف عن الدواء، ولكن ذلك بالطبع يجب أن يكون تحت الإشراف الطبي.

أسأل الله ألا تتكرر حادثة انقطاع الدواء التي حدثت لك سابقاً، وأعتقد أنها ليست ناتجة فقط من انقطاع الدواء، ولكنها ناتجة من ظهور النشاط الصرعي الذي لم ينقض أصلاً.

إذن هنالك سببين، نعم سحب التجرتول بصورة مفاجئة يؤدي إلى نوبات صرع انفعالية، ولكن أيضاً في بعض الناس يكون المرض لا زال نشطاً، وفي بعضهم قد يكون الانسحاب زائد النشاط المرضي في نفس الوقت، إذن التدرج مطلوب في التوقف.

الشيء الذي أؤكده لك أن 85% من مرضى الصرع حين يتعالجون بالصورة الصحيحة –حسب ما ذكرت لك سابقا– لن تحدث لهم نوبات في المستقبل بإذن الله، فقط 15% هم الذين قد تحدث لهم نوبات حتى لو أكملوا فترة العلاج الصحيحة، وهذه تعتبر نسبة ضئيلة وضعيفة جدّاً.

وختاماً أسأل الله لك الشفاء، وأتمنى أني أكون قد أفدتك في إجابتي.

وبالله التوفيق.

www.islamweb.net