أثر الحالة النفسية السيئة على الحمل

2007-02-14 08:59:41 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم
أنا شاب متزوج مند سنتين، وعمري (26) عاماً، وعندما تزوجت لم تكن لدي رغبة للإنجاب، وكنت حين أباشر زوجتي أستعمل الواقي الذكري لكي لا يقع حمل، لكني تفاجئت عندما أخبرتني زوجتي أنها حامل، فلم أهتم بأمرها ولم أمارس معها الجماع مدة طويلة.
وفي أحد الأيام إذا بزوجتي تسقط أرضاً، فاتصلت بأخي الطبيب فقال: يستلزم نقلها إلى المستشفى، وبعدها أخبرني أن كل ما وقع لها كان بسببي، وذلك لعدم الاهتمام بها، وبعد مرور أيام من خروجها من المستشفى جامعتها ونزل منها دم، وبعد الاتصال بأخي وإجراء بعض الفحوصات أخبرني أخي أنه لا يمكنني جماعها إلى حين ولادتها.
والمهم في الأمر أن أي انفعال أو إرهاق يصدر من طرفها يؤدي إلى نزول دم منها، وقد عرضتها على عدة أخصائيين وأجريت لها عدة فحوصات، وأكدوا لنا أنه لا توجد أي مشكلة، مع العلم أن حملها ضعيف وأنا قلق بشأنها.
فهل يمكن أن أكون أنا السبب فيما يحدث، أي أكون قد سببت لها مشكلة نفسية؟
أفيدوني وشكراً.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Hakim حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فقبل كل شيء أود تذكيرك بأن الأولاد هبة من الله عز وجل، والهبة من الرب مالك السموات والأرض لا تقابل إلا بالشكر والحمد، ثم إنه من حق زوجتك أن يكون لها أولاد وأن تحس بأنها ذات قيمة، وربما كان العزل من جانبك من الأساس ضد رغبتها الحقيقية، ولذلك كان عدم فرحتك بحملها أولى الضربات التي أثرت في نفسيتها، وكم من رجال اعترضوا على حمل زوجاتهم بل وأجبروهن على الإجهاض ثم بعد ذلك حُرموا من هذه النعمة.
وبالنسبة لوضع زوجتك الآن فهرمونات الحمل تجعل كثيراً من النساء أكثر حساسية في فترة الحمل منها في غيرها، هذا بالإضافة إلى طبيعتها هي أصلاً، وقد تلاحظ تغيراً في مشاعرها وميلاً إلى البكاء والحزن، وهذا يتطلب منك في الحقيقة تفهماً ورحابة صدر كبيرين لاستيعاب هذه المتغيرات.
وأما إذا كان هذا فقط هو السبب في ما تعاني منه زوجتك من نزول الدم فلا يمكنني الحكم على ذلك؛ لأن النساء تختلف في قدرتهن على التحمل، وربما كان الانفعال يؤدي إلى تهيج الأمعاء، ومن المعروف أن الأمعاء محيطة بالرحم، فإذا تهيجت تهيج معها الرحم ونزل الدم، ولكن بالطبع لا يحصل هذا مع كل النساء، وربما كان وضع الحمل من الأساس ضعيفاً ولذلك ينزل الدم.
فإذا كانت زوجتك في الأشهر الأولى فالأفضل أن تأخذ مثبتاً للحمل مثل الـ( Duphastone)، ويؤخذ حبة ثلاث مرات يومياً إلى أن يقف الدم، وإذا توقف تؤخذ حبتان فقط إلى أن يستقر الوضع.
والأهم من هذا هو الدعم النفسي لها طول هذه الفترة، فإذا استمر الحمل أو إذا قدر الله عكس ذلك فسوف تحتفظ لك بالعرفان والتقدير، وكثير من الزوجات تتغير معاملتهن لأزواجهن بعد سنوات، ويفقدن الاهتمام بهم نتيجة تجارب سابقة مرت بها الحياة الزوجية كانت الزوجة تتوقع فيها تجاوباً من زوجها ولم تجده، وبالتالي أثر ذلك في نفسيتها ولم يمح هذا حتى بمرور الزمن.
نسأل الله تعالى أن يثبت هذا الحمل، وأن يختار لكما الأفضل فهو الأعلم بما يصلح لعباده.
والله الموفق.

www.islamweb.net