علاقة عدم انتظام كهرباء المخ بتأخر الطفل في المشي والكلام

2007-04-26 10:53:14 | إسلام ويب

السؤال:
بنت أخي عمرها سنتان ومنذ ولادتها كان عندها عدم انتظام في ذبذبات كهرباء المخ، وكانت تأتيها تشنجات.

لكن ـ الحمد لله ـ هي تعالجت ولم تعد تأتيها التشنجات، ولكنها حالياً هي أصغر من سنها ( تكبر بنمو بطيء ) يعني إلى الآن لا تمشي ولا تتكلم وتركيزها ضعيف.

فهل هي عندما تكبر ستكون غير طبيعية؟
وشكراً.



الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أميرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

هذه الذبذبات الكهربائية تسمى (الصرع) التي ربما يتحرج البعض منها، ولكنها ليست مخيفة للدرجة التي يتصورها الناس، والصرع لدى الأطفال في هذا العمر لا بد أن تكون له مسببات، وهذه المسببات في الغالب تتعلق بخلايا الدماغ، وإذا كان هذا الصرع مصحوبا بأي علل أو ناتج عن علل أساسية في خلايا الدماغ، فربما يؤثر هذا أيضاً على مستوى المقدرات المعرفية وتركيز وذكاء الطفل..، وهذا الأمر يتفاوت من طفل لآخر، فهنالك أطفال لديهم تشنجات وذبذبات كهربائية (صرع) ويكون مستوى الذكاء لديهم عاديا، وهنالك أطفال ربما يكون لديهم ضعف في التركيز وسببه أن العلة الدماغية هي التي أدت إلى هذا التذبذب الكهربائي المضطرب وكذلك أدت إلى عدم التركيز، وربما يؤدي هذا أيضاً إلى ضعف النمو الجسدي وتأخر التطور الحركي والذهني لدى الطفل.

هذا بالطبع ليس من الضروري أن ينطبق على ابنة أخيك، ولكن هذه هي الاحتمالات، أي أن هنالك مسببات وعللا موجودة، وهذه العلل غالباً قد تكون بسيطة مثل انقطاع الأكسجين عن الدماغ في وقت الولادة لفترة ما، والدماغ لا يتحمل أبداً انقطاع الأكسجين في أثناء الولادة لأكثر من دقيقتين أو ثلاثة، وهذا ربما يتأتى عنه هذه الصورة الإكلينيكية التي ذكرت في رسالتك.

بالتأكيد لا بد أن تكون هذه الطفلة تحت رعاية طبية، وهذا هو الشيء الأفضل، وأتمنى أن تكون تحت رعاية الطبيب المختص في أمراض الأعصاب وليست الأمراض العصبية النفسية؛ لأن الطبيب في وضع يجعله يراقب حالة هذه الطفلة بصورة أكبر، كما أنه يمكن أن يتم لها اختبار الذكاء، فهنالك اختبارات الذكاء يمكن إجراؤها حتى في هذا العمر.

أسأل الله أن تختفي هذه الأعراض وهذه العلل منها تماماً بتقدم السن، وأسأله أن يجعلها طبيعية، وحقيقة هنالك الكثير من الأطفال الذين لديهم بعض البطء والتأخر ولكن بعد ذلك تتحسن أحوالهم بدرجة كبيرة، وهنالك بالطبع أقلية أخرى لا تتحسن أحوالهم، ولكن عموماً الذي أوصي به هو أن تكون الطفلة تحت الرعاية الطبية ومتى ما بدأت هذه الرعاية في وقت مبكر بالطبع تتأتى عنه نتائج إيجابية كثيرة.. فبعض الأطفال فقط يحتاجون لعلاج طبيعي كالتدليك وخلافه.. وهنالك عدة علاجات تأهيلية أخرى تحسن من حركة الطفل ومن مقدرته على النطق وحتى على التركيز.. إذن الرعاية الطبية هي المحك الضروري جدّاً.

أسأل الله لها الشفاء والعافية، ولكم التوفيق والسداد.

www.islamweb.net