أسباب الكسل والبطء وعدم التفاعل الإيجابي لدى الأطفال ووسائل العلاج

2007-05-22 14:06:59 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بداية أتقدم لجميع القائمين على هذا الموقع الرائع بجزيل الشكر والتقدير على كافة الجهود المبذولة سائلاً الله سبحانه وتعالى أن يكون ذلك في ميزان حسناتكم وأن يوفقكم دائماً وأبداً وينعم عليكم بالصحة والعافية.

سؤالي عن حالة ولدي البالغ من العمر سبع سنوات يدرس بالصف الأول الأساسي يعاني من كسل وخمول وبطء شديد جداً عند استعداده اليومي للمدرسة بالرغم من أنه ينام مبكراً وكذلك ينام في وقت الظهر حيث أنه دائماً ما يقضي وقتاً طويلاً في كل شيء فتراه يمسك كوب الحليب دون أن يشربه إلا بعد الطلب والإلحاح عليه وهكذا في سائر الأمور من لبس الملابس وغيرها.

وعند سؤالي ومتابعتي لمعلماته في المدرسة أفاد جميعهن أنه كسول وخامل وبطيء جداً حيث يخرج كتابه ببطء ويمشي للسبورة ببطء وكذلك في كل شيء كما أنه كثير السرحان ومتشتت الانتباه بشكل دائم فلا يتواصل معهن إلا عند التركيز عليه وطلب ذلك وحتى في الامتحانات يكون بطيئاً بحيث ينتهي زملاؤه وهو ما زال في البداية أو المنتصف بالرغم من أن مستواه التحصيلي في الفهم والاستيعاب جيد وقد لاحظت ذلك عند مراجعتي لدروسه ومساعدتي له في أداء الواجبات المدرسية فهو يفهم ويمكن أن يؤدي ما يطلب منه ولكن ببطء غير عادي .

علماً أنه يكون نشيطاً جداً عند ذهابي به إلى الحدائق والمجمعات وممارسة الألعاب وعندما يكون يلعب مع إخوانه الأصغر منه حيث إنه البكر أو مع أولاد الجيران.

ملاحظة: يوجد عنده صعوبة في نطق بعض الكلمات والحروف وهو يتحسن بشكل مستمر كلما تقدم في العمر كما أنه يعاني من نقص الخمير الفولي ولكن أيضاً بشكل غير خطر.

أرجو التكرم بإفادتي بكل ما من شأنه مساعدتي في فهم وعلاج هذه الحالة واسمحوا لي على الإطالة حيث تعمدت ذكر جميع التفاصيل لكي تتضح لكم الصورة بشكل تام.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من أكبر الأسباب التي تؤدي إلى ضعف التحصيل لدى الأطفال وكذلك عدم التفاعل الإيجابي أن يكون هنالك نوع من النقص المعرفي، لا أحب أن أستعمل كلمة (التخلف العقلي) لأنها ربما تسبب نوعاً من القلق والتوتر لبعض الآباء والأمهات، وليس بالشرط أن يكون هذا الابن يعاني من هذه العلة، ولكن حتى نكون آمنين لابد أن تجرى له اختبارات الذكاء وهي إجراءات بسيطة جدّاً ويعتبر ذلك نوعاً من الفحوصات التي يقوم بها الأخصائيون النفسيون، ولا أقول: إن اختبارات الذكاء في حد ذاتها هي كاملة أو حاسمة في تحديد المقدرات المعرفية ولكنها تعتبر نوعاًَ من المؤشرات الجيدة، هذا مع عدم اعتقادي أن هذا الابن يعاني من تخلف معرفي، وإن وجد شيء فربما يكون من النوع البسيط جدّاً، فأنت ذكرت أنه جيد في تحصيله وفي الفهم والاستيعاب وهذا يطمئننا كثيراً، ولكن أرجو أيضاً أن تقوم بإجراء فحص الذكاء الذي يعطينا فكرة جيدة عن مستوى إدراكه بصفة عامة.

أيّاً كانت هذه الأسباب إذا وجد نوع من التخلف المعرفي البسيط أو كان مجرد نوع من التكاسل والخمول فأعتقد أن وسيلة العلاج في الأخير سوف تكون واحدة وهي مبدأ تشجيع وترغيب الطفل، فيجب أن يكون هذا المبدأ هو الأساس بالنسبة لهذا الطفل، وأيضاً مساعدة الطفل باستمرار وبجدول معروف على تقسيم وقته وإدارة أعماله، والطفل ما زال صغيراً وربما لا يستوعب ذلك، ولكن إذا حاولنا وضع نوع من الجدولة بالنسبة له خاصة فيما يخص مراجعة دروسه وترفيه نفسه ومشاركته للأطفال الآخرين في اللعب، استفاد كثيراً .

وأرجو أن تتاح له فرصة التفاعل والاختلاط مع الأطفال في عمره، والأطفال الذين لديهم بعض الضعف في إدراكهم يحبذون ويفضلون اللعب مع من هم أصغر منهم، وهذا لا يساعد هؤلاء الأطفال كثيراً، والذي يساعدهم هو أن يلعب الطفل مع من هم في عمره، والطفل يتفاعل ويتعلم أكثر من الطفل الذي في عمره، وكذلك الألعاب خاصة الألعاب ذات الطابع التعليمي تعتبر أيضاً وسيلة جيدة، فأرجو أن تركز على هذا.

سيكون من الجيد أن تنمي شخصية الطفل بأن يشعر بوجوده وأنه مهم في المنزل وأن تعطى له بعض المهام، فعلى سبيل المثال: تعليمه ترتيب فراشه وترتيب ملابسه وكيفية استقبال الضيوف والرد على التليفون والاهتمام بهندامه وملابسه ونظافته الشخصية، هذه من أجل وأحسن الطرق لتطوير المهارات الشخصية لدى الطفل خاصة إذا كان يعاني من نوع التأخر في هذه المهارات.

لا شك أن التحسن في مقدراته اللغوية سوف يساعده على التعبير وعلى التفاعل، وهذا بالطبع يكتسب بكثرة التحدث معه وإتاحة الفرصة له بالاختلاط مع أقرانه، وهذا بالطبع سوف يكون مشجعاً بالنسبة له.

لا شك أن التمارين الرياضة تعتبر جيدة جدّاً، والطفل في هذا العمر يكون قابلاً لذلك، فيمكنك أن تأخذه بنفسك وتتمشى معه أو أن تلاعبه بالكرة وهكذا، هذا سوف يولد فيه بعض الطاقات الداخلية، وربما يكون من الجميل أن تتأكد من فحص الدم لنسبة الهيموجلوبين وتركيزه فهذه تعتبر أساسية وضرورية، مع عدم قولي: إنه يعاني من ضعف الدم ولكن يعرف أن قلة الهيموجلوبين كثيراً ما تؤدي إلى تقلص الطاقات الجسدية والطاقات النفسية لدى الأطفال، وهذا بالطبع هو فحص بسيط جدّاً.

سيكون من الجيد أيضاً القيام بفحص نشاط الغدة الدرقية، وهذا من الحالات النادرة جدّاً ولكن بالطبع سوف يكمل لنا الصورة وسوف تطمئن ونطمئن نحن أيضاً وإن شاء الله سوف تكون كل فحوصاته طبيعية، ولكن هذا نوع من الروتين الطبي الذي يُطلب في هذه الحالة.

لا أعتقد أن نقص الخمير الفولي لديه له أي تأثير ما دام هو من النوع البسيط، لابد أن تطبق البرامج السلوكية خاصة فيما يخص التشجيع وتطوير المهارات، ولابد أن تقوم والدته أيضاً بمشاركة فعالة؛ حيث إنه يعرف تماماً أن التعاضد والتآزر بين الوالدين في هذا السياق يحسن الدافعية لدى الطفل وبالطبع سوف يطور مهاراته.

أسأل الله تعالى أن يحفظ ابنك ولكم التوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.

www.islamweb.net