مرحلة ما بعد الطفولة

2007-07-01 21:17:05 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

ابنتي تبلغ من العمر عشر سنوات ونصف، وكانت ملتزمة بالصلاة والنظافة الشخصية ومساعدتي بالمنزل وطاعة الأوامر حتى بلغت التاسعة فتغيرت تماماً وأصبحت مهملة في دراستها وكل ما سبق ذكره.

أنا معها بالترغيب والتشجيع والهدايا والإقناع وبالترهيب أيضاً، وعند التحدث إليها أعرفها بالسلبيات الناتجة عن تصرفاتها ونتيجة التصرفات الصحيحة، فتستمع إلي وهي تنظر إلي ولا ترد ولا تصحح أخطاءها، وعند ضربها وتوبيخها تبكي وتعتذر وتستجيب للأوامر فترة بسيطة لا تتعدى اليوم.

كيف أقوِّم شخصيتها؟! مع ملاحظة أنها ضعيفة الثقة في نفسها، وتبني علاقتها مع الآخرين بشراء وُدِّهم بالهدايا ومجاملتهم بما يرضيهم، حتى ولو على حساب نفسها، وحتى لو كانوا غير أهل لذلك، ودائماً تشكو من الملل.

وجزاكم الله خيراً.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم فجر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن هذه الطفلة تحتاج إلى مزيد من الثقة والثناء والقرب والتوجيه والدعاء، ونسأل الله أن يأخذ بأيدينا إلى الحنفية السمحاء، ومرحباً بك وبها في موقعكم مع الإخوان والآباء.

لا شك أن هذه الفتاة تمر بمرحلة الانتقال إلى ما بعد مرحلة الطفولة، وهي مرحلة فيها كثير من الاضطراب والخوف والقلق، ومن المهم أن تجد عندكم الأمن والاحترام والتقدير.

لا شك أن أفيد أسلوب معها هو أسلوب الحوار، وحبذا لو حرصت على أن تضعي يدك في يدها وتعبثي بشعرها أثناء الحوار، فهذه مرحلة يفيد فيها الإقناع، وكما قيل إذا أردت أن تطاع فعليك بالإقناع، والفتاة في هذه المرحلة تحتاج لمن يقترب منها ويلاطفها ويحاورها ويحترم رأيها ويشركها في أمور المنزل، وعلى الأقل في أمورها الخاصة.

من الضروري أن نعظمها أمام زميلاتها ومدرساتها، وإذا احتجنا لشيء من اللوم أو إبداء الملاحظات فلابد أن يكون ذلك في الخفاء، كما قال عبد الملك بن مروان لمؤدب أولاده: (عظمهم في الملأ وأنبهم في الخلاء)، وهذا من أهم ما يزيد من ثقة الشباب في أنفسهم.

أرجو أن تتجنبوا الضرب والتوبيخ فإنها أهم وسائل التحطيم وأخطر أدوات تدمير الثقة في النفس، خاصة إذا حصل ذلك أمام الزميلات والأرحام، وإذا اضطر المربي إلى عقوبة المخطئ فلا بد أن يكون ذلك بعد دراسة للآثار المتوقعة، وأن يكون بعيداً عن الأعين والأذان، وأن يكون ذلك بما لا يكسر عظماً أو يوجع جلداً، وأن لا يكون في أثناء الغضب، ومن الضروري أن يتجنب الإنسان الوجه والأماكن الحساسة، ومن الضروري أن نتوقف عن العقوبة والتوبيخ إذا تأثر الطفل أو بكى أو هرب أو سألنا بالله؛ لأن الهدف هو التأديب وليس الانتقام.

نحن ننصح الجميع بتقوى الله مع ضرورة اتخاذ أساليب تربوية أكثر لطفاً، وأرجو أن تسمع منكم كلمات الثناء وأن تجد منكم لمسات اللطف والصفاء.

نسـأل الله لنا ولكم التوفيق.

www.islamweb.net