شك الزوجة في تقليب زوجها نظره في النساء وغيرتها عليه نتيجة ذلك

2007-07-05 21:39:21 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم
أنا امرأة متزوجة وأعيش في دولة غربية، وحالتي مضطربة لأني أغار على زوجي كثيراً؛ لأني ألاحظ أن زوجي ينظر إلى النساء، ولكني لست متأكدة من ذلك لأني عندما أقول له ذلك فإنه يقسم بالله أنه لم ينظر، فصار في كل يوم مشكلة في بيتي ولا أدري كيف أحلها، لأني متدينة وأخاف الله، وزوجي كذلك والحمد لله، فما هي نصيحتكم لي؟ لأنه يقول لي أنت تتهميني وأنت ظالمة لأنك تظلميني.
فانصحوني وشكراً.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن من الغيرة غيرة يحبها الله وهي ما كانت في الريبة، وهناك غيرة يبغضها الله وهي ما كانت في غير ريبة، بل هي محض وساوس وتخيلات، والغيرة دليل على الحب لكنها إذا زادت عن حدها حولت الحياة إلى جحيم لا يطاق.
وأرجو أن تعلمي أن زوجك اختارك من بين آلاف النساء، وأن إنكاره للاتهام يدل على حبه لك وحرصه على الاستمرار معك، فلا تضايقيه وتتهميه بالنظر إلى الأخريات فإن ذلك قد يدفع الرجل إلى تصديق ما يتهم به، ولكن النجاح للمرأة يكون بالاهتمام بنفسها وزينتها والاقتراب من زوجها والدخول إلى حياته وهمومه والثناء عليه وإظهار الإعجاب به، والحرص على جعل المنزل بيئة جاذبة للرجل.
وأرجو أن يعلم الرجل أن السحر الحلال والجمال الحلال لا يمكن أن يقارن جمال الظاهر وخديعة المساحيق مع فساد الباطن، وأرجو أن يعلم الأزواج أن جمال النساء في الأسواق والشواطئ والشاشات جمال مزيف، وأن النفوس العفيفة تأباه وتعافه لأنه متاح للجميع، وقد أحسن من قال:
إذا وقع الذباب على طعام رفعت يدي ونفسي تشتهيه
وتجـتنب الأسـود ورود مـاء إذا كـــان الكــلاب ولغن فـيـه
كما أرجو أن يحترم الأزواج مشاعر زوجاتهم وأن يتجنبوا ما يثير غيرتهن، وهذا أمر لابد أن تنتبه له الزوجة كذلك، وقدوة المؤمنات في ذلك ذات الناطقين التي رفضت أن تركب خلف النبي صلى الله عليه وسلم مع الصحابة من أجل الزبير وغيرته، وقابل الزبير رضى الله عنه ذلك الموقف بكلام يداوي الجراح حين قال لها: (لحملك النوى على رأسك أشد عليّ من ركوبك معه)، وهذا يدل على أن النجاح في الحياة الزوجية ينطلق من فهم نفسيات الشريك وتجنب ما يضايقه ورعاية مشاعره، وتجنب كل ما يثير الشكوك والتساؤلات، وتصبح مما قد يحتاج إلى توضيح على طريقة (على رسلكما إنها صفية)، فإذا كان الرجل يغار من المكالمات فعليها أن تقول لزوجها إذا دخل مثلاً وهي تكلم رجلاً: يا أبا فلان إنه شقيقي صالح، أو يقول لها: إنها خالتي عائشة، فإن الشيطان يجرى من ابن آدم مجرى الدم، وقد يقذف في قلب الإنسان شرّاً وشكّاً.
ولا شك أن شريعة الله أمرت الجميع بغض البصر فقال سبحانه: ((قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ))[النور:30-31]، فلابد من التذكير بالله والتخويف من مخالفة أمره، وأرجو أن تجعلي غضبك لله لأن الزوج بنظره إلى الأجنبيات -إذا حصل ذلك- يخالف شريعة من يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
كما أرجو أن تعلمي أن نظر الفجأة معفو عنه، وأن على المسلم أن يصرف بصره، وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله، ونسأل الله أن يلهمك رشدك والسداد.
وبالله التوفيق.

www.islamweb.net