معاملة الولد في سن المراهقة

2007-08-12 13:23:22 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا أمٌّ لأربعة أولاد جميعهم من الذكور، يبلغ أكبرهم من العمر 12 عاماً وأصغرهم 6 أعوام، ومشكلتي هي مع ولدي الأكبر فأنا أحاول جاهدة تربيته على الإسلام والقرآن، وبالفعل جميعهم يحفظون أجزاءً من القرآن، والمشكلة بدأت مع ابني الأكبر وإحساسه بأنه كبر وأصبح رجلاً لا تستطيع التحدث معه أو توجيهه إلى أي شيء، ويكون دائماً غضبان، كما أنه يقود انقلاباتٍ وأصبح زعيماً وإخوته وراءه يقلدونه في كل شيء، وفجأة تغير حاله جداً وأصبح يرفع صوته علي، وإذا حاولت معه الحوار والتفاهم بالعقل لا يتقبل ذلك، وإذا حاولت ضربه أصبح يدافع عن نفسه بالاشتباك معي باليد.

والمشكلة أني لا أستطيع توصيل كل شيء إلى زوجي؛ لأنه مريض بالسكر وفيروس سي وأخاف عليه من المرض حيث إنه يعاقبه بعنفٍ وبشدة، ثم بعد ذلك يقول لي بأني السبب في زعله ومرضه وأنه سوف يترك البيت لي ولا يعود مرة أخرى، وإذا لم أخبر أبوه لعقابه يزيد؛ لأنه يُترك بدون عقاب، وعندما أخبر والده تحدث المشكلة فالأب يغضب مني، وابني يقول لي: لا تكلميني مرة ثانية، وأنا زعلان منك. فكيف أتصرف؟! أأتركه بدون عقابٍ ولا أُخبر الأب لمرضه أم أخبره ويعاقب الابن ويمرض زوجي أو يترك لي البيت وأكون السبب في خراب بيتي؛ أفيدوني سريعاً؟!

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذا الطفل في سن التمرد على ضعف الطفولة، وهي سنٌّ لا تُجدي فيها الوصاية والتعليمات والأوامر ولكن سوف ينفع فيها الحوار شريطة أن تختاري له الوقت المناسب والألفاظ المناسبة، وليس من المصلحة إخبار والده حتى ولو لم يكن مريضاً لأن ذلك يعمق المسألة، ويسقط كل أسلحة العلاج خاصة إذا كان رد الوالد عنيفاً أو سلبياً، وأرجو أن تعرفي أن الاهتمام به وتقديره ودعوة إخوانه لاحترامه وسماع كلامه أنفع من مصارعته ومجادلته؛ لأنه يريد إثبات وجوده وأنت تريدين تحطيم شخصيته فتأتي ردة فعله قوية، ومن هنا فنحن نقترح عليك ما يلي:

1- اللجوء إلى من يجيب من دعاه، وتجنبي الدعاء عليه.

2- مشاورته في أمور المنزل وإظهار الحاجة إلى مساعدته وخدماته.

3- تربية إخوانه على احترامه وسماع كلامه.

4- تذكيره بضرورة طاعة الوالدين والشفقة على إخوانه الصغار وبيان حاجة والده إلى الهدوء.

5- عدم حرمانه من اللمسات الحانية والكلمات اللطيفة.

6- إعطائه مساحة للتعبير عن نفسه وتوجيه ما عنده من طاقاتٍ إلى الخير والمصلحة.

7- منحه مقداراً من الثقة المخلوطة بشيءٍ من الحذر.

8- عدم الإعلان عن العجز عن التعامل معه.

9- تربية روح المراقبة لله في نفسه، وتذكيره بأن الله يأخذ الحق للضعيف.

10 – عدم التحيُّز لإخوانه والانتصار لهم.

11- احترامه في الملأ - يعني أمام الناس - وتوبيخه في الخلا، مع أننا لا نفضل أسلوب التوبيخ.

وهذه وصيتي لكِ بتقوى الله، ثم بضرورة الحرص على طاعته؛ فإن بيوتنا تصلح بطاعتنا لصاحب العظمة والجبروت، وإذا أصلح الإنسان ما بينه وبين الله أصلح الله له ما بينه وبين الناس.

وأرجو عدم إظهار التضجر والانزعاج، والإكثار من الاستغفار والدعاء لولدك ولأسرتك. ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يكتب لأولادك النجاح والفلاح ولزوجك الشفاء والعافية، ومرحباً بكم في موقعكم مع آباءٍ وإخوانٍ يتمنون لكم الخير والسداد.

وبالله التوفيق.

www.islamweb.net