الفرق بين الخجل والخوف الاجتماعي

2007-09-13 10:25:04 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.
دكتور محمد أحب أن أسألك عن مشكلة أعاني منها، وهي الخوف الاجتماعي. أولاً: كنت خجولاً في طفولتي، ولا أحضر مناسبات أو حفلات، وأبتعد عن التجمعات بسبب الخجل، والآن أعاني من مشكلة الخوف الاجتماعي، وأتبع العلاج السلوكي، وأبتعد عن الأدوية لإيماني الشديد بأهمية العلاج السلوكي لأنه هو الأساس، وفاعلية الدواء تكون مؤقتة، لكن بالمواجهة المستمرة والإصرار يستطيع الإنسان أن يتغلب على جميع مخاوفه، ما رأيك يا دكتور هل تؤيد كلامي؟

وأرجو أن تجيبني على أسئلتي وهي كالتالي:

ما هو الفرق بين الخجل والخوف الاجتماعي؟ وأريد أن توضح الفرق بينهما لأني أحياناً عندما أرى أناساً أو أمر من أمامهم تأتيني ابتسامة وكأني أريد أن أضحك، لكن لا أرتعش، ولا يحمر وجهي، ولا أرتبك، لكن الغريب أنه عندما يحادثني شخصان أو أكثر أرتبك وأشعر بقلق شديد، وأتلعثم في الكلام، فأريد أن أعرف لماذا أحياناً أبتسم عندما ينظر الناس إلي أو يراقبون تصرفاتي؟ بينما عندما أحادث أشخاصاً أرتبك أمامهم.

سؤالي الثاني :
الآن يا دكتور عندما نشاهد البرامج التلفزيونية ونرى المذيع يتحاور مع أحد الأشخاص، وتكون الكاميرا مسلطة على هذا الشخص ألاحظ البعض يبتسم بسبب الكاميرا لأنه يعلم أن الناس تشاهده ويكون تركيزهم عليه، والبعض الآخر يرتبك أو يتلعثم، ويكون الخوف أو الخجل واضحاً على ملامحه، فما هو تفسير الحالتين؟ وهل لها علاقة بالخوف الاجتماعي؟

أرجو توضيح ذلك؟

السؤال الأخير:

أحياناً أصور نفسي بالكاميرا وأتخيل نفسي أمام جمهور من الناس، وأحادثهم وأطرح عليهم أسئلة، وأتقمص شخصيته في ذهني وأحاول أن أطبقها، وأنا فكرت في هذه الفكرة؛ لأن الكاميرا لها رهبة كرهبة الناس لأنها تكون مركزة على الإنسان وتراقب تصرفاته، وعندما أطبقها تأتيني أعراض الخوف من ارتباك وتلعثم ورعشة، وكأنني فعلاً أمام مجموعة من الناس، وكذلك سمعت من أحد الخطباء كان يعاني من هذه المشكلة التي أعاني منها، وكان هذا الرجل يقف على تل عالي، ويتخيل الأحجار الكبيرة أناسا، ويخاطبهم بصوت عالي، وتمرن على هذا بشكل دائم، وذكر أنه استفاد فائدة عظيمة، وأصبح الآن من الخطباء المفوهين وهو لدينا بالسعودية.
فما رأيك بهذه الفكرة هل سأجني ثمارها أم فقط هي مضيعة للوقت، وجزاك الله خيراً.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

جزاك الله خيراً على ما أوردته من أسئلة مفيدة.
الطريقة الأفضل لعلاج معظم الحالات النفسية العصابية، ومنها الرهاب الاجتماعي هو تطبيق العلاج السلوكي، وفي بعض الحالات العلاج التحليلي وهنالك مدارس نفسية أخرى تفيد الجوانب التطبيقية فيها في بعض الحالات النفسية.

والعلاج الاجتماعي والأسري أيضاً يعتبر ضرورياً في بعض الحالات، ويجب أن لا ننسى الجانب الديني أنه ذو قيمة علاجية كبيرة، والأدوية تكون ضرورية أيضاً ومكملة للعلاج النفسي، وأنا أتفق معك أن العلاج السلوكي يمنع الانتكاسات أكثر من العلاج الدوائي، لكن العلاج الدوائي يعطي الإنسان الثقة في نفسه ويدفعه نحو مواصلة العلاج السلوكي، إذا الطريقة الأمثل هي الأخذ بكل هذه الجوانب.

الخجل هو سمة من سمات الشخصية أي صفة ملازمة لها، وهو يكون في جميع الحالات إما الخوف الاجتماعي فهو ظرفي أو لحظي وهو مكتسب، ولا علاقة له بالشخصية، والابتسامة في مثل المواقف التي ذكرتها هي نوع من الدفاع النفسي للتغلب على الخوف، والرهاب الاجتماعي وهو في معظمه لا إرادي كما يرى علماء المدرسة التحليلية.

ما نشاهده في التلفزيون من تفاعلات متفاوتة ومختلفة يعتمد على المهارات الاجتماعية لكل شخص ومقدرته وخبرته في مواجهة مثل هذه المواقف وهي بالطبع مواقف إنسانية تختلف من شخص لآخر.

طريقة التصوير بالكامرة ثم ملاحظة الأداء هي طريقة رائعة جداً ومفيدة، وما قام به الخطيب، هو أيضاً من صميم التطبيق السلوكي العلاجي المعرفي، بالنسبة لك بجانب أن الكامره هي فرصة شبه حقيقية للتعرض والمواجهة، ولكنها في ذات الوقت تجعلك تلاحظ أن تفاعلاتك النفسية ليست بالسوء الذي كنت تتصوره، وهذا بالطبع سوف يعود عليك بفائدة علاجية عظيمة، أرى أن ما قمت به أنت سيكون ذو فائدة عظيمة على بقية الإخوة الذين يعانون من صعوبات نفسية مماثلة فجزاك الله خيراً على هذه المشاركة الفاعلة.
نبارك لك قدوم شهر رمضان الكريم، ونسأل الله تعالى أن يتقبل طاعاتكم.
وبالله التوفيق.

www.islamweb.net