حبوب (الكولاجين) .. تأثيراتها ومدى فائدتها في المحافظة على نضارة الوجه؟

2007-10-12 23:35:11 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أريد أن أسأل: ما هي الحبوب المفيدة للسيدة بعد سن الثلاثين بحيث تبقى محافظة على نضارة وجهها وشبابها؟ وهل حبوب الكولاجين مفيدة؟ وهل هي مفيدة لجميع الجسم أم للبشرة فقط؟ ما هي الحبوب اللازمة والضرورية؟ وما هي المدة المناسبة لتناولها؟

أرجو إفادتي، وهل لها أضرار جانبية؟ مع جزيل الشكر


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولاً: حبوب الكولاجين:

إن البحث على الإنترنت يُعطي عشرات بل مئات الآلاف من المواقع التي تتكلم عنها أو تبيعها، ولكن قليلةٌ تلك المواقع التي تُناقشها بتجرد عن الناحية التجارية، أي تُعطي كلاماً علمياً يشرح فيه الآلية التي تعمل من خلالها والتجارب التي تمت، والنتائج والمنهج العلمي المتبع، فهذه الحبوب أو الكبسولات إذن لها دعايةٌ كبيرة، ولكننا من الناحية الطبية وبعد مناقشتها مع جمعٍ من الأطباء الاستشاريين والأخصائيين، تبين أنهم لا يؤيدون استعمالها لأسباب؛ منها:

لأنها من البروتين، والبروتين يهضم، فكيف سيصل إلى موضع الفائدة؟ كما وأنه من المعروف أن الكولاجين يحقن موضع الحاجة، ولا ضرورة لملء كامل الجسم به، كما وأن الكولاجين يدخل في تركيب الغضاريف والأوتار والجلد والأظافر وليس الجلد فقط، وما يخشى منه أن يظهر بعد عقود من استعمال هذه المواد (والتي يعتبرها مصنعّوها طبيعية) تأثيرات جانبية كامنة تحتاج سنواتٍ لتظهر لم تثبت سلامتها إلى الآن، كما وقد تكون سليمة على المدى البعيد ولكن ذلك يحتاج إلى دليل، وإن كلمة مواد طبيعية لا تبرئ ساحة المواد المستعملة، فالكورتيزون مادة طبيعية ولكن أخذه بدون أصول طبية قد يكون له عواقب لا تحمد عقباها .

وكذلك هناك في التاريخ العديد من العلاجات التي بدت كأنها ثورة ثم سُحبت من الأسواق بعد سنين لثبوت ضررها التراكمي، ولا يغيب عن بالنا أن الدخان يصنع من مواد طبيعية هي التبغ، وتصوره بعض الشركات المصنعة للسيجارة على أنه الملهم وأنه يُساعد على التركيز وما إلى ذلك.

هذا بالإضافة إلى أن البحث في موقع الميدلاين (وهو موقع متخصص في كل ما يُنشر عالمياً من مقالات معترف بها على المستوى المطلوب لكل اختصاصات الطب في كل العالم) لم نعثر على مقال واحد عن هذه الكبسولات، وبالتالي نحن نفتقد دليل المصداقية عما يُقال عن هذه الحبوب أو الكبسولات تجارياً من أنها سليمة ومحتملة ومفيدة ولا ضرر منها، ولا تعارض لها مع غيرها من الأدوية ...وأنها وأنها، هذا مع اعتبار أنه مع الزمن قد يثبت صواب أو عدم صواب هذه المناقشة.

هناك مواد مُشابهة مثل الغلوكوزامين، وهي تُساعد على ترميم الغضاريف كما يُعلن عنها، ولكن لا يزال هناك تحفظ من استشاريي العظام وأمراض الروماتيزم حول استعماله، وقد وجد لاحقاً أن بعض هذه المستحضرات قد تسبب ارتفاعاً في سكر الدم متناسباً طرداً مع الجرعة والمدة.

الخلاصة: قد تكون هذه الحبوب ممتازة، ولكننا نفتقر إلى خبرة الزمن الذي سيحكم على ذلك، ولكنها في الوقت ذاته قد تكون لها آثار تراكمية لم تثبت إلى الآن أيضاً.

ثانياً: البدائل لإزالة التجاعيد والمحافظة على نضارة البشرة وهي كثيرة، ومنها:

- التقشير الكيميائي الخفيف بمادة التريتينوين (الريتين A) وهو عادةً يستعمل في علاج حب الشباب الزيواني، ولكن له تأثير مزيل للتجاعيد.

- أو التقشير الكيميائي بمادة (تي سي إي) بتركيزات مختلفة، ولا يتم إلا بيد الطبيب المتخصص.

- أو التقشير الكيميائي بمادة الألفاهيدروكسي أسيد بتركيزات مختلفة، ولا يتم كذلك إلا بيد الطبيب المتخصص، عدا بعض المستحضرات على شكل كريمات مخففة.

- أو التقشير بالفينول الممدد، ولا يتم كذلك إلا بيد الطبيب المتخصص وهو أصعبها.

- أو التقشير بالصنفرة وهو أقدمها ولم يعد يلجأ إليه إلا نادراً.

- أو التقشير بالليزر وهو أحدثها.

ولا يستطب التقشير قبل سن الثلاثين سنة من العمر عدا التقشير الكيميائي الخفيف بمادة التريتينوين (الريتين A) وقد ذكرنا في استشارات سابقة بعضاً من التفاصيل عن هذه الأنواع خاصة الأول.

كما وعلينا ألا ننسى الوقاية من أشعة الشمس، وتجنب الدخان والشد والمط لجلد الوجه، وغيره من العوامل التي تزيد من التجاعيد.

وبشكل عام وللمحافظة على نقاء البشرة يمكن مراجعة الإجابة رقم (250968)

وهذه نسخة منها دون تعديل:

(((فنحافظ على نقاء ونضارة البشرة والوجه بأشياء عدة:

1- علاج الأمراض المؤدية إلى الشحوب، مثل سوء التغذية، وفقر الدم، والأمراض العامة لو وجدت لا قدر الله.

2- العناية اليومية والغسل اليومي، ويكفي في أغلب الأحوال العادية غير المرضية ما يتم من غسله أثناء الوضوء للصلاة.

3- عدم اللعب وعدم شد الجلد، وعدم مط الخدين، وعدم فتح البثرات، وعدم خدش البشرة أو جرحها أو تطبيق مركبات نجهل تركيبها أو تأثيرها.

4- إن كان هناك جفاف في الجلد فباستعمال المرطبات البسيطة غير الدهنية وغير اللزجة، ويكفي كريم الأيكيوس عند اللزوم أو أي كريم مرطب للبشرة، ويفضل أن يكون من مستحضرات الأطفال لخلوه من المواد الكيمياوية.

5- إن كان هناك تعرض للشمس بسبب الخروج الكثير أو المهنة تحت الشمس فباستعمال مضادات الضياء، مثل سن كير لـ(سيباميد) أو مينيسول أكتيف أو غيرها الكثير والكثير.

6- تجنب استعمال العطور والكولونيا مباشرة على الوجه؛ لأن ذلك يؤدي إلى التهاب الجلد بالعطور والتصبغات التي تتلوه قد تدوم لفترات طويلة.

7- إن كان هناك بثور وتقيحات فباستعمال المضادات الحيوية الموضعية على شكل سائل أو كريم ولكن ليس مرهما.

8- إن كان هناك أمراض جلدية فبعلاجها، وإن كان هناك تظاهرات غير مرغوب بها فبعلاجها، كل حسب مسببه وعلاجه الخاص.

9- الفرح والاستبشار وعدم الكآبة فالوجه السعيد أجمل من المكتئب.

10- التغذية الجيدة الصحية الصحيحة.

11- بعد اتخاذ الإجراءات السابقة غالباً ما سيعود للبشرة بريقها ونضرتها بإذن الله.)))

ختاماً وبشكل عام: إن كانت البشرة طبيعية فلا داعي للتداخل، ولكن إن كانت تُعاني من تبدلات مرضية فعندها تُعالج بقدرها.
والله الموفق.

www.islamweb.net