أختي تعاني من هلوسات لفظية ونوبات من الحزن والمزاج المتقلب!

2007-11-27 19:56:22 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لي أخت وحيدة تبلغ من العمر 29 عاماً، وهي سيدة، وليس لنا سوى أخ أصغر شبه مقعد، والأخ الأكبر مسافر، وتوفيت أمنا منذ ما يقارب العام، والأب على قيد الحياة، وقد تعرضت منذ خمسة أعوام تقريباً لأزمة نفسية، وبعد محاولات للعلاج من خلال المعالجين بالقرآن استمرت لعشرة أيام تم عرضها على طبيب نفسي شخّص الحالة على أنها فصام واكتئاب، وتم علاجها بعقار (زبراكسا) 10 ملجم لمدة أربعة أشهر، بمعدل قرص يومياً، ثم تم تخفيض الجرعة إلى نصف قرص يومياً دون وجود أدوية أخرى.

وكانت أعراض الحالة تتمثل في هلوسات لفظية، ونوبات من الحزن الشديد المصحوب بالبكاء، وعدم القدرة على النوم إلا لفترات قليلة وبصعوبة، والشكوى من الصداع الحاد والإرهاق، وكذلك نوبات مفاجئة من الفرح والضحك غير المبرر، وبدأت الحالة في التحسن بعد أسبوع تقريباً من العلاج، واستمر العلاج حتى نهاية الأربعة أشهر.

وبعد مرور خمسة أعوام - منذ أسبوعين بالتحديد - تعرضت أختي لنفس الحالة، مع اختلاف وهو عدم وجود هلوسات لفظية، إنما كانت تتكلم بسرعة في عدة موضوعات مختلفة، مع نوبات من الحزن الشديد والفرح الشديد أيضاً، وعلى الفور ذهبنا إلى نفس الطبيب الذي عالجها في السابق، وشخّص الحالة باعتبارها اضطراب الهوس (الاكتئاب) وحذرنا من وجود ميول انتحارية، وتم وصف عقار (زبراكسا) للعلاج بمعدل قرص يومياً لمدة أربعة أشهر، ومعه عقار (أكينتون 2 ملجم) بمعدل ربع قرص يومياً لمدة أربعة أشهر أيضاً، وبعد أسبوع تم إضافة عقار (بروزاك 20 ملجم) بمعدل نصف قرص يومياً للعلاج، وبدأت الحالة في التحسن التدريجي.

فهل هذا التشخيص سليم؟ وهل من المتوقع أن تكون هذه الحالة دورية كل فترة؟ وما مسبباتها؟ وقد سمعت أن هناك عقاراً بديلاً هو (أولابكس) فهل يفيد في هذه الحالة؟ لأن العلاج بعقار (الزبراكسا) مكلف للغاية، وهل من الأفضل إخبار المريض بحالته المرضية ومشاركته في هذا العلاج؟ لأن الطبيب أكّد على ضرورة عدم إخباره بذلك.

ولكم خالص الشكر.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنني أتفق مع الطبيب بدرجة كبيرة أنها تعاني من أعراض نفسية وذهانية مختلطة، وهذه الأعراض تدل على أن هناك حالة من الهوس وزيادة في ارتفاع المزاج، وفي نفس الوقت توجد بعض أعراض الاكتئاب النفسي، وهذه الحالات أيضاً ربما تعطي في بعض الأحيان الطابع بأن هذا المريض يعاني من أمراض الفصام، ولكني أميل إلى أن هذه الأخت - شفاها الله - تعاني من نوع من الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية أو الاضطراب الوجداني المختلط، بمعنى أن أعراض الهوس وأعراض الاكتئاب - وهي في الغالب أعراض متناثرة - توجد في نفس المريض، وهذه الحالات نشاهدها تقريباً وتمثل حوالي 10% من حالات الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية.

وبالنسبة للعلاج فإنه يتفاوت من إنسان إلى آخر، ولكن الشيء المؤكد أن المريض إذا انتابته نكسة بعد النوبة الأولى فلابد أن يستمر على العلاج لمدة لا تقل عن ثلاث سنوات، وبعد هذه المدة قد ينتكس 40% من الناس، وفي هذه الحالة يعطى العلاج مدى الحياة، فهذه هي المعلومات الطبية الموثّقة.

وبالنسبة (للزبركسا) فهو علاج فعّال وممتاز، وأتفق معك أنه مكلف، وفي ذات الوقت ربما يؤدي إلى زيادة في الوزن، ولكن توجد منتجات من (الزبركسا) تجارية وهي مفيدة أيضاً، فإذا توفرت في مصر فلا مانع مطلقاً من استعمال (الزبركسا التجاري) وليس (الزبركسا الأصلي)؛ لأن التجاري أيضاً فعاليته لا تقل عن 80% من فعالية الأصلي.

وبالنسبة لـ(أولباكس) فهو دواء ليس معروفاً لدي، ولكن ربما يكون هو نفس (الزبركسا) بمسمى تجاري، وكما ذكرت لك لا بأس في ذلك، والاسم العلمي (للزبركسا) هو (أولانزبين)، فأرجو التأكد إن كان (الأولباكس) هو نفس (الأولنزبين)، فإن كان كذلك فإنه يكون علاجاً بديلاً وممتازاً (للزبركسا) المكلف، وتوجد علاجات أخرى كثيرة مثل (رزبريدون) فهو علاج فعال وممتاز، وأعرف أنه متوفر في مصر، ويوجد منه منتج تجاري جيد وفعال جداً.

وينصح بعض الأطباء بأن يضاف أحد الأدوية المثبتة للمزاج في مثل هذه الحالات مثل عقار (تجرتول) بجرعة 200 مليجرام صباحاً ومساء، وهناك عقار آخر يعرف باسم (دبكين كرونو) بجرعة 500 مليجرام، وهناك من يعالج بأملاح (اللثيم)، وهي من الأدوية القديمة، ولكنه يعتبر فعالاً جداً، ومنظماً للمزاج، فهذه هي المقترحات التي أراها في خصوص علاج هذه الأخت، وأعتقد أن الطبيب الذي يقوم بالإشراف على علاجها هو طبيب مقتدر، وأشعر أنه يسير على الطريق الصحيح فيما يخص علاجها بالنسبة في إخبار المريض من عدمه، فمن حق الإنسان أن يعرف ما هو مرضه، وما هي حالته، ولكن هذا بالطبع يعتمد على مدى استبصار المريض، وعلى مدى ارتباطه بالواقع، وعلى مدى تفهّمه للحالة، وأنا من أنصار أن تخبر بحالتها، ولكن ليس بالحدة وليس بالشدة وليس بالتفاصيل المخيفة، ولا نستعمل كلمات مثل الفصام أو الهوس، بل كلمات بسيطة مثل أنت لديك نوع من التقلب البسيط في المزاج، وهذا يعرف بالاضطراب الوجداني، وهو ربما يكون ناتجاً عن عدم انتظام في بعض الكيميائيات في المخ، وهذه الأدوية تفيد جداً في تنظيمها ووضعها في مسارها الصحيح، فمثل هذه اللغة يفهمها المرضى ويقبلونها، بل على العكس تماماً كثيراً ما توطد صلة المريض بعلاجه وثقته في طبيبه وفيمن حوله.

وختاماً: فإن الذي أود أن أؤكد عليه مرة أخرى هو ضرورة تناول هذه الأخت للعلاج، علماً بأن الفوارق بين الأدوية التي ذكرناها هي فوارق بسيطة جداً، ويجب أن تشجع وتنصح بالاستمرار في العلاج، وبالطبع سيكون علاجها لمدة طويلة ما دامت قد عانت من نوبتين.

والكثير من المرضى يتفهمون أوضاعهم بعد تناول العلاج والاستفادة منه مما يجعلهم يحرصون على تناوله وإن كان ذلك لسنوات، ولا ننسى أن العلم في تقدم وقد يفتح الله على العلماء بأدوية أو وسائل علاجية أكثر فعالية وذلك بعد اتضاح الخريطة الجينية.

وبالله التوفيق.

www.islamweb.net